جليدٌ على الأطلالِ

19 يناير 2024
جليدٌ على الأطلالِ

بقلم  فايزة عبد الكربم الفالح
على هامش مصادرات آفة العصر ” الهمجيّة الصهيونيّة ” الملازمة للشعب العربيّ الفلسطنيّ منذ ثمانين عاماَ لُزوماً متغطرساً متمترساً قابعاً في أكناف قلب الكرة الأرضيّة “فلسطين” ، شاربةً كأس أرض اللبن ، مِزاجه الحياة والبقاء ، وهي في الحقيقة لم تُهدِ الحياة إلّا الفناء ، زراعة الدّمار على الأرض، ولم تُنبت إلّا اليباب، والهلاك ، ليس للغزيين فقط ،وإنّما للإنسانيّة جمعاء ، هائجة كبحرٍ صاخب تعانقت أمواجه الدّامية مع الظلم والظلام ، حتّى اصبحت ظُلمات ثلاثاً ، بعضها فوق بعض، وما فتِئت تركب جناحيْ الريح المسمومة ، تبذر محارق البطش محرقة تلو محرقة ، حتّى أمتلأت قداح الأرض وفاضت، وما درت أنّها قد غرست معاول الظلم؛ ليصبح طوفاناً يعلوه طوفان ، ولكن … سرعان ما انقلب السحر على الساحر .

ابن الدَّحدوح…
عَبْراتٌ تُذرف من عيون الطوفان ، وقلب جسور يخفق بقوة الطوفان ، ولسان صدق ينطق بعبارة مُشرَعة سُطورها ، ركِِبت مِداد الطوفان ، فَسَبِحَت فيها القلوب الحيّة حتى اعتُصرت من الألمِ ، ثم أغرَقت بقوّة جريانها كلّ القلوب الميْتَة ، واخترقت كلّ المسامع الحيَّة، وتجاوزت أذانَ كلّ مَن به صممِ …! نعم … نحن نبكي حِرقة الفراق والوداع . لا من هوانٍ وضعف ، وما فاضت دموعنا إلّا من نبع الإنسانيّة التي جُبلنا عليها ، وما جرت دموعنا ؛ إلّا مِن نهر الرحمة الذي رَفِدنا منه ، وهذا هو الفرق بيننا وبين الصهيونيّة الغاشمة ، القاتلة للإنسانية، والمنزوعة الرحمة ، فكيف بقلوب ميْتَة منذ الأزل، أن تحيا مِن جديد ،بعدما أجهض الكفر نبض أرواحها…؟!

لا مكان للأسئلة، حين تكون الإجابات لا ملامح لها … فلم تعد الأسئلة القديمة الجديدة في زمن الحرب تُطربنا، هبوطها المتكرّر على مسامعنا قد أستباح حرمة وقار حزننا، وأهلك جدار ذاكرتنا ، آاااهٍ من تلك الأسئلة _يا بن الدَّحدوح _ لماذا الحرب ؟! ، لماذا يُرَدُّ الظلم على الظالم ؟! وعلامَ الدّم الحرّ مستباح؟! وكيف لا ينتفضُ مَن أُستبيحت أرضه و مقدساته ،وحرمة ساحته وبيته ، وينفض عنه عجاج الظلم الذي حلَّ به ؟! ولِمَ أختلط معنى الهوان بمعنى السّلْم ؟! آااهٍ مِن تلكَ الإجابة القابعة وراء حافَة السؤال : إن كانت الحرب سنَّة الكون ، فكيف لا يكون الجهاد سنَّة الله ؟! حيث لا يبتسم الحق إلٍا لها ! ، ولربّما تُسائلني وهي عليمةٌ: فما بال السّلْم ؟! ليكون حال الجواب على لسان “وائل الدّحدوح” : إن أردنا السّلْم يا سائلي : فلنستعدَّ للجهاد ، حتى ننال إحدى الحسنيين : النصر أو الشهادة .

أمَّ بعدُ …! _ يابن الدحدوح _
يا سيَّد المرابطين العاضّين على الكلْم بنواجذ الصابرين …! قد اجتمعت فيك المُثُل … قوَّة بأس مغلَّفة بمساحة الصبر المُتنامي اللامُتناهي. إذ … لكلِّ صفةٍ ضدّ إلّا الصبر حيث يُولِّدُ رِشاء المترادفات ، في حين اجتمعت الاضّدادُ النكِرات بالأوغاد … ها قد غَلبتَ كلَّ القوى المتغطرسة في مشارق الأرض ومغاربها ؛ فانتصرَتْ عزيمتك، إذ لا غالب لأهل العزم حين تتمترس بالعزائمِ والجَلدِ .

ثمَّ …! ما عادت الأسئلة
في زمن الحرب تُطربني ،
إذما تأجّجتْ ثورةٌ من أجلِ
إنجاب السلام . من أجْلِ الحبِّ .
من أجْلِ إجاباتٍ أسيرة ،
تبحثُ عن أسئلةٍ حرَّةٍ
في زمنِ الطُّغاة .
عن حروفٍ قد سُكِبَتْ على
خارطةِ الماء _ يا بن الدحدوح _ .
فَكَيْفَ لتلك الأسْئلةٍ أنْ تُحيي
شُعاعاً أجهضته أنوارُ الشمس … ؟! .