الدكتور محمود المساد
“أفتعل الحوار معك يا غزّة العز،لأنني أكاد أفتقد الحيلة”.
معذرة غزة !! خذلناك؛ ولأنك غزّة العزة ما زلت تسترين عيوبنا، وترضين بخذلاننا خجلا من بسالتك وكرامة فرسانك الأشاوس!! انشغلنا عنك وعمّا حلّ بك من مجازر على أيدي أكثر الشعوب همجية ووحشية، أهل القردة، أراذل البشر، وأنت تبررين لنا أعمالنا الليلية التي نروّح بها عن أنفسنا بحجة ألم المشاهدة، وتعب الدعاء، وضيق ذات اليد.
معذرة غزّة الكرامة…. فقد أتعبت كل من أضاع كرامته بالبحث عنها في مواخير الليل، ودهاليز الظلمات…. وبعد أن نسينا جميعا أين خلعناها، وبعد أن ارتاح كل منّا وتمدد من دونها، بل إن بعضنا أخذ ثمنها مالًا سحتا، ومنصبا نفخه وزاد من همومه وسفره؛ لأنه ليس لديه قدرة على تحمل أعبائه ومتطلباته.
أرجوك غزّة الشجاعة، غزة الإباء، لا تتذمري، فليس بيدنا ما نفعله لك سوى الدعاء يوم الجمعة!!!! وأحيانا أخرى وِقفة، أو مسيرة بعد مِنسف قليل الدسم. حاولنا بكل قدراتنا وتصميمنا أن ندمج مفاهيم وطنية، وثقافية في محتوى التعليم، وبعضا من قيم وجهود أردنية على أرض الأقصى، ومساحات فلسطين، علّها تنهض بجيل يحبو على سلّم النموّ ليس إلا، فجرجرونا بالمحاكم، بتهم أقلها تجاوزنا الخطوط الحمر، وأن الرياضيات والعلوم ليس لهما علاقة بالقيم، ولا بحياة الناس، أو بتنوع السكان والجغرافيا.
وإن كنت تكتمين السرّ يا غزّة العز والشموخ، أقول لفمك الطاهر: إننا نحاول مع من يتذكر حتى الآن مفردات مثل: وطن ووطنية، ثور أبيض، بعده أخرى عربية، إن المال زائل حرامه وحرامه، وأن المناصب بها سمّ لمن ليس جدير بها، وأن الوطن بحاجة لرجال يفهمون معنى “مصالح عليا…..”!! لكن والله يا غزةُ إن صيحاتنا كأنها “طبل عند أطرم”، حتى أصبح من يحمل مِظلة الوزير نفاقا من مطر رذاذ، يعين بعد إعفائه من عمله مديرا للعلاقات العامة، والثقافة بأرفع مركز وطني.
استري علينا يا غزة الصمود، يا غزّة العقيدة والإيمان فليس الصبح ببعيد!!