وطنا اليوم:”ما أصعب الفرار من حرب إلى أخرى.. لكن إذا ما قتلت فسأكون في وطني على الأقل”.. هذا هو لسان حال اللاجئين الأوكرانيين في دولة الاجتلال الذين فروا من بلادهم مع بدء العملية العسكرية الروسية قبل أكثر من عام.
هؤلاء اللاجئون ظنوا أن الفرار إلى إسرائيل سيضمن لهم حياة آمنة بعيدا عن الهجمات الروسية، لكنهم وجدوا أنفسهم في خضم حرب أخرى، لكنهم فضلوا هذه المرة العودة إلى وطنهم الأم رغم الحرب، مؤكدين أنه “أكثر أمانا من إسرائيل، وأنهم حتى لو قتلوا فسيكونون في وطنهم”.
فتيتيانا كوشيفا على سبيل المثال هربت من منزلها في مدينة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية العام الماضي، ولجأت إلى مدينة عسقلان الساحلية قرب غزة.
عمل زوجها في إسرائيل في الماضي، ولذا اعتقدت أن الفرار إليها مع أطفالهما الثلاثة سيضمن لهم حياة آمنة بعيدًا عن الهجمات الروسية.
لكن جاء يوم السابع من أكتوبر عندما نفذت حماس هجوم “طوفان الأقصى” الذي ردت عليه إسرائيل بقصف دام متواصل أدى إلى استشهاد الآلاف.
على غرار آلاف اللاجئين الأوكرانيين الآخرين، اضطُرت كوشيفا للهرب من الحرب مجددًا.
ما زالت الحرب جزءًا من الحياة اليومية في خاركيف، إذ رغم بسط أوكرانيا سيطرتها الكاملة عليها، إلا أن المدينة تتعرّض لهجمات روسية متكررة. وباتت صفارات الإنذار جزءًا من الحياة اليومية.
لكن كوشيفا تشعر بالارتياح لعودتها، قائلة “عندما أمشي هنا، إنها بلدي الأم وعلمي. لا أعرف كيف أُعبّر عن الأمر لكنني أشعر بالسعادة”.
أفادت كييف بأن نحو 4000 أوكراني غادروا إسرائيل منذ هجوم حماس.
وفي العاصمة كييف، عادت آنا لياشكو وابنتها ديانا البالغة ثماني سنوات من إسرائيل التي هربتا إليها في مارس العام الماضي بعد أسابيع على بدء الحرب الروسية.
وتقول الأم البالغة 28 عامًا إنهما كانتا تعيشان قرب مناطق في كييف، سقطت في أيدي القوات الروسية في بداية الهجوم، دون “كهرباء ومياه واتصالات”.
وأضافت “كانت ابنتي خائفة كثيرًا وقررت المغادرة”، وقررت الانتقال مع ابنتها إلى إسرائيل حيث لديها أقارب.
لكن عندما وقع هجوم حماس الشهر الماضي، عادت بها الذاكرة إلى يوم الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ومن مكتبها على الضفة الأخرى من نهر دنيبرو في كييف، تؤكد أوسكانا سوكولوفسكا أنها اعتقدت أن إسرائيل ستكون “البلد الأكثر أمانًا في العالم” عندما فرّت إليها هربًا من الحرب الروسية.
وعلى غرار العديد من النساء اللواتي كنّ بصحبة أطفالهن، غادرت المحامية البالغة 39 عامًا أوكرانيا مع أطفالها الثلاثة عندما بدأت الحرب العام الماضي.
وقالت “لم يكن من حقي تعريض حياتهم للخطر”.
وبما أنها تتحدّث العبرية، اختارت إسرائيل وأقامت مع أطفالها في ريشون لتسيون قرب تل أبيب.
وقالت المرأة البالغة 39 عامًا “إذا قُتلت فسأكون على الأقل في وطني الأم”.
عندما هاجمت روسيا أوكرانيا في فبراير 2022، قضت كوشيفا عشرة أيام مختبئة في قبو في خاركيف التي كادت تسقط في أيدي الجيش الروسي.
وبعد خمسة أشهر على الحرب الروسية، فرّت العائلة إلى إسرائيل حيث بدأوا حياة جديدة في عسقلان الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات عن غزة.
وعندما شنّت حماس هجومها المباغت شعرت بأن عليها المغادرة.
وقالت “بدأت يداي ترتجفان وعاد إليّ الشعور ذاته الذي انتابني عندما بدأ كل شيء في بلدنا”.
عادت كوشيفا لقضاء لياليها في الملجأ، لتستذكر دوي صفارات الإنذار والانفجارات مرة أخرى. وعندها، قررت بأن عليها الهرب.
وقالت “عندما تصاعد الوضع.. بدأت أشعر بالهلع”، مضيفة “شعرت بالخوف. أدركت بأن عليّ العودة”.
أُجليت العائلة إلى وسط إسرائيل حيث بقيت بضعة أيام قبل العودة إلى خاركيف، لكنها قضت على غرار الأخريات يوم السابع من أكتوبر في ملجأ برفقة أطفالها.
وقالت “بدأ قصف هائل”، وبالتالي قررت سريعًا مغادرة إسرائيل، وأفادت لـ فرانس برس “من الصعب الهرب من حرب إلى أخرى”، لكنها أكدت أنها تشعر بالسعادة للعودة.
وقالت “الوضع في كييف حاليًّا أهدأ من إسرائيل”، بعد عامين تقريبًا على الحرب الروسية، مضيفة “هذا السبب الوحيد الذي دفعني للعودة
كييف أهدأ من تل أبيب .. لاجئون أوكرانيون يعودون من إسرائيل
![كييف أهدأ من تل أبيب .. لاجئون أوكرانيون يعودون من إسرائيل](/wp-content/uploads/cache/ث64444444444444444444444444444444-7c8mmsgxg9y2afl61bfuinker2wfwprje6oq7ysvfbw.jpg)