وطنا اليوم – عمان
قالت صحيفة ليموند ( Lemonde) الفرنسية إن العديد من شعارات اليمين المتطرف الأميركي كالوشوم والأعلام والقمصان، مع أيقونات محددة للغاية، تم رصدها أثناء اقتحام مثيري الشغب المؤيدين للرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس في واشنطن الأربعاء الماضي السادس من يناير/كانون الثاني.
وفي مقال مشترك بين فلوريان رينود وكورنتين لامي وغريغور براندي، تساءلت الصحيفة: من أين تأتي هذه الرموز؟ وقالت إنها ستلقي الضوء على ذلك، من أجل المساعدة على فهم ظهورها.
في صورة لأسوشيتد برس، ظهر أحد المشاغبين داخل مبنى الكابيتول يرتدي قميصا كتب عليه “ثق بالخطة” والذي قالت الصحيفة إنه أحد أكثر الشعارات تكرارا بين مؤيدي حركة “QAnon” تلك المجموعة التي ولدت بمنتدى 4chan الناطق بالإنجليزية عام 2017، وهي تؤمن إيمانا راسخا بأن ترامب يعمل سرا على إسقاط مؤامرة ضخمة من الاستغلال الجنسي للأطفال، منتشرة بين النخبة الأميركية والعالمية.
وأثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة، أيد الفكرة العديد من مؤيدي “Q”، وهو اسم مستخدم الإنترنت الذي يتظاهر بأنه مخبر مجهول قريب من الرئيس المنتهية ولايته، هذه الفكرة كان قد بثها ترامب بأن الانتخابات تم تزويرها.
وفي الجزء العلوي من صورة جرى تداولها يمكن تمييز علم “كيو أنون” وهي عبارة تجمع بين حرف كيو “Q” الذي يرمز لشخص ما، وأنون اختصار أنونيموس التي تعني غير معروف.
وقالت الصحيفة إن رموز “كيو أنون” كانت حاضرة بكثرة خلال أعمال الشغب التي قام بها أنصار ترامب بواشنطن يوم السادس من يناير/كانون الثاني، حيث تظهر صور علم يحمل حرف “كيو”، وصورة لمتظاهرين يرتدون رقعة تحمل عبارة “حيث يذهب واحد نذهب جميعا” التي تترجم بعبارة “واحد للجميع والجميع للواحد”.
في صورة أخرى -كما تقول الصحيفة- خارج المبنى الفدرالي علم ينتمي إلى “Three Percenters” اليمينية المتطرفة، وهي حركة يقدمها مركز قانون الفقر الجنوبي على أنها مجموعة مناهضة للحكومة تابعة للعديد من المليشيات اليمينية المتطرفة الناطقة بالإنجليزية.
ووفقا للمركز، فإن “Three Percenters” مشتق من “الاعتقاد التاريخي الخاطئ بأن 3% من الأميركيين فقط هم من قاتلوا ضد البريطانيين في حرب الاستقلال” وهي مقربة من جناح يميني متطرف آخر بالولايات المتحدة، وهو “Oath Keepers” الذين يجندون بهدف تنظيم كفاح مسلح ضد الحكومة.
في صورة لرويترز التقطت خارج مقر الكونغرس، يظهر علم أبيض وأسود، يحاكي علم الولايات المتحدة، ولكن خطا أزرق يقسمه، وقد وصف هذا الرمز بأنه شعار دعم الشرطة الأميركية، ولكن تم استخدامه مرات عديدة السنوات الأخيرة من قبل اليمين المتطرف -حسب الصحيفة- وشوهد في تجمعات النازيين الجدد بالولايات المتحدة الامريكية .
هي أحد الشعارات الرئيسية التي ظهرت مع هزيمة ترامب الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ظل يكررها مؤيدو المرشح الجمهوري “الخائر” الذين يعتقدون مثله أن الانتخابات كانت موضوع تزوير واسع النطاق لصالح الديمقراطي جو بايدن.
وهي تهمة -حسب الصحيفة- لا يدعمها أي دليل، وقد تم رفض جميع الدعاوى القضائية بشأنها ودحضها بشكل قاطع من قبل السلطات، وتظهر عبارة “أوقفوا السرقة” في لافتة يرفعها أحد المتظاهرين أمام مبنى الكابيتول.
تم تصوير علم الكونفدرالية مرات عديدة، ومثيرو الشغب يلوحون به داخل مبنى الكونغرس، وهو أحد الأعلام التاريخية التي تمثل الولايات الجنوبية خلال الحرب الأهلية (1861-1865) وهو يرمز للنضال ضد إلغاء
وكثيرا ما تلوح الجماعات اليمينية متطرفة بعلم الكونفدرالية، بل إنه لا يزال يعرض -حسب لوموند- بالقرب من بعض المباني الحكومية في بعض الولايات الجنوبية، رغم حظره من قبل السلطات في نيويورك مؤخرا.
في جميع الصور الصحفية، ظهر جيك أنجيلي، ملتح بوجه ملون وجلد حيوان وزوج من القرون، حتى أصبح الرمز الأول لاقتحام الكونغرس، غير أن صورا لنفس الشخص شوهدت في احتجاجات “أرواح السود مهمة” في أريزونا، مما يوهم أنه ناشط يساري متطرف، ولكن الصحيفة أوضحت أنه كان في الجانب المضاد للمتظاهرين.
وأوضحت الصحيفة أن وشم أنجيلي لا يترك مجالا كبيرا للشك في أيديولوجيته، حيث يرتدي الفكنوت، أي 3 مثلثات متشابكة من رموز “وتانيسم” (Wotanism) وهي حركة هوية حديثة مرتبطة بالحركات النازية الجديدة، وسبق له أن عبر في مقابلات عن آرائه المؤيدة لترامب.
وقالت الصحيفة إن المشنقة التي رفعت أمام مبنى الكابيتول التي تتدلى منها أنشوطة مصنوعة من كابلات الكاميرا المسروقة من الصحفيين، إذ كانت تشير إلى عمليات الإعدام خارج نطاق القانون مباشرة، وهي تخفي أيضا رمزا آخر.
ويشير هذا الرمز -وفقا لرابطة مكافحة التشهير- إلى مفهوم “يوم الحبل” الذي تم تقديمه في رواية “دفاتر تورنر” التي نشرها النازي الجديد وليام بيرس عام 1978، وهي عبارة عن “خطة لثورة تفوق البيض” تبحث فيه شخصيات بالرواية عن “خونة عرقهم” من أجل شنقهم.
وقد أصبح “يوم الحبل”، الذي تبنته الأوساط المتعصبة، شعارا شائعا منذ ذلك الحين، ويجد صدى له في نظرية المؤامرة “كيو أنون” التي تتوقع أن يقوم الجيش باعتقال أعضاء عصابة سرية في نفس الوقت وإعدام بعضهم.
ارتبط قناع جاي فوكس بحركة أنونيموس، وهو سديم بلا شكل من قراصنة القراصنة، وقد تحولت السنوات الأخيرة إلى رمز غامض إلى حد ما لإرادة الشعب التي لا يمكن إيقافها من أجل محاربة الظلم وتحدي الأقوياء، حسب الصحيفة.
يوصف أحيانا بأنه علم الولايات المتحدة الأول المرتبط بحرب الاستقلال، وقد تم تصميمه، كما يوحي الاسم من قبل الخياط بيتسي روس، يضم الخطوط الحمراء والبيضاء الثلاثة عشر التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم، ولكن معها 13 نجمة فقط على شكل دائرة، لتمثل المستعمرات الأميركية الثلاث عشرة.
بداية القرن العشرين، استخدم الحزب النازي الأميركي هذا العلم -حسب شركة فاست كومباني- ولم يمنعه ذلك من الظهور بشكل بارز في حفل تنصيب باراك أوباما عام 2009.
وفي وقت مبكر من عام 2016، شجبت الرابطة الوطنية لتقدم الملونين الاستيلاء على هذا العلم من قبل “ما يسمى الحركة الوطنية والمليشيات التي تعارض للتنوع المتزايد للولايات المتحدة، من خلال التفوق العنصري”.
هذا العلم الأصفر يحمل رسما لأفعى جرسية ملتفة على نفسها وعلى استعداد للانقضاض، مكتوب تحتها “لا تطأني” ويرجع تاريخه إلى الثورة الأميركية أواخر القرن الثامن عشر، حسب معلومات الصحيفة.
وقد سمي هذا العلم باسم مخترعه المقدم كريستوفر جادسدن (1724-1805) وكان في الأصل رمزا لمقاومة الإنجليز، وقد انتعشت شعبيتها بالقرنين العشرين والحادي والعشرين، ولوح بها من قبل التشكيلات الأميركية لليمين المتطرف واليمين المعتدل أيضا .
توجهت أصابع الاتهام لأعضاء منظمة “براود بويز” (Proud Boys) باقتحام مبنى الكونغرس، وتعطيل الجلسة المشتركة التي كان يصادق فيها أعضاء مجلسي الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية، وقبل 45 يوما نظم مناصرو ترامب مظاهرة كبيرة في قلب العاصمة واشنطن، واستطاعت الجزيرة نت محاورة الكثير من أعضاء المنظمة اليمينية المؤمنة بتفوق العرق الأبيض.
ولاحظت الجزيرة نت -خلال الحديث مع الكثير من أعضاء المنظمة- توددهم الواضح للصحفيين، ومحاولتهم إبراز الجانب الإنساني في بعض الحالات، في الوقت ذاته يكررون وبقوة إيمان العديد من نظريات المؤامرة التي يكررها ويروج لها ترامب.
يجمع أعضاء المنظمة إيمانهم الكبير بالرئيس ترامب، ويرون أنه يعد أول رئيس يصل للبيت الأبيض معتمدا على أصوات البيض “لقد استطعنا إيصاله للبيت الأبيض لأنه يتبنى خطابا قوميا أميركيا، ولا يؤمن بالعولمة الكونية، أميركا مختلفة، ويجب أن تبقى كذلك رغم جهود اليساريين الديمقراطيين الليبراليين، وهذا لن يتوقف مع تغير تركيبة أميركا السكانية”.
تأسست هذه الجماعة اليمينية عام 2016 من قبل الناشط الإعلامي غافن ماكنيس، وذلك لتصحيح المواقف السياسية ومحاربة “شعور الأبيض بالذنب”.
وشارك أعضاء المنظمة في مسيرات بجميع أنحاء الولايات المتحدة، وتحول الكثير منها للعنف، بما في ذلك اشتباك عنيف في مسيرة “اتحدوا مع اليمين” بمدينة تشارلوتسفيل بولاية فرجينيا عام 2017، التي أسفر عنها مقتل سيدة وإصابة العشرات، ورفض ترامب حينها إدانة المجموعة.