وطنا اليوم:على مدار 32 يوما من الحرب على قطاع غزة، سرعان ما تتحول الكلمات البسيطة والأدوات المتواضعة من قبل حركة حماس والمرابطين هناك إلى رموز للمقاومة لتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن الامثلة التي انتشرت جملة “لا سمح الله” التي استخدمها الناطق باسم حركة حماس “أبو عبيدة” في خطابه قبل أسبوع، و”الولاعة” التي استخدمها مقاومو حماس في حرق “جرافة المليون” التي كان الاحتلال الاسرائيلي يتغنى بقوتها، ومؤخراً انتشر رمز المثلث الأحمر المقلوب والذي ظهر في فيديوهات فصائل المقاومة بشكل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي.
ولاعة
أمّا الولاعة البسيطة، التي لا يتجاوز سعرها نصف دولار، فقد ظهرت خلال إحدى تلك الفيديوهات، بعد أن استخدمها أـحد رجال المقاومة لإحراق جرافة يصل سعرها إلى مليون دولار، وهي جرافة معروفة باسم “تيدي بير”.
وتعد هذه الجرافة من أهم الآليات التي يستخدمها جيش الاحتلال في العمليات البرية لتمهيد الطريق للجنود والمدرعات والدبابات، كونها أكثر تحصينًا ويبلغ وزنها 62 طنًا، وقوة جرها تتجاوز 70 طنًا.
وكل هذه الخصائص التي تميز الجرافة، نسفها مقاتل فلسطيني واحد بولاعة بسيطة، ليجتاح المشهد وسائل التواصل الاجتماعي، وتصبح الولاعة أحد أكثر الرموز استعمالًا على المنصات الإلكترونية.
“لا سمح الله”
أمّا عبارة “لا سمح الله” التي استخدمها المتحدث العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، “أبو عبيدة”، في أحد خطاباته، موجهًا بها لومه للحكام العرب فقد باتت حاضرة بقوة في الخطابات والاحتجاجات الداعمة لفلسطين. وباتت تعد أشهر العبارات المستهلكة على مواقع التواصل.
وقد تجاوزت العبارة مواقع التواصل، ووصلت مجلس الأمة الكويتي، بعد أن استعملها النائب عبد الكريم الكندري، حين قال في إحدى مداخلاته: “جميعنا خذلناهم، ونحن أيضًا خذلناهم، أنتم خذلتوهم، وأنا شخصيًا لن أكون (لا سمح الله)”.
وخلال تظاهرة مطالبة بطرد السفير الأردني في العاصمة الاردنية عمان، هتف المتظاهرون: “تطرد سفير؟ لا سمح الله، تغلق سفارة؟ لا سمح الله، تفتح الحدود؟ لا سمح الله”
إلى ماذا يرمز المثلث الأحمر المقلوب ؟
نشرت مقاومة حماس فيديوهات من قلب المعارك ضد جيش الاحتلال، وأشارت إلى الاستهدافات التي نجحت بها بالمثلث الأحمر المقلوب مرددين: “الله أكبر ولله الحمد “، لتوثيق قصف آليات الجيش الإسرائيلي وتدميرها من المسافة صفر.
وبات هذا المثلث، رمزًا يلاقي رواجًا كبيرًا على وسائل التواصل، ويمثل دعمًا للفصائل الفلسطينية، في تصديها للعدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من شهر على قطاع غزة، كما رأى البعض أنه مستمد من المثلث الذي يتوسط العلم الفلسطيني.
واستبدل رواد السوشال ميديا صورهم الشخصية على منصاتهم بصورة المثلث الأحمر بتصاميم مختلفة، الذي يمثل بأنه “مثلث العزة والبطولة والكرامة والحرية”، حسب ناشط على مواقع التواصل.
ما استراتيجية المسافة صفر؟
يرمز المثلث الأحمر المقلوب، للأهداف التي تدمرها الفصائل الفلسطينية بالمسافة صفر، وهي استراتيجية تطبق عندما يكون هناك تداخل بين طرفي الحرب، وتكون عملية الحرب داخل بناية واحدة، أو مربع واحد، أو بمعنى آخر يبتعد الطرفان عن بعضهما عدة أمتار فقط، ويتراوح مجال المواجهة بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، إلى 50 أو 75 أو 100 متر على الأكثر، بحسب موقع «reddit»