الدكتور: محمود المساد
إن جذوة الحميّة، وسر الحياة، وبصيص الأمل، جميعها تحركت في العقل العربي وقلبه بعد يوم النصر، يوم العبور، يوم 7 اكتوبر ، تضخما وبعثا بعد نوم ثقيل طويل – إلا من غضب عليهم ربهم لفقدانهم ضمائر كانت حية فباعوها، ووطنا قفزوا عليه لقصر نظرهم، مقابل منصب أو مال كلاهما مزيّف وزائل – استسلموا لهما وتكسبوا منهما _.
فقبل يوم العبور الذي سطرته بحروف من نور ، كتائب القسام وإخوتها من فصائل المقاومة المظفرة، كان الإنسان العربي يعيش حالة من القنوط، والترهل، والسلبية، وفقدان الثقة، وهزيمة الروح الداخلية، بفعل تخطيط حصيف، بعيد المدى، لعبته الحركة الصهيونية ومن لف لفها، ودعمها عديد من دول العالم الكبرى من جهة، والأقزام من داخل العالم العربي، الغارقين في عبثية النفس ورغبتها في السهر، والبذخ والإحساس بزهوّ القوة من جهة أخرى،……….. إلى أن جاء اليوم الفاصل في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، يوم إحياء العقل العربي وبعثه من ركوده وبؤسه، يوم إحياء الأمل بالنهوض وعودة روح الجهاد والنصر، يوم الكرامة، يوم نصر العبور في السابع من أكتوبر .
إنه الدور الرئيس للنظم التربوية العربية، وخاصة بعد تعطيلها التلوث الممنهج الذي أصابها ردحا من الزمن أوصلنا به لما نحن عليه من واقع جله ضياع، وفقدان للحق، وتعدّ على مصلحة الأمة، في وقت يتوجب العمل فيه على إعادة غرس منظومة قيم الحق الضائع وترميمها….. التي تتمحور حول قيم العزة والكرامة والاحترام، والمهابة، وحق امتلاك القوة لغايات الردع، وليس لتوظيفها لجرح بشر، أو انتهاك حقوق.
ولن يكون ذلك إلا بإعداد المعلم الإنسان: ( المعلم، وأستاذ الجامعة، ومدرب المهارات، وخبير الحياة المهنية والتقنية )، الذي سيعمل باتجاهين. وبعد أن يشعر بقوة أنه النموذج القيمي والمعرفي الذي يحاكيه الجميع ، أولا من خلال إعداد جيل الصغار وهم على مقاعد التعليم العام، إعدادهم معرفيّا ومهنيّا باعتماد أساليب التفكير الحديثة، إضافة إلى غرس القيم التي تتشربها الأجيال القادمة؛ لتصبح إطارًا فكريا بوجه السلوك نحو الأهداف المرغوبة، وثانيًا ترميم قيم الكبار وتدعيم السليم منها وتقويتها، في الجامعات، ومعاهد العلم، ومؤسسات التدريب المهني والتقني ، مستندين إلى دروس النصر التي سطرها أبطال غزه بقتالهم العدو وصبرهم على المعاناة، وتمثيلهم طليعة الأمة التي ما زالت تتململ.
يا قوة الله، نصرك المبين، وتأييدك المؤزّر، وأن لا تؤاخذنا بما فعل الصغار منّا….يارب.