هل فشلت حكومة تعدلت 7 مرات في مد جسور الثقة مع الشارع؟.. وهل لغة الخطاب الاعلامي النمطي لاتزال هي السائدة؟

4 أكتوبر 2023
هل فشلت حكومة تعدلت 7 مرات في مد جسور الثقة مع الشارع؟.. وهل لغة الخطاب الاعلامي النمطي لاتزال هي السائدة؟

وطنا اليوم – خاص- في الوقت الذي عصفت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بردود الفعل المتباينة على موضوع مطعوم الحصبة MR الذي تُصر الحكومة بطواقمها المختلفة الطبية والاكاديمية  واذرعها الاعلامية على سلامة المطعوم ومأمونيته بعد جدل واسع بين مؤيد ومعارض للمطعوم .

ثمة نقطة بارزة يبدو انها اهم  واخطر من جدل المطعوم الذي عصف بالشارع الاردني لمدة اسبوع تقريبا ، تتلخص في انعدام الثقة بين الشارع والحكومة في اي قرار لها وهذا يعود الى عدم الوضوح والشفافية في الخطاب الحكومي ، كما ان نمطية الخطاب الرسمي لم تعد مُنتج مُفضل لدى الشارع الاردني .

يُدرك الجميع بما فيهم طاقم  الحكومة  ان ثمة خلل في لغة التواصل مع الشارع ، وان ثمة كيمياء مفقودة عمقت ازمة الثقة والجدلية بين الشارع والحكومة ولم تنجح الحكومة لغاية الان في خلق حالة اعلامية رسمية  في مد جسور التواصل مع الشارع، والسبب يعود الى  خلل في المضمون وليس في الشكل رغم ان الحكومة حاولت وتحاول ضخ كل انواع الشخصيات التي تعتقد انها مناسبة للمرحلة الاعلامية وانها قد تنجح في التواصل والاتصال مع الشارع من خلالهم،  ما ان تلبث لغة الخطاب لهذه الشخصيات ان تصبح مرفوضة  بسبب اتباعها نفس النسق على حد وصف  نظرية (من ليس معي فهو ضدي) .

الحكومة  ورغم اجرائها 7 تعديلات وزارية اسفرت عن توزير 57 شخص ففي كل تعديل تنتج وجوه تعتقد انها قد تنجح في انتزاع ثقة الشارع الا انها في كل مرة تجد فشلا في مد جسور التواصل ، المؤتمر الصحفي الذي نُظم وتم اعداده على عجل فشل في خلق حالة الثقة لا بل خلق حالة تندُر واسعة بسبب تعليقات الوزراء الثلاث الحادة والتي اظهرت إلى جانب التحقيق القضائي مستوى الرسالة الحكومية التي انطلقت على اساس  اقنع المتحدثين ان هناك من يستهدف الحكومة من خلال معارضته لقرار المطعوم ، علما ان ذلك ليس صحيحا، حيث كان من المفترض على الطاقم الحكومي ان يركز في اقناعه على  توضيح وشرح الجانب العلمي كما فعل وزير التربية والمتخصص في المناعة والفيروسات الدكتور عزمي محافظة والذي كسب الشارع واقنع نسبة لابأس بها من  خلال مخاطبتة العقل بأهمية التطعيم كإجراء وقائي لتحصين المجتمع ومنع انتشار الوباء ، بعيداً عن نظريات التخوين .

كما يرى البعض ان الحكومة لم تنجح في الدفاع عن اللقاح اولا: لاستعجالها واصرارها على تنفيذ حملة التطعيم بهذا اللقاح.. وثانيا: لم تقوم باجراءات علمية فنية اخضعت اللقاح للفحص في المختبرات العالمية الموثوقة كونها كما تقول استخدمته عام 2013 ، والسؤال الذي يطرح نفسه ونحن نتكلم عن التحديث بكل مجالاته لماذا لا تمتلك الحكومة مختبر على مستوى عالي يستطيع اجراء كل التحاليل المطلوبة لاسباب موضوعية ان بلدنا يزخر بالكفاءات العلمية ولدينا سمعة طبية محترمة اليس من الواجب ان تشرع الحكومة فورا بتوفير مختبرات تكفينا الجدل النظري والبحث في جوجل لنكون علميين نستند الى اجراءات نقوم بها نحن في هذا البلد المعطاء

اما ان تنطلق الحكومة في خطابها الاعلامي من لغة التخوين والتتفيه لكل من يعارض قرارها فهذا لن يؤدي الى نتيجة ولن يردم فجوة عدم الثقة بل سيعمقها ويخلق ازمات اخرى عند اتخاذ القرارات المهمة.

لذلك كان طرح السؤالين المهمين هل نجحت الحكومة في كسب ثقة الشارع حول مأمونية اللقاح وهل كان خطابها الاعلامي تقليديا يلوح بسيف السلطة.. من هنا تعمقت ازمة المطعوم وفشلت سياسة الاقناع الحكومي  في  القول للشارع ” ثقوا بي”.