وطنا اليوم – عقد مركز الترجمة في الجامعة الأردنية، بالتعاون مع اتحاد الناشرين الأردنيين، جلسة حوارية حول مشاكل الترجمة الأدبية وتحدياتها، احتفاء باليوم العالمي للترجمة الذي صادف يوم أمس 30 أيلول، ضمن فعاليات معرض عمّان الدولي للكتاب في دورته الثانية والعشرين.
وتناولت الجلسة رواية “زمن الخيول البيضاء” أنموذجا والتي تأتي ضمن سلسلة روايات الملهاة الفلسطينية للأديب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، وصدرت لأوّل مرة عام 2007 عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، ودخلت في القائمة النهائية (القصيرة) للجائزة العالمية للرواية العربية المعروفة بجائزة «بوكر» عام 2009، إذ ذهب نصر الله فيها إلى منطقة لم يسبق أن ذهبت إليها الروايات التي تناولت القضية الفلسطينية بهذه الشمولية والاتساع، مقدما بذلك رواية مضادة للرواية الصهيونية عن “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
وقدم الدكتور أحمد الخباص من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في الجامعة جملة من المشاكل والتحديات التي تواجه الترجمة بمناقشة إشكالية الإخلاص للنص أم الإخلاص للفكرة، لافتا إلى ضرورة التحول نحو الترجمة الإبداعية التي تهتم في ذاتها بالمعنى العام للنص والتعبير عنه بأدق الألفاظ المنتقاة، وهي الأقرب مماثلةً لما ورد في النص الأصليّ المترجم.
وحول أبرز التحديات التي تواجه الترجمة أشار الخباص في مداخلته إلى صعوبة وجود دور نشر عالمية ملائمة للنص المترجم تعنى بثقافته الإنسانية أو الفئة المستهدفة من النص تحديدا، باعتبار الترجمة على مر العصور الرابط بين الحضارات، والمترجمين رسل التنوير، من قديم الزمان حتى يومنا هذا.
من جانبه، عرض الدكتور مؤيد شراب من قسم اللغات الأوروبية في الجامعة لتجربته في ترجمة رواية “زمن الخيول البيضاء” إلى الإسبانية التي صدرت في مدريد عن دار نشر «عالم الآداب» التابعة لمجموعة «بلانيتا»، مشيرا إلى أن الصعوبة تمثلت باعتبار الرواية رحلة تاريخية موثقة ببراعة من قلم حكواتي متمرّس وماهر أخذت الطابع التاريخي البارز للسرد، فضلا عن وجود حس فكاهي يجعل الرواية أكثر إنسانية، إلى جانب تعقيد العلاقات المؤلمة بين السكان الأصليين والقوات البريطانية بشكل خاص.
إلى ذلك، قالت مديرة مركز الترجمة في الجامعة علا مسمار إن الترجمة مهنةٌ نبيلةٌ محورها نشاط معرفي وفضاء ثقافي وإبداعي تُفضي إلى تقارب الثقافات والشعوب، ونشر علومها المختلفة على نطاق أوسع بما يسمح بحوار الثقافات بين الشعوب على اختلاف لغاتها وأعراقها ومعتقداتها عوضًا عن الانكفاء محليًّا في عصرٍ أصبحت فيه العولمةُ هي السمة الأكبر.
وأضافت أن المركز يبذل جهودا موسعة انطلاقا من رؤية الجامعة الأردنية التي تقوم على قواعد الابتكار والريادة، لدعم رسالتها في تنمية المعرفة الابداعية باعتباره أول مركز جامعي يقدم خدمات ترجمة متميزة وذات مهنية عالية في جميع مجالات المعرفة على يد مختصين في المجال، لا لأسرة الجامعة الأردنية فقط، وإنّما أيضا للمجتمع المحلي والإقليمي ككل.