أ.د. احمد ملاعبة .. الجامعة الهاشمية
الاعصار دانيال بعد أن ضرب اليونان وتركيا وبلغاريا وقبرص وقتل حوالي 28شخصا، عاد ليغير مساره نحو الجنوب ويهاجم ليبيا بوحشية ويسبب مقتل 2035 من الضحايا وآلاف المفقودين وبعدد يتجاوز ال 5000 شخص حسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية.
هذا الاعصار كما أظهر بيانات الأقمار الصناعية أنه قد اجتاح اليونان وتركيا وبلغاريا بدءا من 4 أيلول, مما أدى إلى هطول أمطار غزيرة قبل أن يتحرك عبر البحر الأبيض المتوسط وقد وصل إلى الأراضي الليبية منذ صباح يوم الاثنين.
ويبدو أن موجة الحر الأخيرة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري قد ساهمت في نشوء الاعصار فوق مياه البحر الأبيض المتوسط الدافئ، حيث أدى إلى أن اشبع الهواء فوق سطح البحر بالحرارة والرطوبة بسبب تبخر المياه وارتفاع كمية الرذاذ ولقد نشأت الدوامات نتيجة لارتفاع الهواء الساخن للأعلى من منطقة الضغط المنخفض إلى منطقة الضغط المرتفع. إن ارتفاع الهواء الساخن إلى مستوى عالي في الغلاف الجوي أدى إلى تبريده وتكاثفة في السحب والغيوم التي ازدادت وكبر حجمها مما أدى إلى تحولها إلى عاصفة رعدية.
واحدث إعصار دانيال دمار في أجزاء كبيرة من مدن مصراته والجبل الاخضر وبنغازي وسوسة والبياضة والمرج ودرنة واغرقها بطوفان مياه الأمطار والاعصار حيث ارتفع منسوب المياه في بعض المدن من 2 إلى 4 متر، علاوة إلى أنه هدم سدين في مدينة درنة.
وتابع اليوم الاعصار دانيال العناد والمسير واتجه نحو مرسى مطروح والإسكندرية في مصر ولكن بقوة أقل ولكن الحذر مطلوب بسبب الهبات الغبارية في مصر والقادمة من الشرق والتي حال التقاءها مع مياه الاعصار أو الأمطار فإنها قد تسبب دمار والخوف من سيول الطين الزاحف والتي تعرف بظاهرة اللاهار Lahar والمعروفة بشدة خطورتها.
المعلومات غير المؤكدة أن هذا الاعصار قد يصل إلى بلاد الشام ولكن يبدو ان الفرصة قد تضاءلت بعد أن خفت حدة الاعصار وأصبح أقل من عاصفة وبمستوى منخفض جوي اعتيادي.