وطنا اليوم:كشفت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) التي تعتبر أكبر شركة للبتروكيماويات في الشرق الأوسط عن تراجع صافي أرباحها السنوية في الربع الثاني بنسبة 85% وذلك بفعل انخفاض معدلات الطلب وتراجع أسعار منتجاتها.
وقالت سابك يوم الخميس (3 أغسطس) في بيان لبورصة تداول حيث يتم تداول أسهمها، “إن صافي أرباحها بعد الزكاة والضرائب في الأشهر الثلاثة حتى نهاية يونيو قد تراجع إلى 1.18مليار ريال سعودي (أي ما يعادل 214.5مليون دولار)، كما تراجعت الإيرادات خلال نفس الفترة بنحو 34%لتصل إلى 37.17 مليار ريال.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة سابك”عبد الرحمن الفقيه”: أن الاقتصاد العالمي يتباطأ بشكل مستمر نتيجة لتشديد السياسات النقدية لمواجهة التضخم مما يؤدي إلى ضعف الطلب، وأضاف أنه في الربع الثاني عملنا على الحفاظ على حجم مبيعاتنا على الرغم من البيئة الاقتصادية الصعبة مع زيادة المعروض من منتجاتنا الرئيسية، وتابع قائلًا: لقد حققنا الحد الأدنى من أهداف التعاون مع أرامكو السعودية قبل عامين من الموعد المحدد من خلال الوصول إلى 1.51مليار دولار على أساس تراكمي، يُذكر أنه في عام 2020 أكملت شركة أرامكو السعودية وهي أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم صفقة الاستحواذ على70% من أسهم شركة سابك.
تراجع متوسط أسعار مبيعات سابك بنسبة 30% في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفي الوقت نفسه، انخفض حجم المبيعات بنسبة 5% في الربع الأخير المعلن عنه.
يُذكر أن أسعار النفط الخامارتفعت على منصة التداول الماليةوالنفط هوالمكون الرئيسي للمواد الأولية للبتروكيماويات قد قفزت إلى ما يقرب من 140دولار للبرميل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي،ويتم تداول المؤشر الدولي (خام برنت) حاليًا عند حوالي 82دولار للبرميل.
صافي دخل سابك ينخفض إلى1.18 مليار ريال سعودي
قالت الشركة في بيان: “أن الاقتصاد العالمي يتراجع بشكل مستمر على خلفية السياسات النقدية المتشددة من قبل كبري البنوك المركزية في العالم ضمن مجهودتها لمكافحة مستويات التضخم التاريخية، مما نتج عنه ضعف الطلب وانخفاض متوسط أسعار بيع منتجات الشركة فضلاً عن انخفاض الكميات المباعة”.
وقالت “نتيجة لذلك، كان هناك تراجع حاد في إجمالي الأرباح قبل الفوائد والضرائب (EBIT) على الرغم من انخفاض تكلفة المواد الأولية وانخفاض مصاريف البيع والتوزيع”، وأضافت الشركة إن حصة سابك في نتائج المشاريع المشتركة غير المتكاملة والشركات المرتبطة بها تراجعت بشكل كبير في الربع الثاني.
وقالت سابك في بيان منفصل إنه في النصف الأول من العام انخفض متوسط أسعار بيع سابك بنسبة 26%، بينما انخفض حجم المبيعات بنسبة 4% بسبب أنشطة الصيانة المجدولة.
وتابعت الشركة قائلة إن أسعار أحادي إيثيلين جلايكول (MEG) انخفضت بنسبة 10% على أساس ربع سنوي خلال الفترة من أبريل إلى يونيو “نتيجة لزيادة العرض والقدرات الجديدة، على الرغم من التحسن في الطلب على البوليستر في الصين”.
كما تراجعت الأسعار العالمية للبولي إيثيلين بنسبة 7% على أساس ربع سنوي في الفترة من أبريل إلى يونيو متأثرة “بانخفاض الطلب من القطاعات التحويلية مع زيادة السعة من الولايات المتحدة والصين”.
وقالت سابك التي تتوقع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.4% في عام 2023، إن النفقات الرأسمالية خلال العام ستتراوح بين 3.3مليار دولار و 3.8مليار دولار.
في الأسبوع الأخير من شهر يوليو، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للاقتصاد العالمي لهذا العام والعام المقبل بشكل هامشي، لكنه قال إن الاقتصاد العالمي حتي الآن “لم يخرج من مرحلة الخطر” بسبب الرياح المعاكسة المستمرة، على الرغم من أن التعافي يسير على الطريق الصحيح.
هذا وقد قام الصندوق بتعديل توقعاته السابقة لهذا العام صعودًا، حيث رفعها بمقدار 0.2% لتصل إلى 3% أي أقل من الذي تم تسجيله في عام 2022 حيث نما بنسبة 3.5%، ويتوقع الصندوق وتيرة نمو مماثلة في عام 2024.
تشهد صناعة البتروكيماويات العالمية نموًا ومن المتوقع أن تبلغ قيمتها حوالي 800مليار دولار بحلول عام 2030، ارتفاعًا من حوالي 475مليار دولار في عام 2020، وفقًا لأبحاث بريسيدنس.
سابك لديها دور في تخفيف الاعتماد على الايرادات النفطية
تلعب شركة سابك دورًا رئيسيًا في خطة المملكة العربية السعودية لتقليل اعتمادها على صادرات النفط، حيث أعلنت الشركة في العام الماضي عن خطط لإنشاء مصنع لتحويل النفط الخام إلى بتروكيماويات في رأس الخير بطاقة 400ألف برميل يوميا، وفي ديسمبر 2022 وقعت سابك اتفاقية مع شركة الطاقة العمانية OQ وشركة البترول الكويتية العالمية لإنشاء مجمع للبتروكيماويات في السلطنة، سيقوم المجمع بتصنيع المنتجات البتروكيماوية للأسواق المرتبطة بعملية انتقال الطاقة والتكنولوجيا النظيفة والتنقل والبناء وأمور أخرى.
وعلى الرغم من تحديات السوق الحالية وافقت سابك على توزيع أرباح نقدية قدرها 1.80ريال للسهم للنصف الأول من هذا العام.