كاتب اسرائيلي في هآرتس: هذه أجيال هدفها التحرير

5 يوليو 2023
كاتب اسرائيلي في هآرتس: هذه أجيال هدفها التحرير

وطنا اليوم – رصد – كتب “جاكي خوري” في “هآرتس” يقول:
“قبل عقدين (في 2002)؛ انطلقت إسرائيل إلى عملية أوسع بكثير ضد المسلحين في جنين، والذين حصلوا على الدعم من رئيس مثل ياسر عرفات. الآن إسرائيل تحارب من كانوا في حينه أطفالا، وربما لم يولدوا بعد. الجيل الذي ولد بعد اتفاقات أوسلو تربّى على الدمار منذ عام 2002، وعلى الاستفزاز والوقاحة الإسرائيلية، وعدم الاهتمام الدولي وتفكّك الوحدة الفلسطينية (..) من ناحية الرأي العام في إسرائيل؛ ربما تمّ تحقيق صورة انتصار، لكن كل عملية كهذه تشرعن جولات قتال أخرى وسفك دماء”.
تعليق:
هذه أجيال هدفها التحرير، ولديها إرادة إيمان، وليست من لون القيادات الجبانة والمحبطة التي استسلمت للواقع ونظّرت له وغرقت في المكاسب الشخصية، ثم أدمنت الخنوع.
جيل يسلّم الراية لجيل، حتى يكون التحرير.
تلك معادلة يدركها شعبنا، ويدركها الغزاة أيضا.

الاسرائيليون سيعودون الى روتين الحياة بعد بضعة ايام وهم يتوقعون أن يفعل الفلسطينيين ذلك ايضا – لعق الجراح ودفن القتلى والمواصلة الى الامام. لا أحد سيهتم بالمستقبل أو سيفكر بخطة للاتفاق، لأنهم في اسرائيل يريدون تثبيت واقع فيه الفلسطينيون معتادون على العيش تحت الاحتلال وسيطرة اسرائيل، شؤونهم المدنية تديرها سلطة فلسطينية متعثرة، وبين حين وآخر ينطلقون الى عملية عسكرية محدودة تحصل على صمت صارخ من قبل معظم المجتمع الدولي، لا سيما العم سام في واشنطن. قضية السيطرة على الفلسطينيين لا تعني متخذي القرارات. بالنسبة لهم الشعب المختار يمكنه أن يسيطر الى الأبد. والفلسطينيون لا يستحقون أن يكون لهم أفقا، وعلى الشباب من بينهم التسليم بالوضع.
 قبل عقدين انطلقت اسرائيل الى عملية اوسع بكثير ضد المسلحين في جنين، الذين حصلوا على الدعم من رئيس مثل ياسر عرفات. الآن اسرائيل تحارب الذين كانوا في حينه اطفالا، وربما لم يكونوا ولدوا بعد. الجيل الذي ولد بعد اتفاقات اوسلو تربى على الدمار من العام 2002 وعلى الاستفزاز والوقاحة الاسرائيلية، وعدم الاهتمام الدولي وتفكك الوحدة الوطنية الفلسطينية. جيل من الشباب غاضب ومحبط وليس له أمل. كل هدفه هو حمل السلاح واطلاق النار. من ناحية الرأي العام في اسرائيل ربما تم تحقيق صورة انتصار، لكن كل عملية كهذه تشرعن جولات قتال اخرى وسفك الدماء.
  اسرائيل ربما ستنجح في التوصل الى نوع من التهدئة المحددة، لكن الصور من جنين ستكون ارض خصبة اخرى لنمو جيل آخر لا يرى امامه أي افق. في هذه الاثناء اسرائيل تقوم بسحق السلطة الفلسطينية التي يمكنها أن تكون مسؤولة عن المناطق. في الوضع الحالي فانه حتى هذه العملية هي فقط حلقة اخرى في سلسلة الدماء.