م. مبارك الطهراوي
لفت انتباهي مقال حول دور الاعلام والاعلام الموازي بنشر المعلومه وانتشار فحول الاعلام او “المتحمسون الأوغاد” حسب المقال وبعدها، وفي نفس اليوم تابعت لقاء الرئيس المصري السيسي في مؤتمر الشباب والحوار الشفاف حول التضخم والمديونيه وسعر صرف الجنيه المصري. بحوار شفاف علمي واضح يضع على الطاوله امام الشعب وجهة نظر الرئيس والحكومه وتسمع الحكومه والرئيس وجهة نظر المختصين من الشعب….وهنا تمنيت واتمنى على الغاضبين في الحكومة واركانها ان يجيبوا على سؤال هام: متى خرج لنا المسؤولين وحاورونا كشعب وكمختصين في اي شيء؟ الا نتحاور على الشاشات التلفزيونيه مع بعضنا البعض ونتقاسم مسلسل الاتجاه المعاكس والحكومه والقياده متفرجه لا تتدخل الا نادرا؟ وهذا الصمت وهذه الحاله العامه في البلد هو ما أدى الي الإقبال على المنصات عندما ضاق ميدان التعبير عن عدم القدرة على تحمل الظلم والفاقة والفساد والبطالة والزبونية والتي أقر المقال المذكور بوجودها. ان الصعوبه التي نجدها في هظم قرارات الحكومه وعدم فتح ابواب الحوار مع الناس هو السبب وراء بروز من اسميهم “بفحول الاعلام” ومنهم “المصيب والخبير” الذي يحلل بوعي وينصح بصدق، ومنهم “المصيبه والغفير” الذي يستميت مدافعا عن الحكومه بلا حقيقة معرفه او وعي كي يفوز برضا الحكومه فيحصل على مكافئه رخيصه. وهناك، نقطة أخرى لا بد من ذكرها الا وهي استخدام بعض المسؤولين الرسميين او السابقين او المتنفذين بعض تلك الأقلام او تلك” الالسن المُلسِنه” في معارك مخفيه او مسلسلات مدح وقدح او غزل او تشكيك لهذا وذاك لتحقيق مآرب وغايات في غالبيتها غير نزيهه دون التفكير باثر هذه المعارك على الرأي العام، فهم كمن يطلق النار في الاعراس ولا يهتم أين وفي رأس من ستستقر رصاصاته الطائشة تلك. اذن مشكلتنا برأيي ليست في الإعلام او فيما تنشره وسائل التواصل، ولكن الاعلام وتخبطه ما هو إلا مرآه واضحه لحالة التيه والتخبط العامه التي نعيشها وظلام عنق الزجاجه التي طال انتظارنا للخروج منها وتَمَلَّكنا اليأس فأصبحنا “نتَفَشش” ببعضنا في الإعلام .
والله والاردن من وراء القصد