وطنا اليوم- ربما يكون النفط الخام هو المورد الطبيعي الأكثر حيوية للاقتصاد العالمي، يتم تكرير هذه السلعة الخام لإنتاج البنزين ووقود الطائرات ومجموعة من المنتجات الهامة الأخرى، لهذا يتابع المستثمرون في كل مكان عن كثب تغيرات الأسعار في السوق العالمية للنفط الخام.
لماذا الاستثمار في النفط؟
لا يزال الطلب على الوقود الأحفوري مثل النفط مرتفعًا على الرغم من مواجهته معارضة متزايدة بسبب الطاقة النظيفة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه غالبًا ما يكون أرخص من مصادر الطاقة الأخرى والتدفئة ووقود النقل.
بالمقارنة مع مصادر الوقود الناشئة الخالية من الكربون بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والكتلة الحيوية، يعد الوقود الأحفوري وسيلة راسخة لتوليد الطاقة، مع وجود الكثير من البنية التحتية اللازمة لجعل هذا القطاع يعمل.
ومع ذلك، فإن اسعار النفط متقلبة وتتأثر بقضايا العرض والطلب المعقدة، من المرجح أيضًا أن تقع شركات النفط في مواجهة المستثمرين الذين يستخدمون الفحص البيئي والاجتماعي والحوكمة.
في أوقات الطلب الكبيرة يمكن لشركات إنتاج النفط أن تتمتع بمكاسب كبيرة من ارتفاع أسعار أسهمها، وتتميز شركات النفط أيضًا بتقديمها للمساهمين دخلًا جذابًا من توزيعات الأرباح، لهذا يمكن أن تساعد إضافة قطاع الطاقة في محفظتك الاستثمارية في توفير التنويع داخل محفظة الأصول.
تتمتع شركات النفط أيضًا بحضور كبير في بعض مؤشرات أسواق الأسهم الرائدة في العالم مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الولاات المتحدة ومؤشر فوتسي 100 في المملكة المتحدة.
المستثمرون الذين يمتلكون بالفعل أموال في صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة تتبع أيًا من هذه المؤشرات أو مؤشرات الأسهم الأخرى سيكون لديهم بالفعل تعرض كبير لأكبر شركات النفط المدرجة في البورصة.
ما الذي يؤثر على العرض والطلب على النفط؟
يهيمن على سوق النفط مؤشرين قياسيين: خام برنت الذي ينشأ في بحر الشمال وخام غرب تكساس الوسيط المنتج في الولايات المتحدة، يتم استخدام معيار برنت لتسعير ثلاثة أرباع النفط الخام العالمي المتداول.
كما هو الحال مع السلع الأخرى يعتمد سعر النفط على العرض والطلب، تميل الحاجة إلى النفط إلى الانخفاض خلال فترات الركود عندما ينخفض الطلب، كما سيؤدي التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة أيضًا إلى تقليل الطلب المستقبلي على الوقود الأحفوري.
من ناحية العرض، العامل الأكثر تأثيرًا هو دور منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تحدد مستويات الإنتاج لأعضائها، تأسست أوبك في عام 1960 وتتكون اليوم من 13 دولة:
الجزائر
أنغولا
الكونغو
غينيا الإستوائية
الجابون
إيران
العراق
الكويت
ليبيا
نيجيريا
المملكة العربية السعودية
الإمارات العربية المتحدة
فنزويلا
توجد دول غير الأعضاء ضمن أوبك التي تصدر النفط الخام المعروفة باسم “أوبك بلس” وتشمل: أذربيجان والبحرين وبروناي وكازاخستان وماليزيا والمكسيك وعمان وروسيا وجنوب السودان والسودان.
تشمل العوامل الأخرى المرتبطة بإمداد النفط أحداثًا مثل الطقس القاسي، حيث تؤدي نوبة من البرد الشديد على سبيل المثال إلى زيادة الحاجة إلى وقود التدفئة.
تؤثر الأحداث الجيوسياسية أيضًا على سعر النفط وتوزيعه حول شبكات الإمداد، على سبيل المثال: الحرب في أوكرانيا والتداعيات التي أحدثها ذلك بين دول أوروبا الغربية وعلاقتها مع روسيا وإمداداتها النفطية.
لقد خلقت الحرب في أوكرانيا نقاشًا حادًا حول أمن الطاقة، حيث خصصت الحكومات الغربية الموارد نحو مصادر الطاقة المتجددة لتسريع إعادة التوازن بعيدًا عن الوقود الأحفوري ونحو مصادر طاقة أكثر استدامة .
مزايا الاستثمار في النفط الخام
1 .التنويع
ينصح الخبراء دائمًا عند الاستثمار بالتركيز على التنويع من خلال الاستثمار في عدد متنوع من الأصول المختلفة، وذلك بهدف تقليل المخاطر التي قد تتعرض لها، فالجميع لا يتحرك بخطي ثابتة، لهذا يمكنك الاستثمار في أسهم شركات الطاقة لعمل توازن في المحفظة الاستثمارية الخاصة بك.
2 .كسب الربح
قد يستفيد المستثمرون من الاستثمار في سوق النفط من توزيعات الأرباح التي تأني من الأسهم الفردية أو صناديق الاستثمار المتداولة، حيث تقوم الشركات التي تعمل في قطاع الطاقة بدفع أرباح لمستثمريها تنمو بمعدل سريع مقارنة بأى قطاع أخر في سوق الأسهم الأمريكية.
مخاطر الاستثمار في النفط الخام
إلى جانب المخاطر المرتبطة بتداول العقود الآجلة بشكل عام، فإن الاستثمار في النفط الخام يمثل بعض المخاطر الأخرى:
1 .النمو الاقتصادي
لأن النفط حيوي للغاية لعمل الاقتصاد العالمي، فإن سعره حساس أيضًا للتغيرات في وتيرة النمو الاقتصادي العالمي، يمكن أن يتقلب استهلاك المنتجات النهائية للنفط الخام مثل البنزين، طالما أن هذا الطلب تقديري.
نتيجة لذلك، إذا كان هناك تباطؤ اقتصادي أو ركود في بلد أو منطقة مستهلكة للنفط أو جزء كبير من العالم، فمن المحتمل أن يصاحب ذلك انخفاض كبير في أسعار النفط.
2 .القضايا الجيوسياسية
الصراع والمشاكل السياسية تحدث في العديد من الدول الأكثر انخراطا في اقتصاد النفط الخام، تؤثر هذه القضايا الجيوسياسية على العرض والطلب ونتيجة لذلك على أسعار النفط.
على سبيل المثال: المفاوضات داخل أوبك ضرورية للمراقبة ويمكن أن تغير ديناميكيات سوق النفط بسرعة، يمكن أن يكون للديناميكيات داخل الدول المنتجة للنفط تأثير مضاعف على إمدادات النفط المتوفرة عالميًا، الغزو الروسي لأوكرانيا أيضًا مجرد مثال واحد لأن العقوبات ضد روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار النفط.