وطنا اليوم: اجمع المشاركون في جلسة نقاشية عقدت مساء اليوم الثلاثاء ضمن البرنامج الثقافي لمعرض أبو ظبي للكتاب 2023 الذي يقيمه مركز ابو ظبي للغة العربية بعنوان ” 15 عاما من الريادة في الأدب العربي العالمي” على أهمية الجائزة العالمية للرواية العربية- البوكر، وحضورها الفاعل في المشهد الثقافي العربي منذ انطلاقتها قبل 15 عاما ، وافرزت الكثير من الكتاب، والروائيين العرب.
وشارك في الجلسة الروائي جلال برجس من الاردن، والروائي سعود السنعوسي من الكويت، الروائي زهران القاسمي من عُمان الفائز بالجائزة هذا العام، وأدار الجلسة الإعلامية المصرية منى سلمان.
وقال الروائي سعود السنعوسي إن تأثير الجائزة يلقى على الكاتب بمسوؤلية كبيرة بالنسبة له، وأنه أصبح يحسب حساب الكلمة، ويسعى الى تقديم المنتج الجيد للقارىء من باب احترام رغبته، وقبل ذلك عقله من باب الحفاظ على الجمهور الذي اكتسبه بفعل الجائزة.
وأضاف أن الجائزة ساهمت في مد الجسور ما بين الدول العربية نفسها من خلال مجتمعات التي أوجدها القراء في مختلف الأماكن، موضحا أنه من تجربته الشخصية أنه قبل عام 2008 كان قسم المكتبات التي تحتوي على مثل هذه الانتاجات قليل، وكانت أسماء الكتاب كذلك الأمر، ولكن الان نرى في كما في السنوات الأخيرة تزايد في النتاج الأدبي على الرغم من أن وجود وجهة نظر تتبنى مقولة ان الجوائز هي تقليد غربي وقد تم استحداثه وتجديده في عالمنا.
وأشار الروائي السنعوسي إلى أن الادب الروائي بالنسبه له يبقى في إطار الواقعية مهما تحمل من خيال، وعلى الصعيد الشخصي الروائي انسان يقلق اكثر من غيره، لذلك يجد نفسه ينحاز الى الواقعية ولا يفرق بين الواقع والخيال، مضيفا أنه الخيال نلجأ اليه كي نقول الحقيقة، كم انه لا يخرجنا من مشاكلنا الواقعية.
أما الروائي الأردني جلال برجس ، فقال إن الجائزة العالمية للرواية العربية هي جائزة جميلة تفتح الأبواب على وسعها أمام الكاتب، كما أنها تضعه في مساحات مختتلفة وغير معهودة سابقا، ويكون في الضوء أيضا، مضيفا أن الجائزة ساهمت في انجاز قارئ جديد، وروائي جديد، وحتى دور نشر جديدة.
واشار إلى أن الجائزة ساهمت في رفع معدلات القراءة على عكس ما تظهره الأرقام، وحققت الجائزة رواجا للكثير من الكتاب، وكثير من المؤلفات، وكذلك الأماكن، وأثرت المنافسة بين الكتاب واحساس بالمنافسة وهو احساس انساني بحت، وعلى الكاتب عدم الانشتغال به، والمحافظة على علاقته بالكتاب الآخرين، والتواصل معهم على الصعيد المهني، وعلى الصعيد الإنساني.
وأوضح الروائي برجس أن نسبة حصول الروائيات على عدد قليل من الجوائز لا يظهر الإبداع الحقيقي لديهن والذي تزخر به الساحة الأدبية، ولا يعطي الصورة الحقيقة أيضا عن هؤلاء الكاتبات، مبينا وجود الكثير من الأدبيات اللواتي يستحقن الفوز بالجائزة، ولم يحصلن عليها حتى الآن.
بدوره، رأى الروائي زهران القاسمي،الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2023 تأثير الأضواء على الحالة النفسية للكاتب، مبينا أن عملية الكتابة تتطلب العزلة لبناء المشروع الذي يسعى اليه الكاتب، ونعول على القراء الذين نكتب لهم، في ظل وجود حالة من الوعي القرائي في السنوات الأخيرة، وهناك قراءة بينهم نوعيين وانتقائيين في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدث عن تشابك الفنون ما بين الشعر، وما بين الرواية، مضيفا أن بداياته كانت كشاعر، وأنه الان يرواح ما بين كتابة الشعر وكتابة الرواية، وقد يكون الشعر حاضرا في الكتابة السردية.
وقال القاسمي، إن الرواية كانت قبل البوكر محصورة في موضوعات معينة، والان هناك وفرة ملحوظة وأن ما ينشر سنويا قد يتم عدم الالتفات إلى بعض الأماكن، موضحا أن الجوائز تلفت النظر الى الموضوعات، والمكان المحلي الذي هون موضوع احداث الرواية في بعض الأحيان.
وفي نهاية الجلسة التي حضرها عدد كبير أجاب كل من القاسمي، وبرجس، والسنعوسي على أسئلة ومدخلات الحضور.