وحسبما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، فإن المسؤولون في واشنطن يصرون على استمرار العقوبات الأمريكية على سوريا، مؤكدين أن التقارب الإقليمي ليس علامة على تراجع نفوذ أمريكا في الشرق الأوسط.)

وأضافت الصحيفة أن ذلك يسلط الضوء أيضا على الفجوة الهائلة بين الولايات المتحدة وبعض أقرب شركائها في الشرق الأوسط بشأن سوريا، خاصة وأن إدارة بايدن مثل الأوروبيين، تعهدت بالحفاظ على سياسة العزلة والضغط على دمشق.

وقال المسؤولون الأمريكيون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لوصف المناقشات الدبلوماسية الحساسة، إنهم تشاوروا مع قادة الشرق الأوسط بشأن خطواتهم لتبني علاقات أعمق مع سوريا، ويقولون إن إدارة بايدن تدعم الأهداف العامة لتلك الدول في سوريا، بما في ذلك تقليص نفوذ إيران.

وقال مسؤول أمريكي رفيع: “كان هناك خلاف بشأن التكتيكات وتسلسل العملية، لكن بشكل عام هناك توافق حول الأهداف النهائية، بما في ذلك فهم اعتزام واشنطن الإبقاء على العقوبات التي تمنع الشركات والدول من إجراء تعاملات تجارية مع دمشق”.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي ثان تصريحاته التي قال فيها إن “هذا لا يعني انهيار النفوذ الأمريكي.. هذا يعني أن دولا مختلفة بينهم شركاء لنا قيموا الموقف وقرروا اتخاذ نهج مختلف”، مؤكدا أن ذلك يحدث في كل إدارة حول العالم وفي عدة قضايا.

وفي المقابل، يري محللون سياسيون أن الفجوة بشأن سوريا بين واشنطن وشركاء رئيسيين من بينهم السعودية والأردن والإمارات، تسلط الضوء أيضا على تغير الديناميكيات في العلاقات بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، إذ تواجه واشنطن اتهامات بأنها تتجاهل المنطقة لصالح التركيز على المنافسة مع الصين وروسيا.

وقال أرون ديفيد ميلر الباحث بمؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي”، إنه في حين أن فكرة تخلي أمريكا عن الشرق الأوسط كان مبالغ فيها إذ يحتفظ البنتاغون بقواعد مهمة في البحرين وقطر من بين أماكن أخرى، فإن التركيز الأمريكي المتنامي على منافسة القوى العظمى، بالإضافة إلى الاضطرابات السياسية في واشنطن، وزيادة الاستقلالية في ملف الوقود الأحفوري، كان لها تأثير في دفع العديد من الدول الإقليمية للتحوط من رهاناتهم