العميد متقاعد صالح الشُراب العبادي
كلمة اصبحت تاريخ ، حيث كانت قيادة الجيش ليست عربية ، بل ليست اردنية ، وكذاك كانوا قادة الجيش المؤتمرين حتى وان كانوا اردنيين ، فالأوامر والتوجيهات تصدر من قائد غير عربي ، وهو انجليزي ، مهما كانت توجيهاته واوامره تصب في صالح الجيش والتدريب والتأسيس ، الا انها كانت لا تطاق ولا تحتمل ، وإن كانت تنفد ، فهناك من القادة العظام الأردنيين انذاك لديهم القدرة على التوجيه والتدريب والتنفيذ وكانت تستقبل بكل رحابة صدر وتنفد دون تذمر او تردد …
استشعر القائد الأعلى اشتياق الضباط لعربية الاوامر ولأردنية القيادة ، فكانت النقطة الفاصلة الحاسمة القوية بدون تردد ، فأمر الحسين القائد الفذ ، بإعفاء قائد الجيش الانجليزي من مهامه ، وتسليم القيادة لقيادة اردنية عربية .
ليس المقصود بالتعريب الاعفاء المجرد فقط ، بل كانت نقطة تحول في شتى الميادين ، تدريباً وتسليحاً وعلماً عسكرياً وتجنيداً ، فاختفت مصطلحات كانت تقال في المجالس عندما كان يجند الانجليزي في صفوف الجيش .
في ذلك الاثناء وضع القائد الأعلى الحسين بن طلال رحمه الله ثقته في الضباط الاردنيين ، وهي ثقة كبيرة ومهمة شاقة وعبء في تحمل المسؤولية الكاملة ، فما كانوا منهم الا انهم ثبتوا وقالوا كلمتهم وأسسوا ونقلوا للجنود فحوى تلك الرسالة العظيمة التي مفادها قيادة اردنية عربية للجيش العربي …
وعلى الطرف المدني ، فان الأردنيين كانوا جنباً الى في توقهم وشوقهم لرؤية جيشهم يقاد من قبل أبناءه ، فكانت الاحتفالات قد شملت كل اطراف الاردن لهذا القرار القوي الحكيم .
الجيش ليس جيشاً فقط فهو السيف والقلم والعلم العسكري والتخطيط والتنفيذ والتحديث والتدريب ، هو مصنع الرجال وصاقل العقول ، هو صانع العزائم ، وصانع الانتصارات ، حامي الحمى ، الجيش هو مقياس ألأمن والاستقرار .
الجيش هو مقياس قوة الدول وعزها وعزمها ، الجيش ، اذا ما طرقت تلك الكلمة مسامع الكبير والصغير فهي تطرب اذانهم ، ليشعروا ان ما وراء تلك الكلمة ، الله ، الوطن ، المليك ، وطلع البدر علينا ، والله الله ، واصوات ازيز الرصاص والمدافع والقنابل والدبابات ، والهجوم والدفاع ، والتصنيع والتحديث ، ومسايرة الجيوش ، والصبر والثبات ، والاستشهاد ، وبذل الروح ، والسلام ، نعم ، ما وراء كلمة الجيش ، عالم كبير من الحرب والسلم ، والحياة والاستشهاد ، القوة والأنفة ، الصبر والسؤدد…
أخيراً في يوم التعريب ، والعربية للجيش ، ستبقى ايها الجيش ، الحصن الحصين الذي لن يستكين ويلين بإذن الله .
حمى الله الوطن والجيش وادام الله القيادة الهاشمية الأردنية العظيمة التي ما فتأت إلا في صفوفه وهو الان قائده الأعلى الداعم له ولجميع منتسبيه تدريبًا وتسليحاً وتطوراً وعناية … حمى الله الوطن .