مَن يَعِشْ بالسيف، بالسيفِ يَمُت !!

29 يناير 2023
مَن يَعِشْ بالسيف، بالسيفِ يَمُت !!

محمد داودية
ماذا توقع الإرهابي نتنياهو وحكومته الدموية الهوجاء، غير أن تنطبق عليها قواعد العلوم والحياة والتجربة الإنسانية التي تقول:
“من يعش بالسيف بالسيف يمت”.
“الدم يستسقي الدم”.
“العين بالعين والسن بالسن”.
“لكل فعل رد فعل، مساوٍ له في القوة، مضادٍ له في الإتجاه”.
حيثما كان الاحتلال تكون المقاومة.
الاحتلال ليس قدرا.
كل احتلال آيل إلى الزوال.

ألا يعقل المحتلون الإسرائيليون أن الكلفة الباهظة التي يتكبدونها، ليست جديدة، وليست أخيرة !!
إن ما يجري هو “مقاومة استنزاف” متواصلة، يشنها شعب الجبارين العربي الفلسطيني، على غرار حروب الاستنزاف على الجبهات العربية عقب عدوان 1967 الثلاثي.

فجيش الاحتلال الوحشي الإسرائيلي يرفع بلا توقف، وبشكل متكرر، حالة الاستنفار إلى “جهوزية قصوى متعددة الجبهات” في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وهضبة الجولان وسورية.

وها هو الوزير الجنرال يوآف جالانت يصدر قراراً بوم أمس بإدخال ألوية من جيش الاحتلال للمدن الرئيسية المحتلة عام 1948، خشية تجدد العمليات على غرار موجة العمليات في آذار من العام الماضي.
ستظل تتدحرج نار المواجهة مع جيش الإحتلال طالما ظل غارقه في وهم ان الوحشية والمذابح واللجوء إلى القوة المفرطة ستحقق التهدىة وان التهدئة ستكون بديلا عن السلام.

الكلفة الباهظة، السياسية والأمنية والمادية والنفسية، تذكرنا بمقولة غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل، وهي المقولة التي ما تزال صحيحة وتتعزز، حيث تعبر في الصفحة 280 من مذكراتها، عن قناعتها أن الحرب مع العرب والفلسطينيين لن تتوقف.
تقول: “لا أظن أن هناك جيشا انتصر، وغلبه الحزنُ كجيشنا، لأنّ الحرب التي خاضها لم تصل إلى نهاية حقيقية، فكان الجنود يعودون من جبهات القتال إلى بيوتهم، لعدة أسابيع أو أشهر، ثم يستدعون من جديد”.
وتقول: “أنا أحب احفادي الخمسة، وأتمنى ألا يروا حروبا أخرى، لكنني لا أستطيع أن أعدهم بذلك”.
فأَيُّ أَمنٍ هذا الذي يرتكز على الاستنفارات العسكرية والحِراب واللحم البشري والدم والملاجئ والقباب الفولاذية والرعب والكتائب ؟
يجدر ان يتمثل الإسرائيليون اليوم قبل الغد، ما وصل إليه مركز الدراسات في جامعة تل أبيب:
“لو حلّ السلامُ مع الجيران، لارتفع دخل كل إسرائيلي 26%” !!

ويلاحظ المهندسون الاسرائيليون أن منازل الإسرائيليين أعلى كلفة من أية منازل في العالم، لأنها ذات حديد تسليح مضاعف، وذات جدران أكثر سماكة واكثر إسمنتا، وذات نوافذ أضيق وأصلب.
كما يلاحظون أن عدد الملاجئ في المدن الإسرائيلية، يفوق عدد ملاجئ عشرات الدول مجتمعة !!
كل ذلك يرتب كلفة هائلة طائلة: الاستنفار الذي لا يتوقف، تصميم المنازل المختلف، ضياع 26% من دخل كل إسرائيلي، الضحايا الناجمة عن عمليات المقاومة الباسلة، أكلاف المعتقلات المكتظة، المقاطعة المتزايدة لمنتجات المستوطنات، وحركة مقاطعة إسرائيل B.D.S، التي تقدر بمئات ملايين الدولارات سنويا، وغيرها من أكلاف.
ما أضيق الأفق الإسرائيلي الذي يمعن في الولوغ بحوامات الدماء، يصنعها ويغرق فيها !!
ما أضيق افقهم حين يتوهمون أن شعب الجبارين العربي الفلسطيني سيتوقف عن التضحيات قبل بلوغ الاستقلال والحرية والقدس.