وسائل إعلام غربية تحرف اسم المسجد الأقصى وتصفه بـ المجمع

5 يناير 2023
وسائل إعلام غربية تحرف اسم المسجد الأقصى وتصفه بـ المجمع

وطنا اليوم:سياسة تحريرية جديدة انتهجتها كبرى وسائل الإعلام الغربية تجاه المسجد الأقصى والاقتحامات اليهودية بحقه، حيث أطلقت رويترز و BBC على المسجد الأقصى صفة “المجمع”؛ صفة توحي بأنه مجمع لمعابد لديانات متعددة، وأطلقت على الاقتحامات بحقه صفة “الزيارة”؛ مرة أخرى صفة توحي بسلمية وجود المحتل في مقدساتنا.

تسمية المسجد الأقصى “مجمعا”!!
بي بي سي تحرف اسم المسجد الأقصى وتصفه بـ “مجمع المسجد الأقصى”
ويبدو أن السياسيين الإسرائيليين نجحوا بتعميم هذه السياسة التحريرية على كبرى الوكالات الإخبارية الغربية لتبني الرواية الإسرائيلية دون النظر إلى الرواية الفلسطينية أو حتى الأردنية، حيث نقلت وكالة رويترز عن الخارجية الأردنية إدانتها شديدة اللهجة لاقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى إلا أنها أفرغت الإدانة من مضمونها بوصف الاقتحام “زيارة” ووصف الأقصى “بالمجمع” ضاربة بالوصاية الهاشمية الأردنية على الأقصى عرض الحائط.

رويترز تحرف اسم المسجد الأقصى
اما موقف وزارتي الخارجية والإعلام الأردنيتين تجاه هذا التضليل الإعلامي والتلاعب بحقيقة الكلمات ومحاولة تغيير المسميات التاريخية للمسجد الأقصى وتسميته بـ “مجمع “، يبدو أنه شكل صدمة للدولة الأردنية وما زالت الوزارتان تلتزمان الصمت حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
ومن المعروف بأن سلطات الاحتلال تتبع سياسة التصعيد المتدرج تجاه المسجد الأقصى المبارك، فكما بدأت منذ نحو عشر سنوات بسياسة التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، ويبدو أنها خططت لأن يكون عام 2023 البداية الجديدة لتجاوز فكرة التقسيم واعتبار المسجد الأقصى وما حوله مجمعا دينيا يتضمن كَنيسا يهوديا ويسمح للمستوطنين بالاقتحامات في كل الأيام والأوقات ومن كافة الأبواب ويسمح كذلك بإدخال كافة الأدوات الدينية كَالأبواق والقرابين والتي كانت ممنوعة حتى نهاية العام الماضي.

بيان جماعات الهيكل
قرارات يحاول الاحتلال فرضها مستندا على مطالبات لِجماعات الهيكل وتعطي الاحتلال بيهوديته سلطة دينية على المسجد، ليتجاوز سلطة وزارة الأوقاف ودائرة أوقاف القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات.
وكشف محللون واكاديميون سياسيون، مدى خطورة ما تروج له الحكومة الاسرائيلية من خلال ماكينات الإعلام الغربي بمصطلح “مجمع الأقصى” والذي طرح بالأمس بشكل لافت إبان تغطية ردود الفعل في أعقاب اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ايتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى يوم الثلاثاء الماضي.
وحذر النائب السابق استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور محمد القطاطشة من ان القادم سيكون أسوأ بكثير، في ظل ضعف الاعلام العربي بمواجهة الاعلامي العبري والغربي، اضافة الى حالة التشرذم والانقسام الفلسطييني الداخلي بين رام الله وغزة، وما خلفته معاهدات السلام العربية الاسرائيلية منذ أوسلو وكامب ديفيد وحتى اتفاقية السلام العربية الاسرائيلية، اضف الى ذلك كله ان قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة لا ترتقي الى مستوى الحدث ولا يتعدى أي اجتماع على التأكيد على القرارات السابقة والتي تركت القدس والأقصى لمفاوضات اللحظات الأخيرة، وهذا ما أفشل جميع مفاوضات السلام السابقة واوصلنا الى ما نحن عليه الآن من حالة ضعف أمام حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة يغلب عليها الطابع الاستيطاني المتشدد والتي تعتبر ان القدس الشرقية عاصمة اسرائيل وهنا تحديدا مكمن الخطر والذي يتمثل حاليا باسقاط مصطلح “مجمع الأقصى” كبديل عن الحرم القدسي الشريف.
واعتبر الدبلوماسي السياسي الاردني الدكتور مروان المعشر أن هناك حاجة ماسة اليوم لبلورة خطاب إعلامي عربي متماسك لشرح الوضع المتردي الناتج عن تشكيل مثل هذه الحكومة العنصرية، وذلك من منطلق انتهاك إسرائيل للحقوق الفلسطينية وللآثار الكارثية لهجرتهم أو تهجيرهم من أرضهم، بما في ذلك أثر هجرة العرب المسيحيين على المقدسات المسيحية وإلباس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لباسا دينيا متطرفا.