أردوغان يُعدّل ياقة قميص الكاظمي خلال استِقباله في أنقرة.. هل تدخل أردوغان في هندام الكاظمي

19 ديسمبر 2020
أردوغان يُعدّل ياقة قميص الكاظمي خلال استِقباله في أنقرة.. هل تدخل أردوغان في هندام الكاظمي

وطنا اليوم –  يبدو أنّ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، مُعجبٌ بالفِعل بأيّام السلاطين العثمانيّة، فالرّجل يُعيد بعض المشاهد من ذاكرة السلطنة، حيث كان السلطان العثماني، يفرض نفسه، وقواعده على ضُيوفه، فحتى الهدايا الواصلة له، كان يجب أن تكون ذاتها قطعتين، حتى تتناسب مع طِراز قصره وأثاثه، وهي واقعة مُسجّلة عند الكثير من المُؤرّخين

الرئيس أردوغان، أو السلطان كما يصفه خُصومه، لم يكد ينتهي من أزمةٍ دبلوماسيّةٍ مع طِهران، على خلفيّة أبيات شعريّة تتعلّق بانفِصال أذربيجان الإيرانيّة ألقاها خلال حُضوره عرضاً عسكريّاً هُناك، بعد دعمه للأذريين، ضدّ أرمينيا عسكريّاً، حتى أثار الرئيس التركي، جدلاً مِنصّاتيّاً مع العِراقيين، وتحديدًا فِعتله غير المسبوقة مع رئيس وزراء العِراق، وما يُمثّله ذلك البلد من حضارةٍ، وتاريخ، وقوّةٍ عسكريّةٍ في الماضي.

وظهر الرئيس أردوغان، الذي بدا أنه يتعمّد اختيار تصرّفاته المُثيرة للجدل، وهو يقوم بتعديل قميص رئيس وزراء العِراق مصطفى الكاظمي، وخلال زيارة الأخير لأنقرة، التي بدأت أمس الخميس

 

وما إن وصل الكاظمي، الذي كان في استقباله أردوغان، ونزل من السيّارة، وتبادل المسؤولان التحيّة، حتى مدّ أردوغان يده على ياقة الكاظمي، وقام بشكلٍ لافتٍ بتعديلها، ونادرًا ما يقوم المُضيف، بتعديل ملابس الضّيف، وهو ما اعتبره مُعلّقون كسرًا للبروتوكول الرئاسي.

وانشغلت المِنصّات بفِعلَة أردوغان، وتباينت التفسيرات، حول مقصد الفِعلة، وإن كانت عفويّةً، أو مقصودة، لإيصال رسائل سياسيّة تقول إنّ أنقرة، تضع يدها على العِراق، وياقة رئيس وزرائه، والذي يتأرجح “ضعيفاً” بين النّفوذ الإيراني، والأمريكي في بلده، الذي كان يوماً ما، محكوماً بقبضة حديديّة من الرئيس الراحل صدام حسين، والذي لو كان كما استحضره النشطاء في ذلك المشهد، لما تجرّأ أردوغان على فِعلَته تلك بحسبهم

وتعديل ياقة رئيس الوزراء العِراقي بهذا الشّكل، الذي يتعلّق بهندامه، اعتبره البعض إهانةً لكلّ العِراق، حيث يذهب رئيس الوزراء العراقي، وهو يرغب بأن يحصل على مُوافقة تركيّة، للانسحاب من بلده في الشمال، وملف المياه، لكنّ أردوغان بدا أنه أوصل رسالته لياقة الكاظمي قبل أيّ حديث سياسي، والتواجد التركي في شمال العِراق، يهدف كما تقول تركيا، إلى الحدّ من هجمات حزب العمّال الكردستاني.

 

والكاظمي الذي ترجّل من سيّارته، توجّه نحو أردوغان، وكان يُعدّل بذلته، ثم تبادل التحيّة مع الرئيس التركي بدون مُصافحة بسبب تفشّي فيروس كورونا، ثم وبعد تبادل التحيّة، همّ أردوغان أو تنبّه لخروج ياقة قميص الكاظمي من حدود بذلته الشّق العلوي، وقام بتعديلها له، وأدخله داخِلها، وفي المُقابل لم يُظهِر الكاظمي أيّ ردّة فِعل، سوى أنه قام بتعديل هندامه، بعد تصرّف أردوغان، واستمرّ في المسير بعدها.

 

ولم يَصدُر عن العِراق حتى كتابة هذه السطور، أيّ تعليق بخُصوص الواقعة، التي اعتبرها نُشطاء أتراك عفويّة وطريفة، ولا تحتاج لهذا الجدل، فيما هي بالنّسبة للعِراقيين، مشهد يحتاج التوقّف، هذا على الأقل ما قالته منصّاتهم، وموقف رئيس وزرائهم.