التعامل مع المرض المزمن لاحد افراد الاسرة

21 نوفمبر 2022
التعامل مع المرض المزمن لاحد افراد الاسرة

(اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر )

د.سمير ابومغلي 

مهني ارشاد نفسي

يحدث ان يتعرض احد افراد الاسرة لمرض ما يعيقه عن القيام بواجباته الاساسية  كما  يعيقه عن القيام بواجباته  الاسرية والاجتماعية وحتما سنؤثر حالته  في جميع أفراد أسرته، فتضطرب الحياة الأسرية، وتزيد الأعباء والمسؤوليات عليهم خاصة اذا كان مرضا مزمنا،وكان من مرض محور الاسرة كمرض أحد الوالدين، فبمرض رب الأسرة مثلا بمكن ان  يتوقف الدخل أو ينخفض ، وإذا مرضت الأم تضطرب الأسرة، فيزيد قلق الأب ويتغير دوره ومسؤولياته.و تتأثر الأسرة أيضا عند مرض أحد أبنائها، فالوالدين يحترقون نفسيا ويسكنهم الخوف على حياة أبنائهم ومستقبلهم  ، فالمرض يؤثر سلبا على استقرار الحياة الأسرية نفسياواجتماعيا،واقتصاديا  ويجعل الأسرة تفقد توازنها واستقرارها

ليس من السهل أن يعهد لفرد من افراد الاسرة الاعتناء  بمريض في العائلة. وان من يقع عليه او عليهم مهمة الاعتناء بالمريض هم اكثر الناس عرضة للاصابة بالاضطرابات الجسمية والنفسية ،فصحيح أن المريض هو الذي يتألم ، لكن  الشخص الذي يعيش معه ويرعاه يتألم أكثر، فعليه بالاضافة للاعتناء بالمريض الاعتناء بنفسه وبحاجاته التي تضطرب قصرا ويتماهى مع حاجات المريض و في العادة، يسأل أغلب الناس عن المريض وأحواله، لكن لا يدور في خلد احدهم ان  يسأل يوماً ما عن أحوال من يهتم بالمريض… ويتحرّى عن مشاعره ونفسيته، وكيف يتدبر أمره في ظل تغير أسلوب حياته؟

ان وجود مريض ذو مرض مزمن في العائلة يحتاج الى عمل تكاملي للمريض ولمقدم الرعاية الصحية له من افراد اسرته  وللاسرة بشكل عام في محاولة لتجاوز الاثار السلبية لمرضه وتاثيرها عليه وعلى اسرته فيجب على اسرة المريض التعرف جيدا على المرض والتعرف على تاثيراته الجسمية والنفسية , كذلك عليهم تقبل الحالة المرضية له والمشاعر السلبية الناتجة عنها  ومساعدته في استعادة الامل , ومحاورته حول ما يمكن ان يجلب له السعادة طبعا دون دخوله بمقارنة مع حياته السابقة وعقلنة ما يتمناه استنادا لحالته الجديدة ,اشراكه بفعاليات عائلية لزيادة احساسة بالتفاعل الاجتماعي وبانه لازال عنصرا فاعلا ذا قيمة , كما ان تقدير مافعله سابقا وما يمكنه ان يفعله حاليا يسهم في تزويده بخميرة من تقدير الذات ،تبيان مايمكنه عمله من اشياء ذات معنى تبعده عن الامه الجسدية وتزيد بهجته وتحسن من جودة حياته ،كما يمكن للاهل طلب المساعدة النفسية المتخصصة اذا لزم الامر

ان الدور الذي تلعبه العائلة بكافة افرادها مهم جدا وهو في بعض الاحيان جزء من العلاج ، فراحة العائلة تنعكس على راحة المريض وشعوره بالامان ، لذا لابد من تعزيز دور الاهل وكيف يمكنهم ان يكونوا داعمين له مما يؤثر ايجابا في نفسيتة , ويخفف من حدة التوتر الموجودة في الجو العام للاسرة ويساعد بالتالي على تخطي المحنة بهدوء 

  ان الاهل الذين كانوا داعمين وميسرين للمريض اثناء مرضه اقل معاناة عند فقده لشعورهم براحة نفسية بسبب تقديمهم للخدمة له اثناء مرضه على عكس الذين لم يوفقوا في تقديم الدعم لمريضهم لسبب ما فكانوا غالبا مايشعرون بالحزن وتانيب الضمير