وطنا اليوم:سلط تقرير صحفي الضوء على ارتفاع أسعار المحروقات في الأردن وتحديداً مادة الكاز التي يستخدمها الفقراء.
وقال التقرير ان أردنيين قد يضطروا إلى حرق الكتب للتدفئة بعد رفع أسعار الكاز لأرقام كبيرة.
في احد ضواحي العاصمة الأردنية عمان في منطقة أبو نصير، يجلس أبو طالب حائرا وقد اصاب الركود مشغله المتخصص في تصليح مدافئ الكاز بعد أن قررت الحكومة رفع سعر مادة الكاز (اكثر مادة استخداما من الفقراء في التدفئة) الى ارقام كبيرة 121 دولار للتر الواحد، 25 دولار للتنكة.
“لم يعد أحد يصلح مدفأته استعدادا لفصل الشتاء أصبح سعر الكاز مرتفعا جدا ليس بإمكان لفقراء استخدامه، أصبح زبائننا يبحثون عن مدافئ الحطب التي يستطيعون إحراق أي شيء فيها للتدفئة من اخشاب وأوراق وكتب” يقول أبو طالب.
وجرت العادة في الحكومات الأردنية تثبيت سعر مادة الكاز قبيل فصل الشتاء ووقف تقاضي الضرائب عليها من باب التخفيف على الفقراء، إلا أن هذا لم يحدث في عهد حكومة رئيس الوزراء بشر الخصاونة.
تكبل الحكومة الأردنية المحروقات بضريبة مقطوعة طبقتها في 2019 تصل إلى أكثر من 53% على القيمة الأساسية للمحروقات لجميع الأصناف، ما يفاقم المشكلة لدى الأردنيين الذين تآكلت دخولهم عقب تضخم ضرب الاقتصاد بسبب جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.
يقول الخبير الاقتصادي فهمي الكتوت،”تفرض الحكومة ضرائب على البنزين الخالي من الرصاص ٩٠ نسبة على اللتر ١٢١٪ ،البنزين ٩٥ نسبة الضريبة ١٨٢٪، الكاز والسولار نسبة الضريبة ٥٢٪ “.
ورفعت الحكومة منذ بداية العام الحالي 6 ارتفاعات على سعر السولار و 5 ارتفاعات على سعر البنزين مع تخفيض سعر البنزين لمرتين في الشهرين الماضيين على التوالي، إذ أصبح سعر البنزين أوكتان(90) 129.5 سنتا/لتر، والبنزين (95) 165 سنتا/لتر ، والسولار والكاز 121.5 سنتا/لتر.
ويستهلك الأردنيين 140 مليون لتر من الكاز في كل شتاء حسب نقيب اصحاب محطات المحروقات م.نهار سعيدات، يتوقع أن “ينخفض هذا الاستهلاك الى 60% بسبب ارتفاع الأسعار، ولن يكون الكاز بمتناول الطبقات الأقل دخلا”.
“حتى لو ثبتت الحكومة الأسعار ولم ترفعها الشهر المقبل سيبقى ذلك مرتفعا، الأسعار ارتفعت عالميا نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية لجوء اوروبا الى الكاز والسولار بدلا من الغاز الروسي مما زاد الطلب، لكن على الحكومة تخفيض سعر الكاز حتى 16 دولار للتنكة حتى يستطيع الفقراء شراءه”.
معاناة قادمة للفقراء
سائق التاكسي عيسى العباهرة يعمل ما يقارب اربعة عشر ساعة يوميا كي يحصل مبلغ (17 دولارا) نظير ضمان المركبة، إلا أن مهمته زادت صعوبة بعد ارتفاع أسعار المحروقات.
يتساءل ” الا يشعرون بالفقراء الشتاء قادم نحن أصحاب الدخل المتدني من نستخدم الكاز في التدفئة رئيس الحكومة والمسؤولين في هذا البلد لا يستخدمون التدفئة تحت البلاط هم لا يشعرون بنا، سأحرق الكتب والاخشاب هذا الشتاء لا استطيع شراء الكاز أو الغاز كما أن تعرفة الكهرباء مرتفعة”.
من يتحمل المسؤولية
حال المتقاعد من امانة عمان فواز الهروط ليس بأفضل، يحصل على راتب تقاعد يقارب الـ282 دولارا يتبقى منه 64 دولارا بسبب خصومات تذهب لقروض البنوك.
خرج الهروط في بث عبر الفيس بوك وهو يملئ جالون كاز لمنتصف بـ14 دولارا بعد أن كان يملأه كاملا العام الماضي بـ12 دولارا.
يلقي باللوم على الجميع يقول”استخدم الكاز بشكل أساسي بالتدفئة سأتثر كثيرا لن اشغل التدفئة الى ساعات محدودة حتى استطيع توفير ثمنا لكاز، لكن ماذا سأفعل في الشتاء القارس! خرجت ببث على الفيس بوك من محطة الوقود كرسالة الى رأس النظام السياسي والحكومة مفادها لا يوجد قدر وامكانيات للمواطن في الظروف الطبيعية للإنفاق على نفسي بالمواد الأساسية، الحكومة لا تشعر بمعاناة المواطن ولا يهمها تلك المعاناة”.
الكاز أصبح خارج خيارات الفقراء
ويتوقع الباحث في شؤون الطاقة عامر الشوبكي أن تخرج مادة الكاز من دائرة خيارات التدفئة للمواطنين في الشتاء القادم بعد وصوله الى مستويات سعرية غير مسبوقة.
“فاتورة الطاقة تستهلك أكثر من 40% من دخل المواطن الأردني (بين بنزين، وكهرباء، وتدفئة) الذي يبلغ 493) دولارا شهريا”.
“قرار الحكومة برفع السولار والكاز جعل سعر المادتين الرئيسيتين الأعلى في تاريخ الأردن، من المتوقع أن يكون لارتفاع سعر السولار تأثير كبير على رفع معدلات التضخم في الأردن كونها تدخل في الصناعات وإنتاج المواد الغذائية ونقلها”.
ويعتبر الأردن من البلدان متوسطة الدخل حسب مستوى الدخل للعام المالي 2021-2022، التي يتراوح نصيب دخل الفرد فيها من الناتج القومي الإجمالي بين 4,096 و12,695 دولارا سنويا