العنف في الرياضة / ٣

19 أكتوبر 2022
العنف في الرياضة / ٣

 

د. ذوقان عبيدات 

  العنف هو سوء استخدام القوة، سواء كان ذلك في الرياضة أو الأمن أو التعليم أو الأسرة، وغالبًا ما يكون العنف خروجًا على القوانين ، فالعنف لا يعكس القوة بالضرورة،  وقد يعكس الضعف .

وتقدر بعض الثقافات كثيرًا مفاهيم السلطة  والعدوان وإلحاق الأذى بالآخر والقوة، فالثقافة الأمريكية خلافًا للثقافتين العربية والأوروبية ترى في الاعتداء قوة والعنف رجولة والتفوق حكمة!! وعلى الرغم من أن العنف  سلوك ارتبط بنشأة الرياضة ، إلّا أنّ الرياضة تحاول التخلص من هذا العنف، فزادت من سلطة التحكيم، ولبس الأدوات الواقية، وتطبيق قوانين

حازمة . ولكن مازالت الرياضة تختزن كل مصادر العنف مثل،

وجود الخسارة والربح، وضعف المهارات التي يمتلكها اللاعبون وانخفاض مستوى لياقتهم ، والتمييز بين اللاعبين:

المهاجم أفضل سعرًا من المدافع، ومن يسجل الأهداف  هو من يتلقى الجوائز والمكافآت ،

وتوزيع الدعم غير العادل على الأندية، والتعب الجسمي، وأخطاء الحكم والمدرب، كل هذه العوامل تنعكس على جمهور رياضي جاء ليستمتع وإذ بفريقه يخسر فيشعر بالإحباط ، أوفريق رابح فيشعر جمهوره بالزهو والاستعلاء فيعمد للسخرية من جمهور  ولاعبي الفريق الخاسر.

وتشير الدراسات أن أبرز العوامل الرياضية للعنف هي:

– ضآلة الفرق بين أداء الفائز وأداء الخاسر ليحسب بأجزاء من المللثانية، فأي بطولة وهزيمة تلك!!

-تقييم الفوز بتسجيل الأهداف بدلًا من تحقيق الأهداف فالفريق خاسر حتى لو لعب بروح عالية ومهارات وجمال ما لم يسجل هدفًا. ففي  الرياضة يخطئون  كثيرًا حين يعبئون الجمهور بأهمية تسجيل الأهداف وليس اللعب الفني والجميل والأخلاقي.

  هذه الأمور تخلق الفرد الأناني

وغير الأخلاقي، وتخلق الجمهور الساخط أو الممتلئ فرحًا بتسجيل هدف أو نقطة!

  أضف إلى ذلك ما يلعبه الإعلام الرياضي من تعبئة خاطئة للمواطن والجمهور بما يستخدمه من مصطلحات ، وسيكون دور الإعلام الرياضي في صناعة العنف .