وطنا اليوم:بعد ما يقارب خمسة عشر عاما من امتلاكه سيارة؛ يبحث حازم سمير (45 عاما) عن وسيلة نقل بديلة للوصول إلى عمله الذي يبعد 40 كيلو مترا عن سكنه، وبعد أن أصبحت تعبئة وقود سيارته عائقا كبيرا أمام الوصول لمكان عمله.
15 دينارا أردنيا، يحتاجها حازم سمير يوميا للوصول إلى مكان عمله وهو الأمر الذي استنزف دخله الشهري ولم يعد قادرا على تلبية كافة الاحتياجات.
حيث ليجد بعد فترة من الوقت ضرورة التفكير بوسيلة قيادة آمنة تمكنه من الوصول إلى عمله بأقل التكاليف، وكان الخيار “السكوتر” هو الحل الأمثل بالنسبة له.
“لا يمكنني أن أتغاضى عن الارتفاع الكبير في أسعار البنزين ولن يكون على حساب نفقاتي الأخرى”، يقول حازم.
ويلفت إلى أن قرار التحول إلى سكوتر أكثر جدوى اقتصاديا وحتى يوفر جهدا ووقتا بشكل قياسي.
وما إن تنقلت بين شوارع العاصمة أو أي محافظة وفي أي وقت كان، ستشاهد أعدادا كبيرة من الدراجات النارية والسكوترات تتجول وبكثرة، بين من يستخدمها للتنقل، أو لأغراض العمل والتوصيل، هذه الحالة التي لم تكن لتجدها قبل أكثر عامين، فما سر انتشارها اليوم؟
تشجيع رغم المصاعب
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي في الخامس من آب الحالي، شارك المؤثر رعد الشرايري صاحب صفحة “جوموتو فلوق” متابعيه فيديو حول الإجراءات الصعبة لاقتناء السكوتر في الأردن وإصدار رخصة.
التزايد في ارتفاع أسعار البنزين الذي يرافقه زيادة في نسب البطاله وعدم قدرة الكثيرين الوصول إلى أعمالهم، يعني أن الحاجة باتت ملحة بوسيلة مواصلات تكلفتها بسيطة جدا مثل السكوتر.
ووفق الشرايري، فإن أربع موافقات أمنية أولى الخطوات التي يجب أن يقوم بها أي شخص يحاول التفكير في الحصول على رخصة اقتناء سكوتر، وبعد الانتهاء من الموافقات والتدريب يتم التقديم للفحص.
ويلفت الشرايري إلى أن السكوتر في كل بلدان العالم يتم قيادته على رخصة القيادة العادية باستثناء الأردن، إذ يتطلب الحصول على رخصة تدريب وموافقات وامتحان ومن ثم دورة معهد مروري وكلها تتطلب دفع مبالغ مالية.
ويقول الشرايري “مشوار طويل من الدفع والجهد”، وفي حال عدم اجتياز الحصول على رخصة يضطر الفرد أن ينتظر مدة شهر حتى يتم تحديد موعد جديد له.
أسعار السكوترات وأقساطها المعقولة، وصرفها الاقتصادي للبنزين، وسرعة التنقل في الأزمات الخانقة، وحتى تكلفة الصيانة الدورية المنخفضة جدا، أمور دعت العديد من الشبان إلى الهجرة من استخدام المركبات لاستخدام الدراجة أو السكوتر
للإناث أيضا نصيب من استخدام السكوترات في المدة الأخيرة، إذ نشطت العديد من الحملات التي تدعو الإناث لاستخدام السكوتر كوسيلة نقل آمنة، بالإضافة لمزاياها الأخرى.
إجراءات التسجيل والتملك تأخذ بحسب أصحاب السكوترات وقتا طويلا قد يتجاوز أحيانا أشهر ثلاثة، الأمر الذي يعرقل من انتشارها بين أطياف المجتمع.
ويبقى السكوتر ملاذا آمنا وحلا فعالا لقطاعات كبيرة من الشباب، ورغم كل ذلك تتجدد المطالبات لحل مشاكل التسجيل والتملك