وطنا اليوم:لا تكاد تنتهي فاجعة حتى تقع أخرى، حتى صباح الجمعة هناك 13 وفيات ونحو 10 اصابات بانهيار عمارة في جبل اللويبدة في العاصمة عمّان، فيما تواصل فرق البحث العمل للبحث عن ناجين أو مفقودين، دون تحديد مباشر للمسؤول ودون محاسبة للمقصر.
قبل أشهر قليلة، فجع الأردنيون بتسرب غاز الكلورين في ميناء العقبة وراح ضحيتها 13 عاملا وعشرات الاصابات، دون تحديد مباشر للجهة المقصرة ودون محاسبة حقيقية، وهو ما يثير التساؤلات.
اليوم يطالب الشارع الأردني بمحاسبة حقيقية للجهات المقصرة حتى نتفادى وقوع كوارث سواء كانهيار البنايات أو تسرب غاز أو مثل حادثة البحر الميت.
بعد ساعات قليلة من انهيار عمارة اللويبدة، وصل رئيس الوزراء بشر الخصاونة يرافقه وزير الداخلية وأمين عمان ومحافظ العاصمة، حيث ظهروا من شرفة مرتفعة يراقبون عمليات الانقاذ، دون اتخاذ قرار حاسم، وتحديد لجهة المسؤولية.
المعطيات تشير إلى وجود تجاوزات من قبل مسؤولين في الحكومة، وليس فقط على مستوى مالك العقار المنهار، فمنطقة اللويبدة هي منطقة تصنف بأنها أثرية ويمنع البناء والهدم فيها.
وعقب 4 أيام من الحادثة لا زال الشارع الأردني يترقب صدور قرار يحدد جهة المسؤولية عن الفاجعة والتي راح ضحيتها 9 أشخاص، وسط مطالبات بعدم تشكيل لجان “تنفيسية”، كما حدث في قضايا مشابهة.
خبراء أكدوا وجود عشرات بل ومئات البنايات القديمة الآيلة للسقوط وبحال التغافل الرسمي، فإن هذه البنايات ستتحول إلى قنابل موقوتة، ستهدم على رؤوس ساكنيها، وسنكون أمام فواجع عدة.
من المسؤول؟.. يكاد هذا السؤال يكون الأبرز في الشارع الأردني، وسط مطالبات بتحديد حقيقي للجهة المسؤولة ومحاسبته ومحاكمته، لكن هناك تخوفات من “لفلفة” القضية وطي الملف لوضعه في الأدراج.
نواب حضروا إلى مكان الحادثة، أكدوا تبنيهم للقضية وشددوا على أنهم سيتابعونها حتى تحديد الجهة المسؤولة ومحاسبته، ولن ينتظروا تشكيل لجان تحقيق، لكن هل يكفي ذلك، دون أن تقوم الحكومة بوضع يدها على الخلل.
مواطنون استذكروا تصريحات سابقة لرئيس الوزراء، حين قال إن الحكومة ستتعامل بـ”العين الحمراء” تجاه من يغالون بالأسعار، وسط مطالبات للحكومة بتوجيه هذه العين للمسؤول الذي كان سببا في انهيار بناية راح ضحيتها 9 أشخاص على الأقل.
ونفى مصدر حكومي مسؤول ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول اقالة مسؤولين جراء حادثة انهيار عمارة اللويبدة.
يذكر أن مرتبات الدفاع المدني والأجهزة الأمنية تساندها كوادر امانة عمان الكبرى تواصل ومنذ انهيار العمارة عمليات البحث والإنقاذ لإخراج محاصرين من تحت الأنقاض.