الشرطة الألمانية تفتح تحقيقاً ضد محمود عباس بسبب تصريحاته عن الهولوكوست

19 أغسطس 2022
الشرطة الألمانية تفتح تحقيقاً ضد محمود عباس بسبب تصريحاته عن الهولوكوست

وطنا اليوم:فتحت الشرطة الألمانية، الجمعة 19 أغسطس/آب 2022، تحقيقاً أولياً ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على خلفية تصريحاته بأن إسرائيل ارتكبت “50 محرقة” ضد الفلسطينيين؛ ما أثار غضباً واسعاً في إسرائيل وخارجها.
وأفادت وسائل إعلام أجنبية أن الشرطة أكدت تقارير نشرتها صحف ألمانية عن فتح تحقيق ضد عباس لاحتمال تحريضه على الكراهية بعد تلقيه شكوى جنائية رسمية.
يشار إلى أن التقليل من أهمية الهولوكوست يعتبر جريمة جنائية في ألمانيا، لكن فتح تحقيق أولي لا يستلزم تلقائياً إجراء تحقيق كامل.
فيما قالت وزارة الخارجية الألمانية إن عباس- كممثل للسلطة الفلسطينية- يتمتع بالحصانة من الملاحقة القضائية؛ لأنه كان يزور البلاد بصفة رسمية.

تصريحات عباس تثير غضب ألمانيا
يأتي هذا بعد أن اتهم عباس إسرائيل، خلال زيارة لبرلين، بارتكاب “50 محرقة”، وذلك رداً على سؤال بشأن الذكرى الخمسين المقبلة لهجوم مسلحين فلسطينيين على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ.
وبعد الانتقادات التي طالته بسبب حديثه عن “الهولوكوست”، وخاصة بعد الغضب الإسرائيلي، خرج الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتوضيح بشأن ما صدر عنه في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالمستشار الألماني أولاف شولتز في برلين.
حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” فإن الرئيس محمود عباس “يعيد التأكيد على أن الهولوكوست أبشع الجرائم التي حدثت في تاريخ البشرية الحديث”.
كما أوضح الرئيس الفلسطيني أنه لم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي، “فهو مدان بأشد العبارات”.
محمود عباس أضاف أيضاً أن المقصود بالجرائم التي تحدث عنها، هي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة، على أيدي القوات الإسرائيلية، “وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا”.
بينما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إنه قبل خروج أبو مازن بتوضيحه، وجه مكتب غانتس رسالة صارمة لـ”أبو مازن”: “تصريحاتك مرفوضة، وعليك التراجع عنها”.

إسرائيل غاضبة
بينما زعمت قناة 13 العبرية أن توضيح الرئيس عباس بخصوص المحرقة جاء بعد اتصال هاتفي، صباح الأربعاء، بين رئيس وزراء الاحتلال ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، وصفه مسؤولون إسرائيليون بـ”الغاضب والمتوتر”.
قبل ذلك، عبّر المستشار الألماني أولاف شولتز عن استيائه من تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال شولتز إنها تقلل من أهمية المحرقة، بينما اتهمت إسرائيل عباس بقول “كذبة وحشية”.
حيث كتب شولتز على تويتر، الأربعاء، يقول: “بالنسبة لنا، نحن الألمان، على وجه الخصوص، فإن أية محاولة لإضفاء الطابع النسبي على تفرد المحرقة أمر غير محتمل وغير مقبول.. أنا مستاء من هذه التصريحات المشينة التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس”.
كما ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أيضاً بتعليقات عباس، ووصفها بأنها “مخزية”. وكتب لابيد على تويتر يقول: “اتهام محمود عباس إسرائيل بارتكاب “50 محرقة” وهو يقف على تراب ألمانيا ليس عاراً أخلاقياً فحسب، هذه هي كذبة وحشية. التاريخ لن يغفر له”