من ثقافتنا الأردنية

30 يوليو 2022
من ثقافتنا الأردنية

بسام العموش

لا يمكن الاختلاف أن نبع السلوك الإنساني هو الأصل فيما يصدر عن الإنسان من سلوك إيجابي أو سلبي. ونحن في الأردن بالرغم من وجود الإيجابيات في كثير من سلوكياتنا إلا أننا نشهد في واقع الناس سلبيات يجب التنبيه إليها لعل وعسى أن يتحرك المعنيون لإصلاح ما اعوج تربويا عبر المنابر المتعددة: الإعلام، التعليم، التوجيه الديني..

نجد في سلوك بعضنا ما هو مناقض لثقافتنا الإسلامية وعاداتنا العربية التي أكدت على “الاحترام” وهو شيء ليس صعبا ولا مكلفا بل يشيع الخير بين الناس، وعلى سبيل المثال: من قدم لك شيئا ماديا أو معنويا أن تقول له شكرا، قال تعالى “لئن شكرتم لأزيدنكم” وقال صلى الله عليه وسلم: من لا يشكر الناسَ لا يشكر اللهَ. فواحد يوقف سيارته ويسمح لك بالمرور وانت راكب أو ماشٍ، أليس جديرا بك أن تعطيه إشارة شكر؟! كثيرون يبخلون بهذه الإشارة رغم أنها غير مكلفة ورغم ان أولوية المرور لمن وقف لك لكنه أراد أن يفعل الخير. عند الدخول إلى بناية أو مركز تجاري أو دخول مصعد أو أي مكان ويأتي واحد يقول تفضل ويقدمك على نفسه، فهل يليق بك ان تأخذ هديته دون قولك: شكرا؟!.

وعند رؤيتك من هو أكبر منك أو من هو مريض أو طاعن في السن ألا يليق بك أن تعبر عن تعاطفك معه أو تقدم له المساعدة؟! أليس من المناسب أن لا تتعجل الحكم السلبي على شخص وانت لا تعرفه بل تدعي الفراسة ولكن غير مرتاح له دون سبب؟ ويشتد الأمر أهمية اذا كان هذا الشخص غريبا أو ضيفا فلا بد من إظهار الترحيب وتقديم ابتسامة لطيفة احتراما لإنسانيته.

هذه اللطائف كتبتُ عنها كتابا بعنوان “الاتكيت الاسلامي سنن وأخلاق” لأقول إن ما ينادي به الآخرون من كلمات الطيب والجمال موجودة عندنا لكننا في غفلة الحياة وعدم التذكير بها تصبح غريبة عن الأجيال وبخاصة نحن الجيل الذين دخلنا المدارس بينما كان ينتظرنا المعلم المناوب بالعصا على باب المدرسة ويجلدك بالعصا الأصلية “خشب زان” بدعوى أنك متأخر “وكأن الأفندي ساعة بيج بن”.

وكانت الأمهات تخيف الصغار بالشرطي مع أنه المحافظ على الأمن والمطارد للصوص. وكانت حكايات ما قبل النوم عن “الغول” و”ابو عليله” فننام على الخوف ونصحو عليه حتى صارت المدرسة مركز اعتقال وضرب!! والفراش فلم الرعب.

اناشد التربويين والمعنيين الاهتمام بالموضوع وتحويله إلى تطبيق على أرض الواقع فأنا اليوم في مقالة غريبة عند بعض الناس ولا استغرب فأنا كتبت هذا في استراحة المحارب لأبتعد عن نتائج وارقام انتخابات تونس التي ذكرتني بالفوز الكاسح الذي كان يحققه بعض الزعماء فتصل نتائجهم إلى ٩٩.

سنعود لاحقا” .