لم الشمل في المهجر.. قضية تؤرق اللاجئين السوريين

24 يوليو 2022
لم الشمل في المهجر.. قضية تؤرق اللاجئين السوريين

وطنا اليوم:«بفضل الله عز وجل اجتاز زوجي مخاطر رحلة الموت عبر القوارب المطاطية ليصل الى البلد الذي يريده، فوصل الى المانيا منذ ثلاث سنوات عبر رحلة مليئة بالتفاصيل المقلقة، ومنذ ذلك الوقت وحتى الان ما زالت امورنا معلقة، ولا نعرف اجابة على موضوع لمل شمل عائلتنا، رغم ان اوراقنا جاهزة ومقدمة للجهات المعنية.. حالة المجهول التي نعيشها ترعبني بلا شك، وفي كل يوم افكر ما هي الخيارات التي بقيت امامنا؟!».
هذه حكاية السيدة جواهر المنصور «أم أيهم» من مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وهي أم لستة اطفال في عمر المدارس، الحياة التي تعيشها جواهر وايضا زوجها وحالة الشتات التي تلاحقهم، جعلتهم يعيدون تقييم القرار الذي اتخذوه وهل يعد مجازفة في حق اسرتهم ومصيرها؟!.
تقول أم ايهم «لغاية الآن لم نتمكن من الحصول على لم الشمل، واوضاعي في المخيم صعبة بدون شك، ولم استطع خلال هذه المدة ان احصل على عمل، ونعتمد كليا على المساعدات التي تقدمها لنا المفوضية بقيمة 140 دينارا شهريا لشراء المواد الغذائية، هذه المساعدات جيدة لانها تغطي حاجتنا للغذاء، ولكن هنالك احتياجات أخرى تتطلب وجود دخل شهري، هذه الرحلة كلفتها عالية على جميع المستويات، وعلى المستوى المادي بلغت كلفتها 13 ألف دينار تم جمعهم من الاقارب، وهذا الدين ما زال مصير تسديده مجهولا ايضا».
وتبين أم ايهم ان المسألة ليست فقط مرتبطة بالدخل، فغياب الأب له آثار سلبية من الناحية النفسية على الابناء، ويصبح تماسك الاسرة مهددا من الداخل، وغيرها من الاعباء التي لا تستطيع المرأة وحدها تحملها، وعندما درسنا هذا القرار كنا مدركين بهذه المخاطر، ولكن ظننا ان الحصول على لم الشمل سيكون بسرعة، وللأسف بعد وصول زوجي الى ألمانيا بشهر، بدأت جائحة الكورونا تجتاح العالم، وبدأت الاغلاقات والاضطرابات.
أم ايهم لا تعد السيدة الوحيدة في المخيم التي جازف زوجها في سبيل تحقيق حياة افضل لأسرته، رحلة تصفها أم ايهم بأنها لا تحمل خيارات وسط، فإما النجاة والعيش وإما الموت، والكثير من اللاجئين قرروا ان يسلكوا هذا المسار.
خوف من الفشل
أما «أم حلا» من ذات المخيم فهي تجد أن الأمل ما زال موجودا ورغم ان القلق يرافق تفكيرها دوما الا انها تحاول تجاهله الى حين مضي الفترة المحددة لزوجها للحصول على الاقامة في دولة هولندا، وهي مدة الخمس سنوات، مضى منها سنة وبقي الباقي، ومن ثم يتضح لم الشمل لدى زوجها.
تعلق قائلة «زوجي سافر عند طريق الغابات، فهو طريق مشاكله اقل من البحر، وعندما اتخذنا هذا القرار كنا ننظر الى اطفالنا الاربعة ونأمل في تأمين مستقبل افضل لهم، فالأطفال هم المحرك الاساسي لمثل هذه القرارات الخطيرة، والتساؤل الذي يرافقني دوما ونحاول تأجيل اجابته، في حال لم يحصل على الاقامة، ولم ينجح موضوع لم الشمل، فهو لن يستطيع العودة الى الاردن بهذه السهولة، وفي حال عاد فإن الحصول على بطاقة لاجىء أمر في غاية الصعوبة، وقرار العودة الى سوريا ما زال مبكرا اتخاذه، وبالتالي هنالك مخاوف من فشل خطوتنا و نتائجها