وطنا اليوم – رداً على حملات المقاطعة التي انتشرت أخيراً ضد تطعيمات فيروس كورونا، تعهد 3 رؤساء أميركيين سابقين بتلقي اللقاح ضد «كوفيد 19» أمام الكاميرات لتوثيق لحظة الحصول على اللقاح، وتعزيز ثقة الجمهور في سلامة الدواء.
وتأتي تأكيدات الرؤساء الثلاثة السابقون؛ باراك أوباما، جورج دبليو بوش، وبيل كلينتون بتلقي اللقاح والتطوع ضمن حملة التوعية لتعزيز الثقة في سلامة اللقاح وفعاليته، على أمل أن تكون هذه رسالة قوية حيث يحاول مسؤولو الصحة العامة الأميركيون إقناع الجمهور بالتطعيم بمجرد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على ذلك.
وقال فريدي فورد، كبير موظفي بوش في تصريحات لشبكة «سي إن إن»، إن الرئيس الـ43 جورج بوش تواصل مع الدكتور أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، والدكتورة ديبورا بيركس منسقة الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض، للمشاركة في المساعدة بالترويج للقاح.
وأكد فورد أن بوش طلب قبل بضعة أسابيع معرفة الوقت الذي سيتم فيه توزيع اللقاح، إذ يريد أن يفعل ما في وسعه للمساعدة في تشجيع مواطنيه على التطعيم، إذ سيقف الرئيس بوش في طابور من أجل الحصول على اللقاح، وسيفعل ذلك بكل سرور أمام الكاميرا، وهو ما أكده الرئيس بيل كلينتون بأنه سيكون أيضاً على استعداد لتلقي اللقاح في مكان عام من أجل الترويج له.
كما أفيد سابقاً أن الرئيس باراك أوباما قال في مقابلة أيضاً إنه إذا أكدت الجهات المختصة فعالية لقاح كورونا وأنه آمن، فسوف يشارك في حملة التطعيم.
وفقاً لعمليات التشافي السريع التي تعمل عليها لجنة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا في البيت الأبيض، فإن أول شحنة من لقاحات شركة فايزر سيتم تسليمها في 15 ديسمبر الشهر الحالي، وسيتبعها بعد ذلك لقاحات شركة موديرنا التي سوف تسلم في يوم 22 ديسمبر.
وفي سياق متصل، حذّر إريك غارسيتي، عمدة لوس أنجلوس في مؤتمر صحافي، أول من أمس (الأربعاء)، من أن أسرة المستشفيات ستنفد بحلول عيد الميلاد إذا استمر فيروس كورونا في الانتشار بمعدلاته الحالية غير المسبوقة، ودعا السكان إلى «الاحتماء» و«إلغاء الحفلات» للمساعدة في وقف انتشار الفيروس.
وتضاعفت أعداد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في لوس أنجلوس 3 مرات منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) كما تضاعف عدد حالات الاستشفاء أكثر من 3 مرات، وهي في ذروة جديدة. ففي يوم الثلاثاء، أبلغت المقاطعة عن أكبر عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد ودخول المستشفيات منذ بداية الوباء، كما ارتفع متوسط الحالات اليومية بنسبة 225 في المائة منذ أوائل نوفمبر، وفقاً لإدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس.
وحثّ غارسيتي السكان على البقاء في المنزل قدر الإمكان لأن «الخيارات هي بين الصحة والمرض، والرعاية واللامبالاة، والحياة والموت»، كما سجلت الولايات المتحدة عن عدد قياسي من الوفيات الجديدة للمصابين بفيروس كورونا، يوم الأربعاء، وفقاً لبيانات من جامعة جونز هوبكنز.
حتى يوم الأربعاء، تم الإبلاغ عن 2658 حالة وفاة، وتُظهر بيانات الجامعة أن متوسط عدد الوفيات الجديدة في الولايات المتحدة يبلغ 1531 حالة يومياً، وبينما ينتظر الأميركيون بفارغ الصبر الحصول على ترخيص لقاحات فيروس كورونا، يواجه الأطباء والممرضات في جميع أنحاء الولايات المتحدة حقيقة صعبة حيث تحاول المستشفيات إيجاد طرق مبتكرة للتعامل مع العدد المتزايد من المرضى الذي يتجاوز 100000 على مستوى البلاد.
وأكد أحد مسؤولي الصحة في ولاية ويسكونسن لوسائل الإعلام أنه لا تزال وحدات العناية المركزة في المستشفى وغرف الطوارئ ممتدة إلى ما هو أبعد من أي حد معقول، ويحتاج عمال الرعاية الصحية وكذلك المرضى إلى المساعدة، بوقف انتشار وتفشي الفيروس.
وحذّر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، من أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون «أصعب وقت في تاريخ الصحة العامة لهذه الأمة»، وبعد الحصول على تصريح من الحكومة الفيدرالية، يجب أن تساعد لقاحات فيروس كورونا في تخفيف حدة الوباء، لكن الخبراء يعتقدون أنه لن يستمر حتى الربيع قبل أن يتمكن كثير من الأميركيين من الحصول عليها.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأسبوع المقبل في تاريخ 10 ديسمبر، وهي لجنة من الخبراء المستقلين تراجع بيانات شركة فايزر وتقدم توصيتها النهائية في توزيع اللقاح، وربما تستمر مراجعة توزيع اللقاحات مدة 4 أيام، بين 11 و14 ديسمبر، وفي يوم 15 ديسمبر سيتم تسليم الجرعات الأولى من لقاح فيروس كورونا من شركة فايزر، وفقاً للخطوط العريضة.
بعد ذلك، من المقرر أن تنظر اللجنة في طلبات توزيع لقاح موديرنا في يوم 17 ديسمبر، وتأخذ مدة المراجعة 4 أيام من 18 إلى 21 ديسمبر، وبحسب الوثيقة فإن أول شحنات لقاح موديرنا من المتوقع أن يتم تسليمها في 22 ديسمبر، ومن المتوقع إنتاج 22.5 مليون جرعة من لقاح فايزر و18 مليون جرعة من لقاح «موديرنا».