وطنا اليوم – نقضت محكمة التمييز، قراراً، لمحكمة أمن الدولة، يقضي بوضع أربعة متهمين خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية، بالأشغال المؤقتة ١٥ سنة، وأصدرت حكماً بوضعهم بالأشغال المؤقتة عشر سنوات.
ويتبين من قرار محكمة التمميز، تخفيض العقوبة خمس سنوات، إذ وجدت ‘التمييز’ أن محكمة أمن الدولة، إرتقت بالعقوبة المفروضة على المتهمين (المُمَيّزين) إلى حدها الأعلى، دون مراعاة أن ما اتفق عليه المتهمون في القضية، لم يُفضِ إلى أية نتيجة، وبقي في طور الأعمال التحضيرية، والمعاقب عليها في قانون منع الإرهاب وقانون العقوبات.
وأن العقوبة المفروضة على المتهمين، فيها مغالاة، في ضوء وقائع الدعوى وظروفها، وكون محكمة التمييز، بصفتها محكمة موضوع بالنسبة لمحكمة أمن الدولة، فهي صاحبة صلاحية في تقدير مقدار العقوبة الملائمة.
المتهمون الأربعة، تم تجريمهم في محكمة أمن الدولة، بتهمة المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، وحصلت ‘الرأي’ على قرار محكمة التمميز، الذي ورد فيه قرار النقض، من وكيل أحد المتهمين، المحامي موسى العبدللات.
وتتلخص الواقعة الثابتة في القضية، وفق ما توصلت إليه محكمة أمن الدولة، أن المتهم الأول من المؤيدين لتنظيم داعش الإرهابي، ومن المتابعين لأخباره واصداراته، وسبق أن تمت إحالته في ٢٠١٧، إلى محكمة الاحداث، بتهمة الترويج لأفكار جماعة إرهابية، وخلال مدة توقيفه، تعرف على المتهمين الثاني والرابع، وهما مؤيدان أيضاً لتنظم داعش الإرهابي، وكانا موقوفان عن تهمة الترويج لأفكار جماعة إرهابية.
وبعد إخلاء سبيل المتهم الاول، أواخر الشهر الثالث لعام ٢٠١٨، أنشأ حساب خاص له على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال ذلك الموقع، تواصل مع أحد المؤيدين لداعش، لم يكشف التحقيق عن هويته، والذي أخذ يتحدث مع المتهم الاول، حول الحاكمية، وتكفير العاملين بالأجهزة الامنية، الاردنية، وعندما أيقن أن المتهم الاول يحمل تلك الافكار، وأنه مؤيد لتنظيم داعش الإرهابي، أرسل أخبار وإصدارات داعش له، وبعدها طلب منه ان يتواصل معه عبر برنامج (التلغرام)، وبالفعل تواصل المتهم الاول معه عبر ذلك البرنامج، وعرّف ذلك الشخص نفسه على المتهم الاول، بأنه أحد عناصر تنظيم داعش، وأنه يستخدم اسم (أبابيل الخلافة).
وفي بداية الشهر السادس من عام ٢٠١٨، بعد عدة مراسلات بينهما، طلب من المتهم الاول تنفيذ عمليات إرهابية في الاردن، تستهدف الأجهزة الأمنية، والقوات المسلحة، ياعتبارهم كفرة، ويجوز قتلهم شرعاً، وأخبره ان يقوم بتلك العمليات نصرة لتنظيم داعش، وأبدى المتهم الاول موافقته على ذلك، عندها، أرسل أبابيل الخلافة، فيديوهات وروابط إلكترونية للمتهم الاول، تتضمن، كيفية صناعة المتفجرات، والأحزمة الناسفة، وطلب منه أن يطّلع عليها، ويتعلم خطواتها، من أجل إتقان عملية التصنيع، لإستخدامها في تنفيذ الأعمال العسكرية، وبعدها، عاين المتهم الاول مركز امن البتراوي في مدينة الزرقاء، من أجل إستهدافه، وأخبر المدعو أبابيل الخلافة بذلك، إلا أن الأخير، طلب منه أن يقوم بدايةً بتشكيل خلية من عدة أشخاص،يعرفهم ويثق بهم، من أجل تنفيذ تلك العمليات الإرهابية.
عندها، توجه المتهم الاول إلى منزل المتهم الثاني، في مدينة مأدبا، وعرض عليه تنفيذ عمليات عسكرية في الاردن، نصرة لتظيم داعش، ولكون المتهم الثاني من مؤيدي داعش، فقد أبدى موافقته على ذلك، وأنه بدوره سيقوم بالعرض على أحد الاشخاص، والذي يعرفه من أنه مؤيد لتنظيم داعش، وسيشاركهما في هذه العمليات، وبايع المتهم الثاني زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، آنذاك، على السمع والطاعة، عندها أخبره المتهم الاول، بأن المدعو أبابيل الخلافة، زوده بفيديوهات وروابط حول كيفية صناعة المتفجرات، والاحزمة الناسفة، من اجل اتقان صناعتها، لاستخدامها في تلك العمليات، حيث طلب منه المتهم الثاني، أن يرسل له تلك الفيديوهات والروابط، حتى يطّلع عليها، من أجل أن يبدأ بإجراء تجارب لكيفية تصنيعها،
ثم تواصل المتهم الاول مع المتهم الرابع، الذي يعرف بأنه من مؤيدي داعش، وطلب منه أن يحضر الى منزله في الزرقاء، وطلب من المتهم الثاني أن يحضر أيضا في ذات الموعد، ثم إلتقى المتهم الثاني مع المتهم الثالث، والذي هو أحد مؤيدي داعش، وطلب منه مرافقته من أجل تعريفه على المتهم الاول في منزله.
وفي العاشر من حزيران لعام 2018، حضر المتهم الثاني الى منزل المتهم الاول، كما حضر المتهمان الثالث والرابع، وبعد اطلاعهم على فيديوهات صادرة عن داعش وذلك بواسطة هواتفهم النقالة، طرح المتهم الأول عليهم جميعاً، أمر تنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، في الأردن، باعتبارهم كفرة، ويجوز قتلهم شرعاُ، وأن هذه العمليات، سوف تكون نصرة لتنظيم داعش الارهابي، وأنهم سيستخدمون العبوات المتفجرة، والأحزمة الناسفة، التي سيصنعونها باتباع الخطوات التي أرسلها المدعو أبابيل الخلافة، وأنهم سوف يستخدمون الأحزمة الناسفة، في عمليات إنتحارية، ضد القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.
ووافق المتهمون الثاني والثالث والرابع، على تنفيذ تلك العمليات، نصرة لتنظيم داعش الإرهابي، واتفق أربعتهم، أنه في حال عدم مقدرتهم على تصنيع العبوات المتفجرة، والأحزمة الناسفة، بأن ينفذوا تلك العمليات بأسلوب الطعن، باستخدام أدوات حادة،
وقد اقترح المتهم الثالث بأن يتم استهداف مبنى مخابرات مأدبا، واحدى دوريات الأمن العام المتواجدة في منطقة المأمونية، في مدينة مأدبا، إذ وافق جميع المتهمون على ذلك، إلا أن المخابرات، كانت قد كشفت ما خطط له المتهمون الأربعة، وقبضت علىهم، الأمر الذي حال دون تنفيذ العمليات التي اتفقوا على تنفيذها.