ليست العمليات العسكرية.. خطر أقوى من السلاح يهدّد حياة آلاف المدنيين في أوكرانيا

7 يونيو 2022
FILE PHOTO: Emergency management specialists and volunteers remove the debris of a theatre building destroyed in the course of Ukraine-Russia conflict in the southern port city of Mariupol, Ukraine April 25, 2022. REUTERS/Alexander Ermochenko/File Photo

وطنا اليوم:بعد أسابيع من سيطرة القوات الروسية على مدينة ماريوبول الأوكرانية، تعاني المدينة من اختلاط المياه النظيفة بالصرف الصحي، فضلا عن انتشار الجثث في الشوارع، ما يجعل السكان عرضة للإصابة بعدة أمراض خطيرة.
وأعرب القادة المحليون الأوكرانيون في المنفى عن قلقهم بشأن نقص الإمدادات، وقال مساعد العمدة بالمدينة، بيترو أندريوشينكو، الاثنين، إن الجثث المتحللة وأكوام القمامة تلوث مصادر الشرب، ما يجعل السكان عرضة للإصابة بالكوليرا والدوسنتاريا وأمراض أخرى.
وفي تصريحات للتلفزيون الأوكراني، أوضح أن المسؤولين الروس الذين يديرون المدينة الآن فرضوا الحجر الصحي مؤخرا.
وفي تصريحات لـ”راديو سفبودا”، قال إنه “من الصعب نقل حقيقة ماريوبول فيما يتعلق بجثث الموتى”، مضيفا هناك جثة “في كل مكان”، “لأن المحتلين لا يستطيعون التعامل مع مثل هذا العدد من الجثث”.
فيما كتب مجلس مدينة ماريوبول على تطبيق “تليغرام”، أن “الجثث تتعفن تحت أنقاض مئات المباني الشاهقة، وهو ما يسمم الهواء حرفيا”.

وتوقع المجلس “سقوط آلاف القتلى المدنيين”، في حالة تفشي المرض، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من المعاناة لمدينة عانت بالفعل من “أكثر القصف وحشية في خلال الغزو الروسي”.
وقال المجلس إن القصف الروسي شبه المستمر، الذي سمح لموسكو بالسيطرة الكاملة على ماريوبول الشهر الماضي ، حول معظم المدينة إلى أنقاض ودمر البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، إلى جانب المرافق الطبية.
وفي إيجاز صحفي، الاثنين ، قال كبير أطباء الصحة الأوكرانية، إيهور كوزين، إن السلطات الوطنية بدأت في مراقبة “تفشي محتمل للكوليرا في جميع أنحاء البلاد” في الأول من يونيو، واصفا الوضع في ماريوبول بـ”السيئ للغاية”.
وقال: “لا يمكننا أن نكون متأكدين بنسبة 100 في المائة من تفشي للأمراض”، مستدركا أن “جميع متطلبات تفشي تلك الأمراض أصبحت موجودة بالفعل”.
على جانب آخر، يبدو أن كانت روسيا تستعد لاحتمال تفشي الكوليرا في مناطق محتلة، وفقا لـ”جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني”.
في أوائل شهر مايو، قال إن موسكو “تتخذ إجراءات وقائية إضافية في المناطق المتاخمة لأوكرانيا”، ووجهت روسيا المسؤولين المحليين لإعداد مختبرات لأبحاث الكوليرا ولضمان استعداد المرافق الطبية لتنفيذ “إجراءات مكافحة الوباء”.
في الشهر الماضي، قالت “منظمة الصحة العالمية” إنها “سترسل لقاحات الكوليرا إلى مدينة دنيبرو بوسط أوكرانيا، استعدادًا لتفشي محتمل للمرض”، وفي ذلك الوقت، سلطت المنظمة الضوء على الظروف الخطيرة في ماريوبول.
وحذرت مديرة الطوارئ الإقليمية في منظمة الصحة العالمية، دوريت نيتسان، من اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي، مشيرة إلى “خطر كبير للإصابة بأمراض منها الكوليرا”.
فيما حذر خبراء الصحة العامة من أن الطقس الدافئ والحرب الطويلة قد تعرض أوكرانيا بجنودها ومدنييها لأمراض معدية، ما قد يؤدي إلى اجبار السلطات على مواجهة تفشي المرض أثناء صد الغزو الروسي، وفقا لـ”واشنطن بوست”.
وتعد أكثر المناطق المعرضة للخطر هي المناطق المحتلة في البلاد، حيث “أدت نوبات القتال الطويلة إلى تدمير أنظمة الصرف الصحي”، حسب “واشنطن بوست”.
ووفقا لمجلة “نيوزويك”، فقد تضرر قطاع كبير من المدينة بسبب القتال، ما ترك بنيتها التحتية في حالة مروعة قد تكلف مليارات الدولارات لإصلاحها، ما يعقد الجهود المبذولة للتخفيف من تفشي الكوليرا.
وتقدر السلطات الأوكرانية أن حوالي 100 ألف شخص لا يزالون في المدينة، بعد أن قدر عدد سكان ماريوبول ب 400 ألف شخص قبل الغزو الروسي، حسبما نقلت “نيوزويك”.
وشهدت ماريوبول قتالا شرسا بين القوات الروسية والأوكرانيين، قبل أن تسقط في أيدي قوات موسكو، بعد حصار طويل.
وفي 20 مايو، قالت وزارة الدفاع الروسية إن آخر مجموعة من القوات الأوكرانية التي كانت متحصنة في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول استسلمت، وفقا لـ”رويترز”
وأبلغ وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، الرئيس فلاديمير بوتين بأن ماريوبول ومصنع الصلب “تحررا” بالكامل”.
وقبل ساعات من الإعلان الروسي، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي إن “الجيش الأوكراني أبلغ المدافعين عن آزوفستال بأن بإمكانهم الخروج وإنقاذ أرواحهم”، حسب “رويترز”.
وحسب صحيفة “ذا صن” البريطانية، فقد أدى سقوط ماريوبول إلى سيطرة روسيا على الساحل الجنوبي لأوكرانيا.
ومع احتدام المعركة في ماريوبول، ظهرت صور لمقابر مقابر جماعية في ضواحي المدينة، وسط مزاعم بارتكاب الروس جرائم حرب، وفقا للصحيفة البريطانية.
وفي وقت سابق، صرح عمدة ماريوبول، أن “القوات الروسية حفرت خنادق ضخمة بالقرب من مانشو ودفنت مئات القتلى من المدنيين”