وطنا اليوم:دفع غزو موسكو لكييف العديد من الأوكرانيين في جنوب وشرق البلاد والذين يتحدثون الروسية منذ ولادتهم إلى التخلي عنها والاكتفاء باللغة الأوكرانية، بحسب تقرير صحيفة “الغارديان”.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن عمليات التحول للغة الأوكرانية والاكتفاء بها في شرق البلاد تختمر منذ سنوات، وأصبحت أكثر وضوحًا في الأشهر الثلاثة الماضية.
وقال غملت زينكيفسكي، وهو يتحدث الروسية منذ نشأته في مدينة خاركيف مثل والديه، إن حرب موسكو على بلاده دفعته للانتقال بالكامل إلى اللغة الأوكرانية.
وأضاف زينكيفسكي، وهو فنان شوارع يبلغ من العمر 35 عامًا معروفًا على نطاق واسع بين سكان خاركيف: “لسوء الحظ، لقد نشأت وأنا أتحدث الروسية، لكن ليس من اللطيف أن أتحدث نفس لغة الجيش الذي يدمر مناطق بأكملها من بلدنا”.
وذكرت أولكساندرا بانتشينكو، مصممة داخلية تبلغ من العمر 22 عامًا، أنها منذ عام 2014 كانت تحاول جاهدة تحسين لغتها الأوكرانية، لكنها أقرت بأنها لا تزال تتحدث الروسية كثيرًا مع الأصدقاء.
ومع ذلك، فهي تسعى لأن تتحدث الأوكرانية بطلاقة عندما تنجب أطفال، لكي تعلمهم هذه اللغة. وقالت: “نشأت في أسرة ناطقة بالروسية، وسينشأ أطفالي في أسرة تتكلم اللغة الأوكرانية”.
ويتحدث الكثيرون في مدن شرق أوكرانيا باللغة الروسية، حيث كانت بلادهم جزء من الاتحاد السوفيتي قبل انهياره في مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وعندما احتلت روسيا جزيرة القرم في عام 2014، كان هناك بعض الأشخاص في مدينة خاركيف يتطلعون لانضمام مدينتهم للمدن المحتلة ويصبحون جزء من موسكو، ولكن هذا الشعور تضاءل بسبب وضع هذه المدن تحت حكم الكرملين، وانتهى تقريبا بعد الغزو الذي شنه الكرملين في 24 فبراير.
وقالت بانتشينكو إنه قبل الحرب كان 10% من سكان المدينة يؤيدون روسيا و30% مع أوكرانيا، و50% محايدين أو يشعرون أنهم أوكرانيين ولكن ليس بحماس شديد، لكن غزو موسكو جعلت هؤلاء الناس يشعرون بحماسة بهويتهم الأوكرانية.
كانت الاختلافات الجغرافية والثقافية داخل أوكرانيا أحد الأسباب التي جعلت بوتين وغيره من القادة الروس يحاولون الادعاء بأنها ليست دولة، لكن الغزو الدموي الأخير جمع الأوكرانيين تحت هوية مشتركة في مواجهة موسكو.
في الأيام الأولى من الحرب، أصدر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مرسوماً يحظر أنشطة عدد من الأحزاب الموالية لروسيا، واعتقل السياسي الموالي لموسكو، فيكتور ميدفيدشوك.
ويُنظر إلى ميدفيدتشوك على أنه رجل بوتين في كييف. لكن بعد الغرو انحاز رفاقه المقربين منه إلى أوكرانيا.
وقال يوري زاغورودني، عضو البرلمان، إنه اتخذ قرارًا في الأيام الأولى من الحرب بأن علاقته بميدفيدتشوك قد انتهت. وأضاف: “أوكرانيا هي وطني، وروسيا معتدية وبوتين هو المجرم الرئيسي في القرن الحادي والعشرين”.