صدور العدد الجديد من مجلة كل العرب الباريسية

1 ديسمبر 2020
صدور العدد الجديد من مجلة كل العرب الباريسية

وطنا اليوم – صدر في باريس العدد الحديد من مجلة كل العرب التي يصدرها الناشر المفكر العربي علي مرعبي، حيث تميز العدد بالعديد من المواد الصحفية الراقية، والتي جاءت لتعبر عن تطلعات القارىء العربي في البلاد العربية والمهجر.

إفتتاحية “كل العرب” في عددها الجديد – كانون الأول/ديسمبر 2020، بقلم ناشرها ورئيس تحريرها المفكر العربي علي المرعبي جاءت :

هل يمكن إنقاذ الوضع العربي؟!
دون أي شك، أن الوضع العربي يمر بمرحلة عصيبة وقاسية، يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأساسية النظام الرسمي العربي، الذي يتراجع بخطى سريعة ومؤسفة إلى منزلق خطير، لن يحمي لاحقاً أنظمتهم وكراسي حكمهم، ولعل الوقوع بين فكي الإبتزاز الدولي والإقليمي، والرضوخ للإملاءات الخارجية، سيؤدي بنظمهم، وسيتم إعادة تفتيت الدول العربية الحالية إلى دويلات مجهرية، طائفية ومذهبية وعرقية ومناطقية، تحت هيمنة الكيان الصهيوني، ودولتي الإقليم إيران وتركيا.
المنزلق الأول والأخطر، يتمثل بالخطوات التي قامت بها بعض الأنظمة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، تارة بحجة الخوف من دول إقليمية، وطوراً بذريعة رفع هذه الدولة من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذه مجرد أكاذيب للتغطية على الوقوع في فخ التطبيع المرفوض من شعبنا العربي.
ويمثل غياب الحد الأدنى من الحريات والديمقراطية في دولنا العربية، جانبا آخرا خطيرا من مآزق الأمة العربية، فقد تم تغيب إرادة الشعب في ممارسة خياره الوطني والقومي والسياسي، وما رأيناه في ثورتي تشرين الأول/أكتوبر في كلا من العراق ولبنان، يعطي الصورة الواضحة عن الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة والمأجورة، وعلى تغولها بدماء المتظاهرين الشباب والبطش بهم، بسلاح ميليشيات مأجورة لإيران.
يترافق ذلك، بالفوضى الخلاقة التي تعاني منها دولاً عربية عدة، خاصة في سوريا واليمن وليبيا. في سوريا قام النظام المجرم بمساعدة إيران ومرتزقتها وروسيا، بممارسات وحشية ترقى إلى جرائم الحرب وإنتهاكات حقوق الإنسان. بينما يقوم الحوثيين في اليمن بذات الدور الوحشي ضد الشعب اليمني تنفيذاً للمخطط التوسعي الايراني داخل الوطن العربي. بينما يتواطئ كثر لتحويل ليبيا إلى دولة فاشلة، وتقسيمها ميدانياً، والسيطرة على ثرواتها النفطية، تمهيداً لاحقاً إلى تقسيمها في اطار فيدرالي أو كونفدرالي.
إزاء كل هذه الصورة المأساوية الحقيقية، لا نجد الدور المفترض للقوى والأحزاب العربية والوطنية، وأن عدم قيامها بذلك ـ رغم صعوبة ظروف بعضها ـ لا يعفيها من المسؤولية، وعلى هذه القوى أن تعيد النظر بكل ذلك، والإتفاق فيما بينهما على القواسم المشتركة لتشكيل تحالف شعبي عربي فاعل وحقيقي، لا يقتصر دوره على مؤتمرات موسمية وبيانات المناسبات.
 ومن الضروري إعادة تفعيل العمل النقابي والطلابي العربي، وأن تخرج هذه النقابات والإتحادات من الروتين الإداري الذي تقوقعت داخله، وهذا يلزمه قيادات شابة مثقفة وواعية وجسورة..
هذه الخطوة الأولى نحو إنقاذ الوضع العربي قبل فوات الآوان.
علي المرعبي