جمهور الرياضة العاطفي

9 مايو 2022
جمهور الرياضة العاطفي

الدكتور عدنان الطوباسي

عشقت الرياضة منذ نعومة أظافري، وعندما اشتد بي العود دخلت عالمها المثير للجدل من بوابة الاعلام الرياضي، فكنت محرراً في بدايات العمر في مجلة عالم الرياضة التي كان يرأسها أستاذي المرحوم سليم حمدان، ومشرفها العام أستاذي محمد جميل عبد القادر، ثم انضممت إلى جريدة صوت الشعب في قسمها الرياضي وكنت مندوباً لمجلة الرياضي الكويتية في الأردن، ومجلة ماتش اللبنانية، وعملت مع أستاذي المرحوم نظمي السعيد في مجلس اتحاد الاعلام الرياضي لثلاث دورات، ورافقت المنتخب الوطني الأردني لكرة القدم إلى بلاد كثيرة منها موسكو، البحرين، التترستان، الإمارات العربية المتحدة، لبنان، مصر، قطر، وبانكوك وغيرها…
وكنت أعيش أجواء المباريات في أجواء البرودة القارصة، ولهيب الصيف، ومتعة الربيع وأجواء رمضان الكريم لسنوات طوال .. طوال .. وكان جمهور الرياضة فاكهة المباريات وشغبها الجميل، خاصة عندما يرى فريقه يهتز، أو يهزه بعض الحكام بقصد أو بدون قصد .. فالجمهور لا يرضى إلا بالفوز، ويغضب كثيراً وقليلاً لكل الكرات التي لا تهز الشباك، ويخرج عن طوره مهما كانت ثقافته ويصبح يزمجر ويكتب ويكيل التهم لأنه يرغب الفوز لفريقه حتى لو كان فريقه تائهاً وحيران ..
جمهورنا الرياضي عاطفي جداً .. جداً .. وأنا هنا اتمنى عليه أن يكون عقلانياً تغلفه العاطفة .. وأن يشجع بأدب وضمير حي وأن لا يخرج عن طور الالتزام والمحبة، وأن لا يظلم اللاعبين والحكام، أو يعنفهم فلكل مباراة ظروف وأجواء .. وعلى الاتحاد وأسرة الحكام أن يضبطوا المسيرة، بكل عدالة، ونزاهة وحزم وقوة، وحيادية ومحبة وضمير من أجل غد رياضتنا الأردنية ومستقبلها المشرق أن شاء الله.