أزمة في أوقاف القدس الأردنية : ماذا لو اقتحمت جماعات الهيكل المسجد الأقصى

12 أبريل 2022
أزمة في أوقاف القدس الأردنية : ماذا لو اقتحمت جماعات الهيكل المسجد الأقصى

وطنا اليوم:أعلن الناشط الفلسطيني عبد الله معروف عن ما وصفه بتطور خطير جدا حيث اعلنت منظمات يهودية متطرفة عن مكافأة مالية لمن يتمكن من ادخال قربان عيد الفصح يوم الجمعة المقبل الى الحرم القدسي والمسجد الاقصى واعتبر الناشط الالكتروني الاردني الذي نقل هذه المعلومات محمد تيم بأن هذا التطوّر خطير جدا لافتا أنظار وزارة الاوقاف الاردنية ومطالبا بتحديد موقفها.
قرار وزير الاوقاف تم إعلانه عبر المنصات الالكترونية الرسمية والقاضي بأن الاعتكاف في العشر الاواخر من رمضان والانطباع هنا ان وزارة الاوقاف التي تدير المسجد الاقصى واوقاف القدس لا ترغب بالصدام مع المستوطنين اليهود أو تسعي لما يسميه بعض مشايخ الموقف الرسمي بتجنب أو العمل على حقن الدماء.
عبر تويتر صدرت تغريدات بالجملة تطالب الاوقاف الاردنية بالتراجع عن قرارها لكن يبدو ان قرار الاوقاف لم يكن دينيا او فنيا بقدر ما هو سياسي بامتياز.
وتتصاعد وتيرة التهديدات والتهديدات المتبادلة بين فصائل المقاومة وإسرائيل، مما يطرح سيناريو المواجهة من جديد، في ضوء دعوات “جماعات الهيكل” المتطرفة لبدء الاستعدادات لـ “الاقتحام الكبير” للمسجد الأقصى يوم الجمعة الخامس عشر من رمضان، والذي يصادف في الشريعة التوراتية ذروة عيد الفصح.
وإذا نفذت جماعات الهيكل الأمر بالفعل، فستكون تلك المرة الأولى التي يذبح فيها القرابين في ساحات المسجد الأقصى كجزء من طقوس إلزامية لبدء إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وهو ما استنفر فصائل المقاومة لمنع تلك السابقة في تاريخ الصراع.

خطوط حمراء
أمام هذا الحدث المرتقب، تتجهز الفصائل والشارع الفلسطيني لمحاولة منع مثل هذا الحدث الاستفزازي، إذ قال مصدر في الفصائل الفلسطينية في تصريح إعلامي، إن مخطط المستوطنين لذبح القرابين في المسجد الأقصى يعد تجاوزاً للخطوط الحمراء، لأنها تمثل استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين، وبمثابة لعب في النار.
فيما لمَّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة بخيار المواجهة العسكرية، قائلا: “نحن مقبلون على معركة في شهر رمضان، وعلى العدو أن يفهم أن غزة ليست منفصلة عن الضفة الغربية أو القدس، ولا يمكن له أي يستفرد بأي منطقة دون أن يكون هنالك رد، كما اعتبر أن المقاومة لا يمكن لها أن تغض النظر عما يجري في القدس”.

هل تتحمل إسرائيل التكلفة؟
الخبير العسكري يوسف الشرقاوي قال إن تدحرج الأوضاع إلى نقطة المواجهة يقف عند أمرين؛ الأول قدرة الحكومة الإسرائيلية على تحمل تكلفة المواجهة مع الفلسطينيين في أكثر من جبهة خلال وقت واحد، فما حدث في العام الماضي من اشتعال الجبهات في الضفة وغزة والقدس والداخل لا يزال يمثل كابوساً للحكومة الإسرائيلية، لذلك هم يحاولون تحييد أكبر قدر ممكن من الجبهات، خشية من سيناريو حرب مايو/أيار 2021.
وأضاف أن الأمر الثاني الذي سيحدد شكل وحجم المواجهة، هو دخول غزة في هذه الحرب من عدمها؛ لأن بقاء التوتر محصوراً في القدس وجنين، يمكن احتواؤه بالنسبة للجيش وفقاً للقراءات العسكرية، ولكن سقوط الصواريخ من غزة وبكثافة على مدن المركز في تل أبيب والقدس، يعني انهيار مفهوم الردع بالنسبة لإسرائيل.