دولة الرئيس بوادِ ،،، والواقع بوادٍ آخر

11 أبريل 2022
دولة الرئيس بوادِ ،،، والواقع بوادٍ آخر

غازي ابو جنيب الفايز

عندما تخلو الساحة السياسية من الساسه، يبرز البعض لتصدر المشهد بالدفاع عن السلطة بعلم او غير علم. وهذا الدفاع بالاغلب يكون منحاز لمصلحة من يدافع لاسباب شخصية بحته.
فالندوات التي يستضاف فيها رئيس مجلس الاعيان للحديث عن الشؤون العامة للدولة تأخذ حيزاً من النقد يوجه للحكومات وكذلك للمواطنين، بحوار يتحدث به دولة الرئيس بمواضيع بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش، وعما يطرحه المتحاورين وكانهم بحوار كحوار الطرشان، حوار لا تطرح خلاله الحلول بل يصب في زاوية الاتهام والتشكيك للآخر واحتكار الولاء، فتجد دولته يلجأ احيانا كثيرة لاقحام اسم جلالة الملك اعتقاداً منه ان ذلك يعزز ثقة الناس به، ناسياً ان الملك ليس بحاجة لأحد كي يجمل صورته كون الاردنيين يؤمنون بأنه صمام الأمان،،،

وهنا اقول ان كان الهدف من عقد الندوات مراقبة اداء الحكومة وعلاج تخبطها في إدارة شؤون الدولة، فالمكان الدستوري لذلك هو مجلس الأمة الذي يرأسه دولته.

والمتابع لحديث الرئيس المحترم يجد تخبط مابعده تخبط بكلامه وتناقض معتمد على الكيل بمكيالين، كقوله في سياق حديثه خلال الندوة الأخيرة، ” ان لا دوله بالعالم تمتلك كامل السيادة “، وهنا لا ادري ماذا قصد في هذا القول، والى ماذا يلمح، وهل نعتبر ان هذا الكلام هو اعتراف اننا لا نملك السيادة الكامله على ارضنا.
ثم ان الرئيس يتحدث وكانه خارج دائرة القرار حيث يقول “الدولة القوية هي التي تمتلك اعلام قوي ” عن اي اعلام يتحدث دولته وهل قصد اعلام الدولة الذي لم يعد احد يتابعه، او يتحدث عن الاعلاميين المستقلين والاعلام الحر الذي لم يعد حرا، بسبب سياسات الدولة التي هو جزء رئيسي منها.

أعتقد أن دولة الرئيس بطيبة قلب يجانب الصواب في طرح غير مقنع،،،وعليه انصحه بالابتعاد عن تصدر المشهد للدفاع عن السلطة، حيث ان المدافع عنها خسران، والمواطن الأردني ذكي، يميز الغث من السمين، ولا يلتفت لهكذا حديث لا يسمن ولا يغني من جوع…