عرب المقاومة وعربان المساومة !

5 أبريل 2022
عرب المقاومة وعربان المساومة !

بقلم بسام الياسين

السيف مفردة مقدسة عند العربي،لما له من مراميز ودلالات.فهو معيار رجولته،مقياس شجاعته،سلم صعوده الى قمة البطولة او انحداره لهاوية النذالة. لذا اصبح هويته،درعه الواقي في صحراء تعج بالضواري. يذوذ به عن نفسه وعرضه،ويدفع الاذى عن اهل بيته. رسولنا الكريم ذاته،مَجَدَّ السيف و كرّم حامله :ـ ” لا فتي الا عليُ ولا سيف الا ذو الفقار “.عليُ ابن عمه والسيف هديته،يوم كُسر سيفه  في معركة احد. به فتح ” خيبر” وكر الأشرار وجندل رؤوس ورشة الشياطين .ولما طهرها من رجس اليهود، كان قرار رسول الله :ـ لا يجتمع في جزيرة العرب  دينان،ولا يطأ ارضها يهودي بعد الان.

بعد خمسة عشر قرناً،صار السيف انتيكة عند العربان.يعلق للزينة و يستدعى في الرقصات او يُلوح به في المسلسلات الرخيصة.انتهى زمانه في زمن المساومة على الاقصى،بينما المطبعون باتوا يحجون للنقب ويقرأون الفاتحة على قبر بن غوريون،وهو القائل ذات نبوءة :ـ ” نجاح اسرائيل لا يعتمد على ذكائنا،بقدر ما يعتمد على جهل وغباء الطرف الآخر” ثم استشهد بما جاء في التلمود :ـ ” الشعب الذي لا يُهلك غيره،يهلك نفسه”. ابو عبيدة الجراح ـ امين الامة ـ المسترخي على ضفاف الضفة،غطى وجهه خجلاً،عندما شاهد وفود الاعاريب، تتبارك بمثوى المستهزيء بالعرب .

 عربان اليوم ليسوا ماضويين متعلقين بدينهم،تراثهم تاريخهم. ولا هم مستقبليون ،يركبون قطار العلم والمعرفة بل ذيليون بعد ان خرجوا خارج التاريخ والجخرافيا،كقطاريعمل على الفحم خرج من الخدمة،واصبح بلا محطة ولا سكة. عربان بلا حول ولا قوة.لا يستقوون الا على بعضهم بعضا.متناسين ان الوردة ارق مخلوفات الله،تدافع عن نفسها بالشوكة،والنحلة،تذوذ عن حماها باللسعة،اما اعاريبنا تمذهبوا بفلسفة النعامة و آثروا الذلة والمهانة.

من بين الحطام وتحت الانقاض.خرج فتية، آمنوا بالله،واستهانوا بالحياة. رجال لم تزلزلهم الزلازل،ولم تفت في عضدهم النوازل،شعارهم :ـ ” نحن في الدنيا ولسنا منها “. انقياء، لا يبغون علواً في الارض، انما وجه الله يريدون .ديدنهم الحرص على الشهادة.لإيمانهم ان اسرائيل الى زوال والمقاومة هي الخيار.

الفارس ضياء حمارشة،بطل فلسطيني،وثاب غير هياب،جسارته مشهودة،لعلمه اليقيني ان الفارق بين الموت والحياة،ومضة حب وخفقة قلب.ففلسطين، تسري في شرايينه،تحتل اوسع حجرات قلبه، فيما معادلة النصر او الجنة تستحوذ على تفكيره.فكانت الشهادة تاجه،وقطرات دمه، سُلَمه الى الله،وهو يرتقي على دمه، قطرة قطرة الى سدرة المنتهى ليتبوأ مكانه ومكانته في اعلى عليين .

ضياء حمارشة وصحبه،قلبوا الموازيين ،صححوا المسار.صاروا المثل والمثال. بهم وحدهم تنتصر الامة، وعلى اياديهم، تزهر رايات النصر.فتية تساموا على جاذبية المادة وتجاوزوا شهوة الغنيمة،فاصبحوا اهل حظوة وخطوة حيث بلغوا مرتبة الصديقين.لم تكسرهم إنكسارات العرب ولم تخذلهم خذلان الاعاريب لفلسطين،،لمعرفتهم دواوينهم المخبوءة وطبخاتهم الملغومة. وعندما غسلوا ايديهم منهم،امتشقوا سيوفهم / بنادقهم.لإحياء اسطورة ـ المقاومة الاسطورة.

   أَانكر المنكرون ام صمت الخائفون،المقاومة الفلسطينية،جمل المحامل،صخرة الصد والرد على غطرسة الصهاينة. بها تنتصر الامة وتسترد الكرامة.ما دون ذلك ثرثرة فارغة،طبخ حصى لاضاعة الوقت. تبقى غصة في القلب، أن الاعلام، الصحافة،كُتاب الاعمدة،بخلوا على اهل الشهادة بقليل من الإضاءة،بينما تُفرد الفضائيات مساحات واسعة، لبرامج طبخ مُكلفة،بينما الاكثرية ـ تقف على باب الله ـ، تتنظر طرود الخير،فطرة رمضان، زكاة اهل الثروة،” إن اخرجوا حق الله ـ.