الواقعية وعقلية الكاتب

2 مارس 2022
الواقعية وعقلية الكاتب

بقلم : إسلام عزام 

نحن الكتاب نزن الأمور بحسابات مختلفة، كلّ من يمسك القلم يفكر بعقلية تسمى (خارج الصندوق) فكاتب العدل يعتمد على الأدلة القطعية، أما نحن نلجأ إلى الأحاسيس المرهفة، نلصقها ببعض الكلمات والموسيقى فتصبح موجعة، نعشق النهايات، نتكيّف مع الفراق، كأنه يأخذ شيئًا من روحنا، الأغلب يظن أن العاشق يعجز عن إظهار الحب، لكننا نعجز عند كتابة مخلفات الحب….
كلّ كاتب تصاحبه حكاية ما…، ربما هو الضحية أو الظالم أو المنتشي أو صاحب الحانة أو القدح!، نحن بارعون جدًا بسرد القصص والوصف، ليتنا لا نخجل من أنفسنا حين نصفها ونسرد القليل من كسورنا، من يفهمنا بطريقة صرفية هو القارئ المتشبع من الحروف، ييقن أن كلّ حرف يحمل غصة معينة.
على أرجح الأحوال الشعراء يهجون الأنظمة العربية كلما تصرخ فلسطين، نحن لا نكره الوطن بل نقرف من الأنظمة الفاسدة…، لا نحترم “الساسا” الذين يختبئون تحت شراع القومية العربية، جيل بعد جيل ويولد الشعراء معهم، حين يقرؤون كتب التاريخ وخاصة حربيّ النكبة والنكسة يهزمون مرة أخرى.
ذلّ الهزيمة قاسٍ على أصحاب الحروف، في نهاية الأمر لا تلم كاتبًا، فهو يمثل كلّ شيء ويعجز أن يمثل ذاته.