إنهم متحضرون وأوروبيون .. أزمة أوكرانيا تكشف جوانب مظلمة للعنصرية الغربية

28 فبراير 2022
إنهم متحضرون وأوروبيون .. أزمة أوكرانيا تكشف جوانب مظلمة للعنصرية الغربية

وطنا اليوم:أثارت تعليقات مراسلين أجانب وسياسيين أوروبيين حول أوكرانيا، جدلاً واسعاً بسبب ما تضمنته من تعليقات “عنصرية” و”مسيئة”.
فقد اضطر مراسل شبكة CBS الأمريكية، شارلي داجاتا، إلى تقديم اعتذار بعدما أثاره تعليقه من غضب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال المراسل إنه لا يمكن مقارنة غزو أوكرانيا بالحرب في العراق أو أفغانستان، لأن حرب أوكرانيا “أكثر تحضراً وشعبها شعب أوروبي”.
وأوضح أن “أوكرانيا متحضرة نسبياً، وأوروبية، فهي مدينة لا تتوقع فيها حدوث الحرب أو تأمل ألا يحدث ذلك”.
ثم اعتذر لاحقاً داجاتا وقال “لقد تحدثت بطريقة آسف لها، أعتذر”، لافتاً أن ما كان يقصده هو أن أوكرانيا لم تشهد صراعاً بهذا الحجم خلال السنوات الأخيرة، عكس دول أخرى تعاني من حروب مستمرة.
لم يكن داجاتا وحده، فقد قال رئيس وزراء بلغاريا كيريل بيتكوف، في تصريح متلفز “اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، لذلك سنرحب بهم، هؤلاء أوروبيون أذكياء ومتعلمون”.
وتابع: “ولا يملكون ماضياً غامضاً، كأن يكونوا إرهابيين”.
فيما تضمنت برامج لقناة BFM الفرنسية اليمينية، خطاباً شبيهاً منذ بداية الغزو الروسي، شمل أوصافاً مثل: “فنحن لا نتحدث عن سوريين يهربون من قصف نظامهم المدعوم من بوتين، بل نتحدث عن أوروبيين يقودون سيارات كسياراتنا”.
اعتذرت شبكة الجزيرة الإعلامية عن تصريح وصف بالعنصري لمذيع بريطاني في قناتها الإنكليزية خلال تغطية الحرب الروسية الأوكرانية.
ويأتي التعليق في سياق انتقادات واسعة طالت الإعلام الغربي لما احتوته من مقارنات عنصرية اعتبرت مقيتة تقارن بين الأوكرانيين واللاجئين من دول الشرق الأوسط.
وقالت الشبكة في منشور لها إن مذيع قناة الجزيرة الانكليزية أجرى مقارنات غير عادلة بين الأوكرانيين الفارين من الحرب في بلادهم، واللاجئين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وشددت الجزيرة في تغريدة نشرت على صفحة تابعة لها في موقع “تويتر”، أن تعليقات المذيع كانت غير حساسة وغير مسؤولة. واعتذرت شبكة الجزيرة لجمهورها في جميع أنحاء العالم، وأعلنت أنها ستتعامل مع السقطة التي وقع فيها المذيع.
ونشر مغردون ونشطاء عينة من تعليقات اعتبرت عنصرية وكانت محل استهجان واسع.
وذهب آخرون إلى اعتبارها انعكاس لعقدة التفوق للرجل الأبيض تجاه الآخر القادم من دول عدة.
في حين اعتبرت بعض الأقلام أن تلك التصريحات يجب أن تظل في سياق هفوات وأخطاء شخصية ولا يجب أن تعمم.
وانتقدت الصحفية والناشطة الإعلامية الفرنسية من أصول جزائرية وداد كفتي، ما بث من تعليقات اعتبرت عنصرية واستهجنتها.