ا.د. حسن عبدالله الدعجه
في القضايا السياسية الدولية لا يمكن الحسم بوجود حرب بين دولتين عظميين لكن ما يتم على أرض الواقع هو حرب بالوكالة كان تقوم روسيا بتأسيس دولة شرق أوكرانيا وتعترف بها ثم تدعمها لكي تحارب غرب أوكرانيًا
و بطبيعة الحال التي تكون مدعومة من حلف الشمال الاطلسي وأمريكا ولضمان الأمن والاستقرار الدولي النووي يتم الاتفاق على حماية المفاعل النووية الموجود في أوكرانيا من قبل روسيا من جانب و حلف الشمال الاطلسي في اوكرانيا الغربية هذا يعتبر السيناريو الأول اما السيناريو الثاني فهو احتلال أجزاء من أراضي أوكرانيا مباشرة من روسيا ومن ثم فرض العقوبات على روسيا من قبل الغرب. والدول الشرقية بما فيها الصين اوجدت تعاملات بنكية بالعملة الوطنية بعيدا عن الدولار ونظام سويفت المالي الغربي
وهذا بداية النهاية للسيطرة الغربية على سلاسل التدفق المالي العالمي
هذا السيناريو أن حصل هو من مصلحة روسيا التي تريد أن تثبت بالتجربة لدول أوروبا الشرقية أن النيتو لا يمكن الاعتماد عليه و ستحصل مراجعات و مظاهرات في كل أوروبا الشرقية والغربية والعالم تطالب بتجنب الحرب .
طبعا هذا السيناريو السوداوي و لا أعتقد أن النيتو سيلجأ إليه بل ستستمر المعركة إعلامية إلى حين انتهاء الانتخابات النصفية الأمريكية أو قربها على الأقل ليظهر الحزب الديموقراطي أنه يحقق إنجازات
والسيناريو الثالث هو أن تفتعل الولايات المتحدة الحرب بعمل بعض التفجيرات في اوكرانيا ومن ثم الإدعاء بأن روسيا هي من بدات الحرب حينما تقوم بذلك وتبدأ الحرب وتكون محدودة ضمن نطاق محدد بشرق أوكرانيا المناطق المطلة على البحر الأسود وتقسيمها إلى دولتين ويرجح هذا السيناريو هو نقل السفارة الامريكية أعمالها من كييف الى لفيف اقصى غرب اوكرانيا
ودلك لضمان عدم اعتماد اوروبا على النفط والغاز الروسي وامريكا التي استدعت امير قطر وعقدت معه الصفقات لتزويد اوروبا بالغاز عبر تركيا لأن استمرار التقارب الالماني الروسي في مجال الغاز و وصول كميات ضخمة و رخيصة من الغاز الروسي إلى ألمانيا المنتعضة من السياسات الأمريكية يعطي المانيا قدر كبير من الاستقلالية عن الولايات المتحدة و مع اتفاق روسيا و الصين مؤخرا بالتبادل البيني في أسعار الطاقة باليورو الذي تقوده المانيا فهذا بداية مسار سيؤدي إلى اسويفت اوروبي منفصل عن الدولار و تحالف الماني روسي صيني يخرج أمريكا من اللعبة الدولية .
واخيرا سيناريو استمرار الوضع الراهن السيناريو الارجح هو استمرار التجاذب الإعلامي ثم التوصل إلى اتفاق يظهر امريكا و كأنها ردعت روسيا عن الغزو الذي اخترعته امريكا لانها امريكا التي حددت ساعة الصفر بالحرب وليس روسيا و إظهار الهزيمة و الإنسحاب على شكل نصر كما كانت تفعل الأنظمة في دول اخرى مثل افغانستان
بهذه الأحداث جميعهم تقوم بإعادة أمريكا إلى الوجه العالمية كقائد للعالم الغربي الحر مقابل الدكتاتورية الشرقية ، وحاجة اوروبا لها لان اوربا بعهد ترامب افقدت الثقة بامريكيا
لكن النتيجة المستفادة من ذلك كله تراجع دور امريكا والاعتراف الامريكي بتعدد الاقطاب ومن ثم اعادة تقاسم مناطق النفوذ في العالم
هذه السيناريوهات المحتملة للوضع القائم لان الحروب بين الدول النووية تكون محسوبة بدقة شديدة حتى لا تفلت زمام الامور والانتقال الى الحروب النووية التي تعد انتحار متبادل
وهذا بطبيعة الحال مستبعد جد.
