وطنا اليوم:قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، إن الهيئة تدرس استخدام المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة بتحلية المياه.
وأضاف طوقان، أن المملكة تعاني من أزمة المياه؛ لذا تستخدم المفاعلات، التي تعيش لمدة 60 سنة، كمصادر رئيسية للطاقة في محطات التحلية المياه.
ونوه إلى توفر البنية التحتية للهيئة في هذا الإطار مع توفر عديد مواقع في العقبة، مؤكدا جاهزية الهيئة لاستخدام المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة في ملف تحلية المياه.
وأشار إلى أن الهيئة تفكر، مع التطور السريع في تصاميم المفاعلات النووية، بالتوجه نحو المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة بدلا من المحطات النووية الكبيرة التي تعتبر باهظة الثمن.
وأضاف أن تلك المفاعلات بدأ استخدامها في العديد من الدول المتقدمة ومنها الصين لتوليد الكهرباء مع التأكيد على وجود أنظمة سلامة عامة كاملة ودورات الوقود فيها لا يمكن أن يحدث فيها انصهار مع التبريد الذاتي.
وبين، أن المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة مناسبة للأردن كون حجمها صغير إلى جانب أن كلفة الاستثمار الرأسمالي يبلغ (400-500) مليون دولار، بالإضافة إلى فترة البناء لا تتخطى (3-4) سنوات.
وبين أن المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب جرى إدخاله في الخدمة بعام 2016 لتستلمه الطواقم الأردنية كافة في عام 2017 مع الإشارة إلى أن المفاعل بدأ في مراحل انتاج نظائر مشعة في عام 2018، معربا عن فخره واعتزازه أن جميع العاملين بالمفاعل من الأردنيين.
أوضح أن المفاعل يركز، ذو القدرة 5 ميجاوات، على استخدامات متعددة وأهمها الطبية، حيث وسائل الطب الحديث في علاج السرطان تعتمد على التقنيات النووية، قائلا “نظير اليود المشع 131 يستخدم في علاج سرطان الغدد الدرقية، ونظير الهيليوم 166 يستخدم في علاج سرطان الكبد”.
ولفت إلى أن المفاعل يزود المستشفيات الأردنية كافة بنظير اليود المشع 131 مع الاستغناء عن استيراده من الخارج، مضيفا أن عمر النظير النصفي يبلغ 8 أيام؛ “إذ بالسابق حينما كان يستورد من الخارج يكون 30 بالمئة من نشاطه الاشعاعي قد انخفض عند وصوله المملكة، ولكن الآن نستطيع توريد النظير خلال أقل من ساعة إلى عديد مراكز الطب النووي وبالذات في مستشفيات الوسط والشمال”.
وأضاف، أن الهيئة تغطي حاجة مستشفيات الأردن بنسبة 100 بالمئة من نظير اليود المشع 131 مع التأكيد على إمكانية انتاج 4 إضعاف لاستهلاك الأردن منه.
ونوه إلى أن الهيئة وقعت اتفاقية مع وزارة الصحة العراقية لتصدير نظير اليود المشع 131 إلى العراق، بالإضافة إلى التفاوض مع الجانب السوري والسعودي لمدهما النظير.
وقال إن الهيئة تتوسع في المفاعل البحثي بإنتاج سلسلة من نظائر الطبي المشعة، حيث أصبح المفاعل منصة متطورة جدا لتدريب وتطوير القوى البشرية على مستوى المنطقة العربية وليس على مستوى المملكة فقط، منوها إلى أن الهيئة تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإدراج المفاعل ضمن “التقنيات النووية المتطورة”.
وأشار إلى أنه يوجد في الهيئة بالتعاون مع الوكالة الدولية 15 متدربا من الدول العربية كلبنان وسوريا والعراق واليمن والكويت والمملكة العربية السعودية؛ وذلك للتدريب ضمن دورة للتعامل مع المخاطر المشعة والوقاية الاشعاعية تبلغ مدتها 6 أشهر التي ستنتهي في نيسان المقبل، مؤكدا أن المفاعل يعتبر منصة للتدريب نووية المتطور والمتقدم على مستوى المنطقة.
وبين، أن المفاعل يعمل على 5 ميجاوات لكن تصميمه وأنظمة التبريد يسمح برفعه إلى 10 ميجاوات مع التأكيد أن تلك رؤية الهيئة في الأعوام القليلة المقبلة.
وللمفاعل النووي استخدامات صناعية، بحسب طوقان، الذي نستطيع من خلاله أن نشع سبيكة السيلكون عالي النقاء لإنتاج الشرائح المتطورة المستخدمة في الاتصالات والحواسيب والهواتف