وطنا اليوم:حجم التجارة بين الصين وروسيا نمى في العام 2021 بنسبة 35% ليبلغ 146 مليار دولار حسب البيانات الصينية ومن المتوقع ان يبلغ 200 مليار دولار خلال العامين القادمين بعد 15 اتفاق جديد من المتوقع ان يتم عقدها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينغبنغ تصب في المصالح الاستراتيجية والجيوسياسية بين البلدين.
ذات الاسباب تدعم روسيا وهي اكبر مصدر للطاقة في العالم والصين وهي اكبر مستورد للنفط والغاز في العالم لاقامة تحالفا للطاقة يحقق المنفعة المتبادلة، الصين تشتري حوالي 43٪ من الغاز من الخارج، بما في ذلك 89 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال و46 مليار متر مكعب من الغاز المنقول بالأنابيب، وذلك حسب بيانات الجمارك الصينية .
تصدير الغاز الروسي الى الصين ينمو بعد مد انبوب بور اوف سيبريا 1، في العام 2014 بالتزامن العقوبات الغربية على روسيا، بدأ هذا الانبوب بتزويد الصين ب 10 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في العام 2019 وسيصل الى 38 مليار متر مكعب في 2025، عدا عن 6 مليار متر تم تصديرها الى الصين حالياً من الغاز المسال الروسي.
اليوم من المتوقع ان يتم الاعلان عن انبوب بور اوف سيبيريا2 ،الذي سيمد الصين ب 50 مليار متر مكعب اضافية من الغاز الطبيعي على أن يبدأ تشغيل خط الأنابيب في 2027-2028.
مما يوفر خيارا استراتيجيا اضافياً لروسيا لتأمين بيع الغاز في مواجهة اي عقوبات غربية، خاصة وان بور اوف سيبيريا 2 من المتوقع ان يرتبط بشبكة الغاز الروسية ذاتها التي تصدر الغاز الى اوروبا وهذا كان يثير اعتراض الصين واوروبا، الا ان هذا الاتفاق يؤمن للصين مصدر طاقة انظف و منخفض الثمن ويدعم خطتها للوصول الى صفر انبعاثات كربونية في العام 2060، و يساعدها في تقليص انبعاثاتها الكربونية والتخلص التدريجي من اعتمادها على الفحم مرتفع الانبعاثات الذي يدخل في 70% من الكهرباء المولدة في الصين التي من المتوقع ان ينمو فيها الطلب على الغاز الطبيعي ليصل الى 526 مليار متر مكعب في 2030 ليساوي استهلاك اوروبا الحالي باكملها.
وبذلك تعزز الصين من امن التزود في الطاقة لديها بينما تفقد اوروبا جزء من امن الطاقة بتعثر المصادقة على انبوب نورد ستريم 2 و في انتظار الاسواء من رد الفعل الروسي المتوقع في تقليص او ايقاف امداد اوروبا التي تعتمد بنسبة 38% على الغاز الروسي، وذلك لمواجهة عقوبات جديدة يتم التلويح بها على روسيا، بينما لا تلبي محطات الغاز المسال في اوروبا سوا 40% من حاجتها من الغاز، مع خيارات محدودة ، منها قدرة قطر وكبار المصدرين للغاز على تزويد اوروبا ب 15 الى 25 % من حجم اعتمادها على الغاز الروسي، عبر القدرة الاحتياطية وتحويل بعض ارساليات الغاز المسال من اسيا الى اوروبا، كما حدث في العام 2011 بعد حادثة فوكوشيما وتم تحول شحنات الغاز من اوروبا لليابان، الا ان الحالة الاوروبية الان مختلفة في حجم الحاجة والتأثير والتوفيت، و سيكون مكلفا للغاية على اوروبا من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، وربما تكون أكبر ازمة قائمة على الطاقة منذ سبعينيات القرن الماضي، وليس امام اوروبا على المدى الطويل الا السعي الى اعادة ترتيب اوراقها واستراتيجية الطاقة لديها وتدعيمها بالمحطات الكهرونووية والطاقة المتجددة ، وتعزيز خطوط الربط الكهربائي مع الشرق الاوسط .
*عامر الشوبكي / باحث اقتصادي متخصص في شؤون النفط والطاقة