وطنا اليوم ـ كشف مدير دفاع مدني وسط عمان العقيد محمد خريسات، عن تسجيل 132 مخالفه تجاوزت الإشارة حمراء أمس وخلال 24 ساعة فقط، الأمر الذي اعتبره خطيرا ويعد أهم أسباب وقوع حوادث السير المروعة والقاتلة.
كما كشف العقيد خريسات عن أن عدد الحوادث المختلفة التي وقعت منذ بداية هذا العام بلغت نحو 57.5 ألف نتج عنها 975 وفاة و46 ألف إصابة، اذ اذ تشير مصادر أن النسبة الاكبر لتلك الوفيات نتج عن حوادث السير.
بدورهم دعا خبراء إلى ضرورة مضاعفة العمل على تكثيف الجهود التوعوية التي من شأنها تعزيز ثقافة القيادة الآمنة على الطرقات، واحترام قواعد السير، جنبا الى جنب مع تشديد العقوبات على المخالفات الخطرة التي يرتكبها بعض السائقين.
وانتقد عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة الدكتور حسين محادين، ما أسماه “السلوك الاجتماعي الظاهري في الشوارع” الذي يرى انه يتسبب بارتفاع معدلات الحوادث في الأردن.
وقال محادين إن ذلك “يعود إلى ثقافة المغالبة المتجذرة، لا ثقافة النظام العام أو التسامح، كما أن عقلية الفوز على الآخر بغض النظر عن الطريقة أو الخطورة ما زالت تسيطر على سلوكيات أفراد المجتمع الأردني، انطلاقًا من الأسرة وليس انتهاءً في الشارع العام”.
اما المحامي المختص بقضايا حوادث السير مالك محمد ابو رمان، فيرى أن ارقام حوادث السير تستدعي النظر فيها وإعطاءها أهمية كبرى للحد من نزف الدماء، فضلا عن تداعياتها المادية والنفسية، مؤكدا اهمية تكثيف الندوات التي تعنى بالتوعية المرورية والتغذية المرورية والثقافة المرورية للطلاب، اضافة الى تنظيم محاضرات وندوات لإعطاء المعلومة الصحيحة للمواطن عن خطورة الحوادث وكيفية الحد من هذه الآفة.
ودعا ابو رمان الى تكاتف جهود الأمن العام بجميع إداراته مع الدوائر الحكومية الأخرى ذات العلاقة بالعملية المرورية، مثل وزارة الأشغال العامة والبلديات وأمانة عمان الكبرى.
ووفق مصدر امني فان مديرية الامن العام لا تدخر جهدا من خلال خططها واستراتيجياتها للحد من حوادث السير، بالاضافة للدور التثقيفي والتوعي، غير أن المشكلة تكمن في المستهترين بأرواحهم وأرواح الآخرين، ممن لا يلتزمون بالقوانين والتعليمات المتعلقة بقيادة المركبات.
يشار الى ان التقرير السنوي للحوادث المرورية في الأردن للعام الماضي، كشف عن أن الرجال أكثر ارتكابا لحوادث السير من النساء بـ6 أضعاف. وبين التقرير الذي نشرته مديرية الأمن العام، أن الحوادث المرورية تسببت بـ461 وفاة العام الماضي، مقابل 643 وفاة في سابقه، بانخفاض نسبته 28.3 %.
وكشف عن وقوع حادث مروري تنتج عنه خسائر بشرية كل ساعة تقريبا، وكذلك حادث دهس كل 3 ساعات، في وقت يصاب فيه شخص كل41 دقيقة، فيما يتسبب الحادث المروري بوفاة واحدة كل 19 ساعة.
وأشار إلى من أسباب كثرة للحوادث، وارتفاع مؤشر الوفاة فيها، ندرة وجود ممرات لقطع الطرق أو جسور مشاة كافية، واحتلال بعض أرصفة الشوارع، والاعتداءات المستمرة على هذه الأرصفة.