مصاروة تقدم ورقة عمل حول التعليم في الاردن…” الواقع والمستقبل”

6 نوفمبر 2021
مصاروة تقدم ورقة عمل حول التعليم في الاردن…” الواقع والمستقبل”

وطنا اليوم -. قدمت الخبيرة التربوية الدكتورة خالدة مصاروة خلال موتمر عقدته الجامعة الهاشمية في فندق لاند مارك حول التعليم في الاردن ، قال فيه الدكتورة مصاروة :

حيث تفكر الدراسة فيما سيكون عليه شكل التعليم في المستقبل، وذلك بإنعام النظر في السياق الراهن والواقع الحالي؛ فالواقع مليء بالتحديات رغم دخولنا في الثورة الصناعية الرابعة وعلى وشك الخروج منها إلى الثورة الصناعية الخامسة دون وجود تغيير ملحوظ في مخرجات التعليم.

وقالت مصاروة برزت  هذه المشاكل بشكل واضح أثناء وباء كورونا حيث تحوّل التعليم من وجاهي إلى تعليم عن بعد حيث ظهر ظهر تعليم الاقتصاد المعرفي في تسعينات القرن الماضي،  وابتدأ الخوض به وأجريت أبحاث ودراسات كثيرة قدمت إلى الجامعات ولكن هذه الدراسات بقيت في الجانب النظري، وعلى أرض الواقع لم يطبق شيء في الأردن حيث كانت ثورة التكنولوجيا في أوجها مقابل دول أخرى مثال  ماليزيا التي عمل محمد مهاتير على إرساء البنية التحتية للتكنولوجيا عندما كان وزيرًا للتعليم، وقد كانت ماليزيا من الدول الناجحة في التعليم عن بعد، بالإضافة إلى تعظيم المسؤولية المجتمعية والتي استفاد المجتمع من شركات الاتصالات في إيصال الإنترنت إلى كل منطقة وإلى كل طالب في ماليزيا بينما عجزت بلد مثل فرنسا في ذلك.

واضافة مصاروة في ورقتها: كما يظهر ذلك في مثال آخر حيث قطعت الامارات العربية شوطا كبيرا ومهما على طريق التحول إلى أنظمة التعليم المستقبلية بتقنياتها وحلولها الذكية وهي الأقرب بإمكاناتها وقدراتها لتقديم نموذج تعليم رفيع المستوى يتناسب مع تحديات المستقبل، واعتمادها للتعليم الهجين ضمن خطة الخمسين سنة القادمة تفتح المجال أمام الطالب والمعلم لاستخدام أدوات ومنصات تعليمية خارجية لإثراء العملية التعليمية .

واقع التعليم

كل السنين الماضية ولا يزال التعليم التلقيني هو النمط السائد  في التعليم حيث يحفظ المتعلم المعلومة وبعد الامتحان يعمل Dletete  لها دون اكتساب أي مهارة؛ لذلك نجد شُح في اكتساب المهارات لمخرجات النظام التعليمي، إذ الأصل أن تتحول المعلومة إلى برنامج تطبيق عملي حيث يكتسب الطالب المهارة والاتجاه والقيم .

  • المهارات التقنية ضعيفة عند معظم المعلمين والمعلمات .   
  • لا يُعد التعليم أولوية لدينا علما بأننا نملك رساميل بشرية شبابية هائلة ليست متواجدة في معظم الدول الكبيرة .
  • لم تعد تعتبر قضية التعليم القضية الأولى للدولة والمجتمع، وأن يكون عملية سياسية واجتماعية تفاعلية يشارك بها الجميع، لا أن تكون مجرد خدمة تقدمها الحكومة والقطاع الخاص . 
  • الأصل أن متلقي الخدمة عليه أن يشارك في وضع الرؤى ورسم السياسات .
  • لا زلنا نتغنى في الماضي التعليمي. لا ننكر أننا قطعنا شوطاً كبيراً في الماضي وذلك ضمن شروط وظروف ومعطيات الماضي ولكن التغير هو الثابت الوحيد، والآن كل الشروط والظروف والمعطيات والمهن قد تغيرت لذا أصبح من الضروري توفر رؤى وسياسات مناسبة للوضع الراهن.
  • المعطيات حسب ما توصف به مخرجاتنا التربوية خطيرة جداً وذلك يثبته تقرير البنك الدولي عن نسب الطلاب الذين لا يستطيعون الكتابة والقراءة ويفقدون مهارات الحساب .
  • لاتزال المدارس مستأجرة والصفوف مكتظة والنقص كبير في المعلمين، والمجتمع ينتقد باستمرار ويطالب بحق التعليم لا بل بحق التعليم الجيد والوزارة تعاني من شح الموازانات المالية المقررة .

كل ذلك يحتاج إلى وقفة شجاعة وإعلان صريح، واصلاح شامل متكامل أو الأصح أن تكون هناك ثورة حتى تصطلح الحال .

التعليم المستقبلي يتطلب 

  • بنية تحتية للتكنولوجيا
  • امتلاك كل طالب وسائل التكنولوجيا
  • تزويد خدمة الإنترنت 
  • مسؤولية مجتمعية عالية 
  • اتقان مهارات التكنولوجيا
  • اتقان التعلم البحثي في المدارس يقود إلى التعلم الذاتي المستمر
  • الحوار، التحفيز، البحث عن الإبداع، تنمية الابتكار
  • تدريب المعلمين وتأهيلهم 
  • تدريب أولياء الأمور على التدريس
  • تعليم مهارات التفكير الناقد ومهارات التعلم الذاتي

قد يحمل المستقبل أيضا تطورات وتحولات كثيرة أبرزها قدرة الطلبة على اكتساب قدرات إدراكية مؤقتة ومحددة بفضل مايسمى بالميكروبات الاصطناعية التي تتيح لأي شخص فهم وتحدث لغة أجنبية بطلاقة وبشكل مؤقت. وقد يعدل قانون التربية لإيجاز الحصول على شهادة مدرسية عبر الإنترنت من خارج الدولة، والعمل على مساواة سمات خريجي التعليم الخاص والحكومي.

  • إجازة التعلم الحر بالدولة.
  • الاستعانة بالروبوتات ليكونوا مساعدين للمعلمين بالصفوف الافتراضية والواقعية .
  • تصميم غرف صفية افتراضية.
  • تعيين معلمين رقميين.
  • توظيف مهارات القرن 21.
  • تعميق الشراكات مع المنظمات العالمية مثال ناسا.

كما ستشهد الـ20 سنة القادمة انخفاضاً كبيراً في عدد الفصول الدراسية التقليدية من خلال اختفاء أبنية المؤسسات التعليمية، وسيحتوي الدماغ على وصلة مباشرة مع موقع ويكيبيديا، وسيكون المحتوى التعليمي ذا علاقة بما حولنا، وسيصبح التعليم متمحوراً أكثر حول الفلسفة، وفهمنا لمشاعرنا، لأن حفظ المعلومات سيصبح غير ضروري.

     إن النظام التعليمي المستقبلي سيأخذ شكلاً افتراضياً مثل الألعاب الإلكترونية من حيث نظام المكافآت، حيث ستساهم الحداثة في استمرارية التعليم الهجين بشكل أكثر تطوراً إذ سيكون لكل طالب صفحة رقمية تمثل هذه الصفحة عالمه الافتراضي الخاص وتكون مرتبطة بتحصيله العلمي؛ فكلما زاد التحصيل العلمي يأخذ الطالب مزيداً من المكافآت والنقاط والكوينز كما هو الحال في بعض الألعاب مثل «الفورت نايت»، وهذه النقاط تزيد من إمكاناته وقدراته وحتى أمواله في عالمه الخاص، وهذا يجعل الكثير من الطلبة يفكرون بالعلم ليس كرهاً أو إرضاء لأهلهم وإنما لذاتهم ومستقبلهم.

إن استعمال الطالب الوسائل التكنولوجية الأكثر تفرداً ونوعية مثل استخدام نظارات الواقع الافتراضي التي تسافر عبر الزمن لدراسة العلوم المختلفة مثل الجغرافيا والتاريخ والحضارات الإنسانية وغيرها من العلوم، ومن المرجح تطبيق أسلوب المحاكاة بين الطالب والكمبيوتر أو الروبوت باستخدام برامج عصرية وذلك من أجل زيادة الدافعية في التدريب والحفظ، بينما في التعليم المباشر سوف يعتمد الطلاب على أسلوب البحث العلمي وصناعة المشاريع ويصبح المعلم مرشداً لا ملقناً، وسيكون الطالب معلماً لذاته.

إن المعلّم كان ومازال جزءاً لا يتجزّأ من العمليّة التّعليميّة وهو حجر أساس فيها ولا ينفصل عنها مهما اختلف نمط وشكل التّعليم في وقتنا الرّاهن ولكن نستطيع القول أنّ المعلم لم يعد المصدر الوحيد لكل ما يحتاجه الطّلبة، وإنّما قد تنوعّت المصادر الّتي توفّر المعرفة الّتي يحتاجها طلّابنا في ظلّ المتغيرات الّتي تطرأ بشكل مستمرّ على شكل ونمط التّعليم وخاصّة في عصر الثّورة المعرفيّة والتّقدم الحاصل في مجال الاتصالات والمعلومات والشبكة العنكبوتيّة.

 إن معلّم المستقبل يجب أن يتسم بروح الشّغف لما يقوم به وأن يكون منفتحاً، متجدداً ومواكباً لكل ما هو حديث، وملمّاً بكافّة التّقنيات الحديثة، طرق وأساليب جديدة، كما عليه البحث بشكل مستمرّ عن مواقع وتطبيقات تنمّي روح البحث والاستكشاف لدى الطّلّاب وتساهم في تطوير مهاراتهم، وعليه أن يقوم بتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين لدى طلبته وتشجيعهم على التّحليل، والتّفكير النّاقد، والتّفكير خارج الصّندوق والإبداع والابتكار وغيرها من المهارات الّتي تعززّ عندهم التّعلم الذّاتي، روح التّعاون والقيادة ليكونوا أعضاء فاعلين في هذا المجتمع، ممّا يساهم في بناء مجتمع متطوّر ومزدهر.

شكل مستقبل التعليم

هنا سنستعرض  تسعة أشياء ستشكل مستقبل التعليم بالنسبة للطلبة:

  • تنوع الوقت والمكان:

سيجد الطلاب الكثير من الفرص للتعلم في أوقات مختلفة، وأماكن متعددة.

سيتعلم الطلبة بفضل أدوات تعليم تتكيف مع قدراتهم

3- حرية الاختيار

سيكون بمقدور الطلبة تغيير عمليات تعلمهم وفقا للأدوات التي يشعرون أنها ضرورية بالنسبة لهم، كما سيتعلم الطلبة بأجهزة مختلفة، وبرامج مختلفة.

4- تعلم المشاريع

بما أن المهن تتكيف مع مستقبل اقتصاد العمل الحر؛ فطلبة اليوم سيتكيفون مع التعلم القائم على المشاريع؛ فالطلبة يجب أن يكون لديهم إلمام كاف بالتعلم القائم على المشاريع منذ المرحلة الثانوية. 

 5-خبرة ميدانية:

التكنولوجيا بإمكانها المساعدة في تعزيز الكفاءة في بعض المجالات، مما سيفسح للمنهاج الدراسي المجال للمهارات التي تتطلب المعرفة الإنسانية والتفاعل وجها لوجه، وبالتالي فالخبرة “الميدانية”  سيتم تأكيدها داخل المقررات، وستعمل المدارس على توفير المزيد من الفرص للطلبة لاكتساب مهارات العالم الحقيقي والتي ستؤهلهم لوظائفهم. وهذا يعني أن المناهج ستخلق مساحة أكبر للطلبة لينخرطوا في التدريب الميداني، وقيادة المشاريع، والمشاريع التعاونية.

6- تفسير البيانات

أجهزة الكمبيوتر ستقوم بكل التحليلات الإحصائية، وستعمل على وصف وتحليل البيانات والتنبؤ بالتوجهات المستقبلية؛ ولذلك فإن تفسير الإنسان لهذه البيانات سيصبح الجزء الأكثر أهمية فيما يتعلق بالمناهج الدراسية المستقبلية. 

7- الاختبارات ستتغير

المنصات التعليمة المفتوحة ستُقيِّم قدرات الطلبة عند كل خطوة حيث أن قياس كفاءاتهم من خلال الأسئلة والإجابات ستصبح غير هادفة أو لن تفي بالغرض، وهناك نقاشات عديدة حول الاختبارات المصممة حالياً، فالطلبة يملؤون دفاترهم اليوم وينسون ما فيها في اليوم التالي، كما يشعرالمربون بالقلق من أن الاختبارات لا تقيس بفعالية كفايات الطلبة فيما يتعلق بالتحاقهم بوظيفتهم الأولى، كما يمكن قياس المعرفة الحقيقية للطلبة أثناء عملية التعلم (تطبيق المعرفة بدل الحفظ والاستظهار).

8- مركزية الطالب

سوف يصبح الطلاب مشاركين أكثر و أكثر في تشكيل مناهجهم الدراسية.

9-الإرشاد والتوجيه سيصبح أكثر أهمية:

في العشرين سنة القادمة الطلبة سيكونون أكثر استقلالية في عملية تعلمهم، وسيصبح التوجيه والإرشاد أساسياً لنجاح الطلبة.