لاجئون سوريون في الأردن يرفدون دخلهم بموسم الزيتون

5 نوفمبر 2021
لاجئون سوريون في الأردن يرفدون دخلهم بموسم الزيتون

وطنا اليوم:تستحوذ أسر سورية على أعمال قطف ثمار الزيتون في محافظة اربد، بعد تخلي أصحابها عن قطفها، بتضمينها لهذه الأسر، والحصول منهم على “ثلث” الإنتاج أو أجرة يومية قدرها 10 دنانير عن كل” شوال” سعة حوالي 60 كلغم.
وتخلت أسر أردنية وأصحاب بساتين زيتون عن أعمال قطف ثمار بساتينهم، لأسباب منها عدم توفر أيد عاملة في عائلاتهم بعد وفاة كبار السن، الذين كانوا يجمعون أفراد الأسر بشكل جماعي لقطف ثمار الزيتون من بساتينهم، بالإضافة لانشغال عدد من افراد تلك الاسر في أعمالهم خارج قطاع الزراعة.
يشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين في محافظة اربد يصل الى نحو 250 ألفا، يقطنون في مناطق متعددة من المحافظة.
وقال اللاجئ محمد الزعبي، انه يضطر سنويا للعمل في قطاف الزيتون في منطقة بني كنانة، في مسعى منه لمواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، بعد توقف وانخفاض المساعدات التي كان يتلقاها من المفوضية.
وأشار إلى انه يقوم وهو وأفراد أسرته المكونة من 5 أفراد، بأعمال قطف ثمار الزيتون، في بساتين يتضمنها او يستأجرها، وفق الاتفاق مع مالكي البساتين، مؤكدا أن موسم الزيتون يوفر مصدر دخل له ولأسرته، تكفيه لشهور.
وقال رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية الدكتور احمد جبر الشريدة، إن معظم بساتين الزيتون في المحافظة، يجري تضمينها الى أسر سورية، مقابل الحصول على نسبة معينة من الإنتاج، فيما آخرون يشغلون عمالة سورية مقابل أجرة يومية.
وأشار إلى انه سابقا كان يجمع أفراد أسرته أيام العطل لقطف ثمار الزيتون جماعيا، لكن في هذه الأيام، فإن غالبية أصحاب بساتين الزيتون يلجأون إلى تضمين البساتين أو جلب العمالة للقيام بهذه المهمة، مؤكدا أن تقلص الأسر الممتدة، أسهم بشكل كبير في تخلي المزارعين عن قطف ثمار الزيتون منذ سنوات.
ولفت إلى أن تذبذب أسعار صفيحة زيت الزيتون سعة 16 كلغم في السنوات الماضية، تسبب بدفع المزارعين الى تضمين زيتونهم، لعدم جدوى قطفه في ظل ارتفاع الكلف الإنتاجية لزراعة الزيتون، من حراثة أراض وتقليم أشجار ورشها بالمبيدات.
وأكد الشريدة، أن تكلفة صفيحة الزيت على المزارع تقدر بنحو 60 دينارا، باحتساب أجور العمالة والمعصرة والحراثة والمبيدات والنقل وغيرها، ما جعل زراعة الزيتون غير مجدية اقتصاديا للمزارعين، اذ يقوم مزارعون بالتحول إلى زراعات أخرى أكثر جدوى اقتصاديا من زراعة الزيتون.
وقال إن التغيير المناخي الذي شهده الأردن في السنوات الماضية، وانخفاض معدلات تساقط الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة قبل بدء موسم قطف الزيتون، من الاسباب التي دفعت مزارعين للتخلي عن قطف ثمارهم، لوجود “غبار” كثيف على الأشجار، وهو ما يمكن أن يحدث حساسية لدى بعضهم.
ولفت إلى أن هناك أشجار زيتون خلال المواسم السابقة لم تقطف لعدم توافر عمالة، بالإضافة إلى أن مزارعين اضطروا لتضمين مزارعهم برغم خسائرهم، اذ تضمن بواقع الثلث لصاحب المزرعة والثلثين لمن يقطفها.
ويشكل موسم قطف الزيتون لمئات الأسر الأردنية والسورية، بتحقيق مصدر دخل لعملهم في بساتين الزيتون، فيما يبيع آخرون ثمار الزيتون في السوق المحلي لتحويله إلى مخلل “رصيع”.
وأكد صاحب بستان زيتون في لواء بني كنانة علي عبيدات، انه يضمن سنويا بستانه الذي يضم أكثر من 100 شجرة زيتون الى أسرة سورية تقطن البلدة، مؤكدا عدم توافر عمالة محلية للعمل في قطف الزيتون، بالإضافة إلى أن الأسرة السورية، كبيرة العدد، ما يسهم بسرعة انجازهم للقطاف.
وأشار إلى انه كان سابقا يجمع أفراد أسرته يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، للمعاونة في قطف ثمار بستانه، لكن حاليا، فإن غالبية أفراد أسرته غادروا المنزل وسكنوا خارج البلدة، ومنهم من حصل على وظيفة، وبعضهم تزوج، فيما يحتاج قطاف ثمار الزيتون إلى عدد كبير من الأفراد لتسريع الانجاز.
وأكد سعيد ملكاوي انه سنويا يضطر للذهاب إلى احد مخيمات اللجوء، والتقدم بطلب إجازة لأسر سورية لتشغليهم في قطاف ثمار الزيتون، بخاصة وان مزرعته كبيرة، تضم أكثر من 500 شجرة زيتون، وبحاجة إلى عدد كبير من العمالة.
وأشار إلى انه يتكفل بتلك الأسر، ببناء خيم لها في المزرعة، وتأمين احتياجاتها من مأكل ومشرب لحين الانتهاء من اعمال القطف، لافتا إلى انه يتقاضى على كل شوال سعة 60 كلغم 10 دنانير، مؤكدا أن هناك عزوفا من العمالة المحلية في العمل بقطف الزيتون.
وقال رئيس شعبة التسويق بمديرية زراعة محافظة إربد عمر العودات، إن موسم الزيتون يوفر مئات فرص العمل للأيدي العاملة من مختلف الجنسيات، ابتداء من عملية قطف ثمار الزيتون مرورا بالنقل وانتهاء بعصرها في المعاصر.
وتوقعت مديرية زراعة محافظة اربد، إنتاج 15 ألف طن زيت زيتون للموسم الحالي و80 ألف طن من ثمار الزيتون، منها 8 اطنان للكبيس.
يشار إلى أن المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في محافظة اربد تقدر بـ275 ألف دونم وتتركز معظمها في ألوية بني كنانة والقصبة والكورة