كرة الندم
( مع الاعتذار الى عشاقها)
شعر ابو عربي /ابراهيم أبو قديري
حي الرياضةَ وافرش الميدانا
واهتفْ بقلبِكَ باسماً جذلانا
عفواً إذا قلمي نبا عنوانُهُ
كم بيننا من ضيّع العنوانا
إن الرياضةَ بلسمٌ لنفوسِنا
تَذكي الفؤادَ وتصقلُ الأبدانا
لكنّ حجمَ الأمرِ أو اسلوبَهُ
ترك المواطنَ ذاهلاً حيرانا
هل هكذا طعمُ الرياضةِ علقمٌ
أم أنها قد صُممت لِسوانا؟
أحبِبْ فريقَك وابتهجْ لنجاحِهِ
فالحبُّ كم قد هذّبَ الإنسانا
شتّان بين الحبِّ والكُرْهِ الذي
يُعمي البصيرةَ يشعلُ النيرانا
صفّقْ لخصمِكَ إن أجاد فإنها
لفضيلةٌ أن تُنصفَ الأقرانا
لا تكرهنَّ الآخرينَ لأنهم
فازوا وبتَّ بفوزِهمْ خسرانا
كرةُ الهواءِ بها القلوبُ تعلقتْ
صار الشقيقُ بشرعِها عُدوانا
كيف استطاعتْ والحذاءُ دليلُها
أن تأسِرَ العقلاءَ والشبّانا؟!
شعبيةٌ جداً وهذا سرُّها
جمهورُها قد عانقَ الشيطانا !
دولٌ على وقعِ الرياضةِ جيّشتْ
بل أوشكتْ أن تُطلقَ النيرانا
يا عاشقَ الكرة ِالتي هي متعةٌ
فَتَنَ الأداءُ بسحرِها الإنسانا
جمهورُك الشعبيُّ كيفَ أجزْتَهُ
والقدسُ تندبُ أخَتَها بغدانا ؟!
واليومَ تحشدُ لاعباَ ومشجعاً
كي تدحرَ الأحبابَ والجيرانا!
هل غضبةٌ للحقِ بات يدوسُهُ
من أنكروا الأعرافَ والأديانا
جندْ شبابَك للبناءِ بأمةٍ
فالجوعُ ينهشُ مِنهمُ الأبدانا
بطرٌ وإسرافٌ وهدرُ مواردٍ
والذلُّ ينخرُ عُمقَنا ألوانا
كرةٌ إذا صُدّتْ وإن هيَ هدّفتْ
رقصَ الفؤادُ لعزفِها نَشوانا
دوّتْ لها كلُّ الحناجرِ إن غزتْ
مرمى(العدوِ) وصدّها مرمانا!
بُشراكَ يا أقصى فإنّ فريقَنا
دكَّ العدوَّ وزلزلَ الأركانا
سنفكُّ (بالأهدافِ) أسرَك فانتظرْ
صبراً جميلاً دائماً أقصانا!
روحُ الرياضةِ ألُفةٌ ومودةٌ
ليستْ سلاحا يَزرعُ الأضغانا
كم فتنةٍ هوجاءَ كان فتيلُها
حدثاً سخيفاً فرّقَ الإخوانا
زرعت ْبذوراً في النفوسِ بغيضةً
كي نحصدَ الويلاتِ والأحزانا
كلُّ الكراتِ على امتدادِ زماننِا
ما ألبستْ من أهلِنا عريانا
والهمُّ مزقنا: مريضاً جاهلاً
أو معدَما ومشرّداً جوعانا
أهلٌ وأحبابٌ وشعبٌ واحدٌ
فلمَ الخصومةُ أيُّنا أقوانا؟
هلْ أولويةُ أمتي كرةُ القدم؟
لم نحصِ بعدُ على المدى قتلانا!
في القدسِ في بغدادَ في الأهرامِ في
قلبِ الجزائرِ في ذُرا لبنانا
وهناكَ في اليمنِ السعيدِ برأسِها
فِتنٌ أطلّتْ تبعثُ الأحزانا
وكذا هي الخرطومُ تشكو جُرحَها
فالشرُّ فعلا مزّقَ السودانا
في الشامِ أو في ليبيا أو تونسٍ
أو في الجزيرةِ لا يُطيقُ أمانا
من مشرقِ الوطنِ الكبيرِ لغربِهِ
ما عاد يستثني زماناً أو مكانا
كم شامتٍ نادى بأعلى صوتهِ
هل من مزيدٍ؟ حسبُنا وكفانا
كُفّوا عن البغضاءِ والفتنِ التي
قد مزّقـتْناأمةً وكِيانا
يا أمةَ الأمجادِ حارسةَ الهُدى
ذاتَ الرسالةِ والعُلا أزمانا
كم مَرةٍ فاجأتِ كلَّ مُكابرٍ
شأن الجوادِ وإنْ كبا أحيانا
أو كالشهيدِ لجهلِهمْ يتوهمون
ممَاتًهُ وهو الذي أحيانا
يا أيها الوطنُ الذي تاريخُه
وهجُ اللظى لكنّه ما هانا
عُذْراً خطايانا بحقِّكَ جمّةٌ
رُحماكَ نرجو العفوَ والغفرانا