من هي شبكة حقاني؟… ولماذا تثي الرعب في أفغانستان؟

21 أغسطس 2021
من هي شبكة حقاني؟… ولماذا تثي الرعب في أفغانستان؟

وطنا اليوم –  يجتمع عدد من كبار قادة طالبان في كابول، السبت، لمناقشة تشكيل حكومة أفغانية جديدة، من بينهم ممثل لشبكة حقاني، أكثر الفصائل المتشددة إثارة للرعب في أفغانستان.

 

ينسب إلى شبكة حقاني بعض أعنف الهجمات في السنوات الأخيرة، أودت بمدنيين ومسؤولين حكوميين وقوات أجنبية.

 

من هي شبكة حقاني؟

أسس الشبكة جلال الدين حقاني الذي حارب الغزو السوفياتي لبلاده في ثمانينيات القرن الماضي. آنذاك كانت تعتبره وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) شخصية مهمة فيما كانت الولايات المتحدة وباكستان تقومان بمد المجاهدين بالأسلحة والأموال.

 

خلال ذلك النزاع وعقب الانسحاب السوفياتي، أقام جلال الدين حقاني علاقات وثيقة مع جهاديين عرب من بينهم أسامة بن لادن.

 

تحالف في ما بعد مع طالبان التي سيطرت على أفغانستان في 1996 وشغل منصب وزير في نظام طالبان حتى الإطاحة بالحركة في الغزو الأميركي في 2001.

 

أعلنت طالبان وفاة جلال الدين حقاني بعد صراع طويل مع المرض في 2018، وتولى نجله سراج الدين قيادة الشبكة.

 

مقاتلو حقاني معروفون باستقلاليتهم ومهاراتهم القتالية وصفقاتهم المربحة، مع بقائهم ضمن حركة طالبان.

 

معقلهم في شرق أفغانستان مع قواعد مفترضة على طول الحدود في شمال غرب باكستان. عُرفت الشبكة بشكل أكبر ضمن قيادة طالبان في السنوات القليلة الماضية، وتم تعيين سراج الدين حقاني نائبا لزعيم الحركة في 2015.

 

الشقيق الأصغر لسراج الدين، أنس الذي أمضى عقوبة سجن وحكمت عليه الحكومة الأفغانية السابقة بالإعدام، أجرى محادثات مع الرئيس السابق حامد كرزاي ونائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله منذ سقوط كابول نهاية الأسبوع الماضي.

 

لماذا تثير الشبكة الرعب؟

تُتهم شبكة حقاني بالوقوف وراء عدد من الهجمات الدامية والمروعة في أفغانستان في العقدين الماضيين.

 

أدرجتها الولايات المتحدة على قوائم الإرهاب كما تفرض الأمم المتحدة عليها عقوبات.

 

تُعرف المجموعة بأنها غالبا ما تلجأ الى عمليات انتحارية من بينها تفخيخ عربات وشاحنات يقودها انتحاريون. وأثبتت الشبكة قدرتها على تنفيذ هجمات معقدة أوقعت أعدادا كبيرة من القتلى ضد أهداف مهمة من بينها منشآت عسكرية وسفارات.

 

في أكتوبر 2013 اعترضت القوات الأفغانية شاحنة لشبكة حقاني في شرق أفغانستان كانت تحوي نحو 28 طنا من المتفجرات، بحسب المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب.

 

تُتهم الشبكة بتنفيذ عمليات اغتيال، من بينها محاولة اغتيال الرئيس آنذاك حامد كرزاي في 2008، وخطف مسؤولين ورعايا أجانب مقابل فدية، وصفقات تبادل سجناء.

 

ويُشتبه بإقامتها علاقات مع المؤسسة العسكرية الباكستانية، وكان الأدميرال الأميركي مايك مولن قد اعتبرها “الذراع الحقيقية” لأجهزة استخبارات إسلام آباد في 2011. لكن باكستان تنفي تلك التهم.

 

تشكل الشبكة جزءا كبيرا من الصفوف المقاتلة في حركة طالبان وتُعتبر “القوات الأكثر جهوزية للقتال” بحسب تقرير لمراقبي الأمم المتحدة في يونيو.

 

ووصف المراقبون الشبكة أيضا بأنها “الرابط الرئيسي” بين طالبان والقاعدة.

 

ما دورها في نظام طالبان الجديد؟

برز دور مهم للشبكة في المشروع السياسي لطالبان، علما أن اثنين من قادة الشبكة موجودان في كابل لمحادثات حول تشكيل الحكومة المقبلة.

 

وتعيين سراج الدين حقاني نائبا لزعيم الحركة قبل ست سنوات يرسخ ذلك الدور، وفق محللين.

 

واعتُبر إطلاق سراح شقيقه أنس من السجون الأفغانية في 2019، خطوة نحو بدء المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وطالبان والتي أدت في نهاية الأمر إلى انسحاب القوات.

 

حتى أن سراج الدين حقاني كتب مقالة في نيويورك تايمز العام الماضي، حدد فيها موقف طالبان من المحادثات مع الولايات المتحدة والنزاع في أفغانستان.

 

وبينما أجرى أنس حقاني محادثات مع كرزاي، كان عمه خليل حقاني يؤم المصلين في كابل الجمعة.

 

ولا يزال سراج الدين وخليل مدرجين على قوائم المطلوبين للولايات المتحدة مع مكافآت بملايين الدولار لمن يساعد في القبض عليهما.