السفير ابراهيم العواودة قراءة في سفر الوطن والحب

8 نوفمبر 2020
السفير ابراهيم العواودة قراءة في سفر الوطن والحب
وطنا اليوم – كتب نضال العضايلة – عند الحديث عن سفراؤنا في الخارج اول ما يلفت االانتباه هو سفيرنا في جوهانسبيرغ، سعادة الدكتور ابراهيم العواودة، الرجل الذي حمل على عاتقه ان يكون في خدمة الوطن على الدوام، الحيدث عنه يحمل في طياته الكثير من الكلام، وعندما تسمع اسمه يتناهى اليك انك في حضرة رجل من نةع آخر، رجل طوق الاردن عنقه فطوق هو الاردنبقلبه، رجل يؤمن بان الوطن قصيدة وان كلماتها وحروفها من نور.
سعادة السفير اغفر لنا ان حمدناك، وسامحنا ان كتبنا عن مزاياك، والتمس لنا العذر ان قلنا فيك شعراً او كتبنا عنك قصيدةعشق او قلنا فيك خاطرةن فانت السباق لحب الوطن وانت الاردني الاصيل الذي لم يخذل وطنه يوماً.
احرفه سحر، وقافيته عصافير تتوهج عبر اشعار يتوق لها كل متذوق ولهان، روائعه لم تنضب، يمتلك احساس الشاعرالفنان، والعشق من بين حنايا قلبه يتدفق وكان يرسم لوحات غاية في الجمال، سعادة الدكتور ابراهيم العواودة سفير الاردن في بريتوريا، هو انسان قبل كل شيء وهو عاشق لوطن احبه فاعطاه من تعب وجهد ما لم يعطي غيره، لن اتحدث عن سعادة السفير الرجل الانسان، ولن اتحدث عن ابن الاردن الوطن، النبض الحالم في زوايا المكان والزمان، لكني ساترك الشعر لقائله ليعبر عن نفسه، ساترك سعادة السفير مع احرفه وكلماته واشعاره.
انتظار
أحجار : هاجر الطيار
الخامسةْ!
شربتُ كلَّ قهوتي السَّوداءْ
دخَّنتُ عُلبَتَيْنِ من سجائري
ولم تزَلْ في خاطري
قيثارةٌ خرساءْ
الخامسةْ
والدِّيكُ فَوْقَ حائطِ الجيرانِ صاحْ
كأنَّهُ يُصلِّي
كأنَّهُ يُبَشِّرُ الدنيا بساعةِ الصَّباحْ
ولحظةِ التَّجلِّي!
الخامسةْ
وبعدَ ساعتيْنِ يبدأ النهارْ
ولم أزَلْ يا ربِّ في انتظارْ
متى يطلُّ ذلك الوجهُ المُضيءْ؟
متى يجيءْ؟
متى يَكُونُ الانبهارْ؟
وطنُ النشامىٰ
حَـمٰـــاكَ اللهُ يـا وَطَــنَ النَّشـامــىٰ
ووقَّـىٰ أَهْـلَـكَ الصِّـيْــدَ، الـكِـرامــا
وأَبْـعَــدَ عَـنْـكَ حـادثَــةَ الـلَّـيـالـي
وبَــدَّلَ حَــرَّهـــم بَــرْداً سَـــلامــــا
سَـلِـمْـتَ، ودُمْـتَ أَهْــلاً للمَعـالـي
نَـقِـيَّ الثَّـوْبِ، مِـعْـطــاءً، حُسـامـا
لوَجْهِـكَ في العيـونِ سَـناءُ صُـبْــحٍ
ولِاسْمِكَ في الحَشا ضَوْعُ الخُزامى
فَـذِيْ روحٌ تَـطِـيْـــرُ إلـيْـكَ شَــوقــاً
وذا قَـلْـبٌ يُـطــارِحُــكَ الـغَــرامـــا
راحَ الكثير
راحَ الكثيــرُ، ومـا تبقَّـىٰ إلَّا القليلُ مَدىً وعُمْقـا
وخَبِـرْتَ أَطْبــاعَ اللَّيـالـي والـوَرىٰ غَـرْبــاً وشَـرْقـا
وشَرِبْتَ من كـأْسِ الزَّمـانِ طِـلاهُ حينَ قسـا، ورَقَّــا
ونَشَـرْتَ في بحـرِ الحياةِ شِـراعَـكَ الخفَّـاقَ شَـوْقـا
تَعْلـو وتَـهْـبِــطُ راجيـاً مِنْ قبضـةِ الأمـواجِ عِـتْـقــا
حتى إذا مـا لاحَ بَـرٌّ فـي المَــدى تَـأْتِـيْــهِ سَــوْقــا
ولَمَحْتَ فوقَ الشَّـطِّ أَطيافـاً، وعن جَنْبَيْـكَ غَرْقـىٰ
لم تَـدْرِ أينَ غداً تَكُـونُ، ومـا تَصيـرُ، ومـا سَـتَلْقَـىٰ
وعَـزاؤُكَ الباقـي رجــاءُ القلـبِ أنَّـكَ حينَ تَـرْقـىٰ
تَـجِــدُ الـذي أَمَّـلْـتَ مِنْ بـاريـكَ: تَــوَّابـــاً وحَـقَّــا
بَحْــرٌ بَـلِـيــغ
عَيْنَـانِ مِثْلُ البحرِ سِحْراً وعُمْقـا
إليهمـا الأَنْهــارُ تَـنْسـابُ سَـوْقـا
بَحْــرٌ بَـلِـيــغٌ مَـوْجُــهُ، مُـلْـهِــمٌ
يُهَدْهِـدُ الشُّطآنَ دِفْئـاً ونُـطْـقـا
ما النِّيـلُ، ما الأُرْدُنُّ، ما دِجْلَــةٌ
إلَّا إليْـهِ تَـحْمِـلُ الحُـبَّ دَفْـقــا
سُـبْحـانَ مَـنْ أَولاهُـمــا فِـتْـنَــةً
فلا يَـرُومُ مِـنْـهُـمـا الدُّرُّ عِـتْـقــا
عَيْنـانِ، فيهمـا تَـطِـيـبُ الـرُّؤَىٰ
وفيهما العُشَّاقُ يَمْضُونَ غَرْقـىٰ
يَـدْعُـوهُـمُ الـمَـــوْجُ إلـى سِــرِّهِ
فَـيَـحْـضُـنُـونَــهُ رجــاءً وشَـوْقــا
يُــراوِدونَ الحُـلْـــمَ عَـنْ نَـفْسِــهِ
ويبتغونَ في لَظَىٰ الوَجْدِ رِفْـقــا
فــلا يَـعُــودونَ، ولا تَـنْـقَـضِــي
رحلتُهم في البحـرِ غربـاً وشرقـا
حـتَّـى إذا غاصُــوا بـأعـمـاقِـــهِ
ونُـوِّلُــوا حَـلاوَةَ الـوَصْـلِ حَـقَّــا
تَـخَـلَّــدوا، كـأَنَّـمــا حَـتْـفُـهُــمْ
في حَضْرَةِ المَرْجانِ خَيْرٌ وأَبْقـىٰ
المُـريــد
هُـوَ ذا الأمْــرُ، قـد وُلِـدْتُ مُـريــدا
هـادئــاً، عاصفـاً، رضيَّــاً، عَـنـيــدا
وتَـفَـلَّــتُّ، ثُــمَّ جـئْـتُــكَ أَسْـــعَـىٰ
قـاصـداً بيتَـكَ القديـمَ، الجديــدا
واقـفــاً فـي بـابِ الـرُّؤَى، أَتَهَجَّـى
كيف يغدو وردُ العُـروقِ قـصـيــدا
أَتَـهَـجَّـى، عَلِّـيْ إذا قُـلْـتُ حَـرْفــاً
وتلعثمْتُ، لَـمْ تَـدَعْـنـي وحـيــدا
فاحضُـنِ المُهجـةَ التي تَـتَـلـظَّــى
إِحتضنْهــا، كي لا تصيـرَ جَـلـيــدا
وأَعِـنْ قـلـبــيَ الخَـفُـــوقَ إذا مـا
قَـصَـدَ الأُفْـقَ ظـامئـاً، مُسْـتَزيــدا
يَـتَـمـاهَــى مـع المكـانِ، ويرجــو
في امـتـدادِ الزَّمـانِ ظِـلَّاً مَـديــدا
وَعْدُكَ الوَعْدُ، فارضَ عنِّي ودَعْني
أَنْطَلِـقْ في الفضـاءِ حُـرَّاً، سـعيدا
سَـقْـفُـكَ المُـبْـتـغـى، وإنِّي إلـيـهِ
راحِـلٌ أَطْـلُــبُ القَبُــولَ، مُـريــدا
“شِــدِّةْ وبِـتْــزُول”
قـد قالهــا، ونَـقُـــولُ والأَمْرُ خَطْبٌ مَهُـولُ
الصُّبْـحُ آتٍ، فصَـبْـراً هِـيَ شِــدَّةٌ وتَــزولُ
إنَّ الــرَّجــاءَ بِـربِّــي وثَـمَّ وَحْـدةُ شَـعْـبي
نَمْضـي بعَـزمٍ وحُبِّ وكُـلُّـنـــا مَسْــــؤولُ
هذا الحِمىٰ لا يُبالي بحادثــاتِ اللَّيـالـي
صَلْبٌ كمِثْلِ الجِبالِ يَحميـهِ ربٌّ جَـليــلُ
دومـاً يَـزيــدُ عَطــاءَ سَــمـاحَــةً ونَـقـــاءَ
تَفْديـهِ صُبْـحَ مَسـاءَ سَــواعِــدٌ وعُـقُــولُ
أَدعـو لَـهُ بِـبَـيٰــانـي وخافِـقـي وجِنـاني
يَفُــوزُ في كُـلِّ شــانِ ومِنْكَ، ربِّ، القُبـولُ
سعادة السفير الرائع لكم نشتاق الى للقياك ولكم نحن في حاجة لامثالك ليكونوا ليس فقط سفراء في السياسة والاقتصاد، بل في الشعر ايضاً.