فراس الفاعوري
فتحات الشارع الرئيسي الممتد من صويلح نزولا باتجاة جرش شمالا لمحافظات الشمال تحصد الأرواح، والمسؤول إذن من طين واذن من عجين.
فإلى الشمال من العاصمة عمان يقع الطريق الواصل بين العاصمة ومحافظات الشمال، مروراً بلواء عين الباشا، التي تعتبر الرئة التي يتنفس منها آلاف المواطنين
إلى الشمال من العاصمة عمان يقع الطريق الواصل بين العاصمة ومحافظات الشمال، مروراً بلواء عين الباشا، التي تعتبر الرئة التي يتنفس منها آلاف المواطنين.
ويبدو أن هذا الشارع الحيوي أصبح يفتك بالمواطنين من خلال التحويلات الإجبارية التي تعد فتحات بوسط الشارع من أجل استخدامها للعودة أو المرور إلى الطرف الآخر، هذه التحويلات أصبحت تسمى فتحات الموت، حيث تبدأ من فتحة صافوط وهي الأخطر، ثم تأتي بعدها فتحة باب عمان التي لا تقل خطورة عن الاولى، وتأتي بعدها الفتحة أو التحويلة الثالثة التي تقابل منطقة الحنو ام الدنانير، والرابعة مقابل محطة التقنية.
توجه أهالي اللواء بالمناشدة لكل من يهمه الأمر وبكل الوسائل الإعلامية المتاحة، تحدثوا إلى نواب المجلس النيابي الساب، استخدموا كافة الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لاحياة لمن تنادي.
وعام يتلو عام، نزيف الدماء لا يجف فقد الكثيرون من أبناء لواء عين الباشا وضيوف اللواء، فهذا الشارع الحيوي يربط الشمال مع الوسط وهو مدخل لمحافظات الشمال والعاصمه عمان وكذلك محافظة الزرقاء.
ورغم مناشداتنا المتكررة الا اننا لم نسمع الا بالوعود التي تذهب وادراج الرياح أو تختفي في أدراج المكاتب المغلقة، فمن يستجيب لنا، ومن يسمع صياحات من فقد غالي أو عزيز.
الم يحن الوقت ليستمع الينا احد؟، أن يسمع صوتنا من يرأف بنا؟، كفى ما نراه ونسمعه في كل يوم، هل نسمع قريباً إن هناك مسؤولاً يستعد لحل هذه المعضلة المخيفة؟، هل هناك فرج قريب؟.
انا لا اكتب، تحت ضغط الانفعال او تموجات الغضب، بل بدافع من الحرقة والألم التي تعصف بالقلب تضامناً مع اسر الضحايا الذين فقدوا من يرعاهم بفقد ابائهـم، وأسر أخرى فقدت فلذات اكبادهــا، وهم في مقتبل العمر، ارواح كثيرة زهقت على هذا الطريق تجاوزت العشرات، ولا زالت ذكرى رحيلهم باقية في نفوس أسرهم وفي نفوس ابنــاء اللواء.
أما آن الأوان لهذه المآسي ان تتوقف، فحن لا نعتقد اننا فقدنا القدرة على الخيال والابداع واستنباط الحلول، والأكثر اهمية لذا، يتوجب على وزارة الأشغال العامة ووزارة البلديات ، بإجراء دراسة معمقة لهذه الفتحات، وإيجاد الحلول اللازمة والجدية والفورية للحد من حوادث الطرق على هذا الشارع الخطر ، حفاظا على أرواح وممتلكات المواطنين، وعلى المسؤولين ان يستمعوا لصرخات القلوب المكلومة التي فقدت اعزاء على قلوبها، ويجب أن تحرص على وضع الحلول من أجل الأرواح التي ذهبت والدماء التي نزفت، والعيون التي دمعت، وان تكون الحلول سريعة، وموضع التنفيذ، وإلا فإننا سنبقى نشاهد الحادث تلو الأخر ، والمصيبة تلو الأخرى ، ونودع الأحباء تباعاً ، وستبقى ارواحنا وارواح كل من يمر من هذا الشارع رهينة هذه الفتحات الخطرة.