الشارع الأردني يواصل الأسئلة : خلل أحمال أم هجوم كهرومغناطيسي

23 مايو 2021
الشارع الأردني يواصل الأسئلة : خلل أحمال أم هجوم كهرومغناطيسي

وطنا اليوم:وحدهما المؤسستين العسكرية والامنية في الاردن تحركتا ميدانيا وبسرعة لاتخاذ ما يلزم من التدابير بعد حالة الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي التي تحولت الجمعة الى لغز وسر لم يفسر حتى الان وسيناقش تفاصيلها البرلمان على الارجح في جلسته ليوم الاثنين.
تداركت المؤسسة العسكرية وقامت بدراسة بروتوكول محدد للتعامل مع حالة من هذا النوع.
مديرية الامن العام بدورها اتجهت فورا لتوزيع دوريات الشرطة لحماية وتامين وحراسة انظمة الانذار في المرافق العامة والخاصة وحتى في المصارف والبنوك والمؤسسات التي تحتاج الى الحماية بعد تعطل اجهزة الانذار.
دون ذلك ارتبكت الحكومة في ساعتين على الاقل ولم تصدر عنها اي رواية توضح الاسباب التي منعت التيار الكهربائي عن الاردنيين جميعا و بالتساوي في لحظة غير مسبوقة على الاطلاق في تاريخ الحكومة الاردنية رغم ان بعض الخبراء يتحدثون عن انقطاع فني مماثل حصل عام 2006 .
بكل حال ليلة نزول القاطع الكهربائي عن جميع المحافظات والمدن الاردنية كانت تثير العديد من التساؤلات وبعيدا عن المسوغات الفنية بدا ان الشارع امام نظريتين في تفسير المسالة.
وبسبب تأخر الرواية الحكومية في تفسير وشرح ما حصل ووجود عدة اجتهادات تزاحمت في الاطار البيروقراطي وبصرف النظر ايضا عن المسار الفني لما حصل يبدو ان القضية ايضا تدحرجت على مستوى منصات التواصل والتساؤلات في السياق السياسي.
وذلك يحصل بالعادة عندما تبرز اي مشكلة ها علاقة بخدمات القطاع العام .
لكن حصول ذلك لا يعني عمليا وجود خلفيات سياسية بالضرورة لانقطاع من هذا النوع وان كان تجاهل الامر والتعامل معه وكانه لم يحصل قد لا يوفر مسارا حكيما للإجابة على تساؤلات الشارع الاردني خصوصا وان قضية انقطاع الكهرباء و لليوم الثالث على التوالي وهو الاحد استمرت في منتهى الاثارة والتشويق وطرح الاسئلة على منصات التواصل.
عدا ذلك فاجأ خبير يمثل القطاع الخاص في الطاقة والكهرباء جميع الاوساط برواية تتعلق عن وجود حصول انقطاع في التيار الكهربائي على المملكة بفعل فاعل.
الرواية المرجحة للخبير وهو عامر الشوبكي الذي يعتبر من الناس المسموعين في مجال الطاقة والكهرباء المحت في البداية الى هجمة “كهرومغناطيسية” كهربائية محتملة من عدو يحاول خلط الاوراق وارباكها في الاردن.
وجهة نظر الشوبكي هنا سردية تم تداولها على نطاق واسع على اساس تزامنها مع اعلان مليونية تزحف في الشارع الاردني في اطار الاعتراض على قصف اسرائيل لقطاع غزة وفي اطار الاحتفال ايضا بانتصار الشعب الفلسطيني واظهار التضامن مع قضية القدس.
لكن هذا التزامن لا يشكل نظرية صلبة ومتماسكة في التحليل السياسي حتى الان.
لاحقا تم ترويج راي اخر للشوبكي يقدم فيه ادلة على حصول هذه الموجة الكهرومغناطيسية بمعنى ان هناك اعتداء حصل على شبكة الكهرباء الاردنية.
وهو اعتداء لا يوجد عليه عمليا حتى الان اي ادلة او قرائن مباشرة لكنه تدحرج كنظرية محتملة في اوساط الكثير من المواطنين.
في الواقع قبل ذلك صدرت عن المسؤولين البيروقراطيين في قطاع الكهرباء عدة نظريات في تفسير ما حصل.
النظرية الاولى تحدثت عن خلل داخلي نتيجة زيادة الاحمال.
لاحقا برزت نظرية لها علاقة بعطل من خط الكهرباء المغذي من مصر.
ووسط كثرة وزحمة التفسيرات عادت الحكومة الاردنية لتعلن رسميا حصول اعطال خضعت للصيانة في خط الكهرباء المصري الواصل للأردن نتج عنها خلل فني ما في الاحمال وتسبب بإرباك نظام التزويد الكهربائي الاردني .
وهي نظرية بدا واضحا انها سرعان ما تهافتت في التفسير الفني بعدما اعلنت وزارة الطاقة المصرية عدم وجود اعطال لديها في الخط الذي يزود الاردن بالكهرباء في الوقت الذي لم يكن يعرف فيه الاردنيون اصلا بان الكهرباء التي تخدمهم يتزودن بها من خط واحد فقط في مسالة اعتبرها خبير الطاقة الدكتور عبد الحكيم الحسبان من ضمن الأسرار الغريبة في مسالة ملف الطاقة الاردني والتي تتضمن الكثير من الالغاز التي تحتاج لتفكيك.
التصريح الاكثر اثارة صدر مساء السبت عن مدير شركة الكهرباء الاردنية و هي الشركة التي حصل فيها العطل الكبير امجد الرواشدة والذي اعلن ردا على نظرية المؤامرة ووجود هجمة كهرومغناطيسية فيما يبدو بان النظام الكهربائي الاردني غير قابل للاختراق.
الرواشدة هنا زاد من تعقيدات الموقف بدلا من تفسيره للراي العام فالحديث عن نظام كهربائي غير قابل للاختراق كان خاليا من الدسم الفني والتوضيحات التفصيلية وبدا ان الشركة المعنية تحاول الرد على نظرية المؤامرة هنا لكن طبيعة رد الرواشدة كانت مقتضبة ولم تدخل بالتفاصيل .
وهو امر يفترض ان تثار العديد من التساؤلات لاحقا حوله او يكشف النقاب عن مشكلات وازمات متكررة في ملف الطاقة لم يكن لها علاقة بالأعطال فيما مضى .
ولكن لها علاقة بوقف ترخيص انتاج الطاقة البديلة و بأزمة مشروع انتاج الطاقة من الصخر الزيتي وبكل الجدل المثار حول انقطاع واردات الغاز المصري في وقت الربيع العربي ثم الجدل المتعلق بالغاز الاسرائيلي و انتاج الكهرباء من حيث العديد من الالغام والالغاز التي لم تفلح في تقديم نظرية متكاملة للراي العام بعد ليلة نزول القاطع الكهربائي.