الرسوم المسيئة لناشريها ومُؤيدي نشرها وليس للرسول صلى الله عليه وسلم

27 أكتوبر 2020
الرسوم المسيئة لناشريها ومُؤيدي نشرها وليس للرسول صلى الله عليه وسلم

بقلم المهندس: سليمان عبيدات

أقوى الردود وأقساها على الاساءة للاسلام والمسلمين، بأن الرسوم المسيئة تُسيء لناشريها ومُؤيدي نشرها وليس للرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون ايضا بتطبيق ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه، فحياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما صدر عنه يُعد منهجا شاملا مُتكاملا لحياة البشرية .

لقد آن الأوان ان نتعلم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والمبادرة في تطبيقها، لتهذبب سلوكياتنا وتنعكس على حياتنا وتعاملاتنا، بهذا نجعل غيظهم في صدورهم ونُعطل كل خططهم، ويكون النصر لنا، ويعلم الله أننا قد نصرنا رسوله وهو الغني عن نصرتنا، قال تعالى « إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ»، وحسناً نفعل ان قاطعنا منتجاتهم المتواجدة في اسواقنا .

اما إطلاق الشعارات الرنانة والسب والشتم في الرد عليهم، فلا اظن انه مفيد بشيء، ولا جدوى من اطلاقها سوى توتير أجواء الشباب المسلم، والتسبب في وقوع الاخطاء التي تُسيئ لنا ولا تخدم قضيتنا .

ان  من روعه الاسلام في التعامل مع غير المسلمين وهذا سبب انتشاره والحملة الشعواء ضده، بأن اي حادث يحدث في زهق الارواح، لا يمكن أن يصدر من مسلم يعرف ويفهم الإسلام، لأن الإسلام من الناحية الشرعية يكلف المسلمين الحفاظ على أمن وحرمة الانسان والممتلكات العامة والخاصة ودور العبادة جميعًا سواء كانت إسلامية أو غير ذلك».

منذ بداية الاسلام، خاطب الشعوب، خاطب الروح والعقل البشري الذي يُقدر قيمة انسانية المسلم في تعامله بخلُقه العظيم مُقتديا برسول الانسانية العظيم .

يعتبر المسلم الصالح، أن اي فعل مُشين او جُرم، يتناقض وتعاليم دينه ومنهجه، ويضر بالمسلمين ومصالحهم، ويعطي صورة غير حقيقية عن دينه اذا اقدم عليه، ويدعم مخططات التآمر على دينه، ويُساعد على تأكيد افتراءات اعداء الاسلام على انها حقيقة .

وما جاء في القرآن الكريم في مجال حرية الاعتقاد، فهو قمة الاحترام والتقدير لعقل الإنسان، قال تعالى: «لا إكراه في الدين»، وما جاء في العهدة العمرية بعد فتح بيت المقدس، التي حظت على الإحسان لأهلها دون تمييز والبر بهم .

يتألق كل مسلم، وهو يقتدي بالرسول الكريم القائل إنَّما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق»، والذي جمع من الصفات أحسنها ومن الاخلاق أفضلها، فهو الجدير بأن يكون قدوتنا.

وخلاصة القول، لنصرة ديننا ونبينا، يتوجب ان تتلألأ  كلماتنا الطيبة فى سماء التسامح وكظم الغيظ، نقدمها اليوم بثقة فى الوقت الذي تُكال فيه التهم للإسلام بأنه دين التطرف والإرهاب وسفك الدماء، وفى الوقت الذى نشهد فيه من صور الوحشية والبربرية ضد المسلمين فى كثير من بقاع الأرض ما يندى له جبين الحقيقة خجلاً وحياءً، نقدمها بعز وفخار مسلمون لا نخجل، فسلوكنا واخلاقنا وقيمنا تتحدث عنا .